رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سليمان الحكيم: "العندليب" مات في وقت يجب أن يموت فيه

عبدالحليم حافظ
عبدالحليم حافظ

"لولا ثورة يوليو 1952 لكان عبدالحليم حافظ «العندليب» مجرد مطرب يقلدُ مُحمد عبدالوهاب في أحد الكباريهات التي تنتشر على شارع الملاهي في القاهرة". هكذا قال الكاتب سليمان الحكيم في كتابه "الرسالة".

ويضيف "الحكيم" أن الثورة التي أدركت عبدالحليم وأدركها، هي التي جعلته مطربها وجعلها ثورته، فأصبح الآخرون يقلدونه بسببها. موضحًا أن عبد الحليم حافظ مات في وقت كان يجب أن يموت فيه، لقد ظهر في بداية الثورة، وانتهى بنهايتها، وحين لم يجد رسالته، التي نذر نفسه لها، مات بموتها.

ويُتابع، جاء أحمد عدوية، وكتكوت الأمير، وغيرهما من مطربي ذلك الزمن ليعبروا عنه في غنائهما، فلم يكن مطلوبا، ولا متصورا أن يعيش عبدالحليم ليغني "حبة فوق وحبة تحت"، مشيرا إلى أن الغناء كان مساويًا للسياسية ومعبرًا عنها.

وتساءل الكاتب، ماذا لو عاد عبدالحليم حافظ الآن؟ تُرى ماذا سيغني ولمن؟ وهل سيكون غناؤه مطلوبًا كما شعبان عبدالرحيم أو غيره من مطربي هذا الزمان؟

كما تساءل لو عاد عبدالحليم الآن إما سيغني بطريقة شعبان فيتهم بتقليده، وينصرف الناس عنه إلى الأصل وهو شعبان، وإما سيكف عن الغناء، فلن يشعر بعودته أحد وسيعود إلى قبره كما جاء منه، فشعبان يظهر في الأوقات المحبطة، يشد الناس إلى أسفل وهذا هو مناخه المناسب. أما عبد الحليم يحتاج إلى مناخ ثوري يشد الناس إلى أعلى صعودًا، ربما سنحتاج إليه في وقت لاحق، وقت الثورة الذي جاءنا مرة ولا نعرف متى سيأتينا ثانية؟