رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنها لا تستحق الجنسية المصرية


لا بد من وقفة ومحاسبة لكل من يسىء لسمعة مصر «الوطن.. والشعب.. والقيادة».. لا بد من وقفة مع كل مصرى يتحدث عن مصر فى خارج مصر بكلام فج، أو يشوهها أو يتفوه بألفاظ نابية حولها، أو يتهكم عليها فى الإعلام أو فى مكان عام، أو فى حفل أو فى مناسبة كبرى، خاصة إذا كان خارج مصر.

لا بد أولًا أن يفهم كل فنان، أو حتى مُدعى فن، أن غالبية أبناء الشعب المصرى لديهم نخوة ولديهم حرص على سمعة وطنهم، فهم قد ينتقدون أمورًا وأوضاعًا فى داخل حدود بلدهم من منطلق حرصهم عليه، لكن المصرى الأصيل لا يقبل أبدًا أن يُسىء آخر إلى وطنه حينما يكون خارجه، والمصرى الأصيل لا ينتقد وطنه وهو خارجه، بل هو يشعر بالحنين إليه.. ويحس بقيمته أكثر.. ولا بد أن يدرك كل فنان أو ممثل أو إعلامى أو كاتب أو صحفى أو مسئول سياسى حينما يكون خارج مصر أن لكلماته وقعًا مختلفًا، وأنه يمكن استخدام كلماته من جانب أعداء الوطن.. إننا فى مرحلة نبنى فيها مصر لتكون أفضل لنا ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا.. ومن مقومات قوة مصر.. قوتها الناعمة.. لذا فإن أى أساءة لمصر فى الخارج تصبح غير مقبولة، ولا يستحق من يفعل ذلك أن يحمل الجنسية المصرية.

إن الجنسية المصرية فخر لمن يحملها، ودليل عراقة التاريخ وريادة الفن ومهد الحضارة الإنسانية كلها.. إن من يحمل الجنسية المصرية لا بد أن يدرك أهميتها وقيمتها، وأن من لا يدرك هذه القيمة الكبيرة، فإنه لا يستحق أن تبقى عليه مصر أو الدولة المصرية أو الشعب المصرى العريق والطيب والصبور.. أقول هذا لأننى أطالب بسحب الجنسية المصرية من المغنية الهوجاء شيرين عبدالوهاب بعد أن أساءت عن عمد إلى وطننا الغالى فى حفل كبير بالبحرين.. فلقد أعطتها مصر الكثير وأعطاها الشعب المصرى الشهرة والتشجيع والدعم، وأتذكر أيضًا أن التليفزيون المصرى قد أعطاها الكثير ونالت شهرة فى مصر ما كانت حتى فى أحلامها.. لكنها لم تجد من يعلمها الأدب، ولم تجد من يعلمها الانتماء ولم تجد من يعلمها قيمة الشعب المصرى العريق، ولا قيمة هذا الوطن العظيم الذى هو فخر لكل من ينتمى إليه.

وآن الأوان لوقفة معها، لأنها دأبت على التهكم والهجوم على مصر فى كل مناسبة وفى عدة حفلات وبشكل متكرر وبأسلوب فج، ينم عن لا مبالاة وعدم اتزان وفجاجة وسوقية، وفى كل مرة تعتذر وتفلت بفعلتها المشينة، حدث ذلك وفعلته أمام الجمهور، سواء أكان ذلك فى حفل فى داخل أو فى خارج مصر، وفى برامج تليفزيونية شهيرة تنتج فى خارج مصر.. ويبدو أن الشهرة والثراء وعمليات التجميل قد أدارت رأسها مما جعلها فى حالة هذيان واضح للعيان، وتقوم بسلوكيات لا تليق بفنانة مصرية تحمل الجنسية المصرية، فمرة تقف فى حفل فى دولة عربية شقيقة لتقول: «إن مية مصر بتجيب بلهارسيا».. ثم تعتذر بكل بساطة فى برنامج لإعلامى دأب على فتح الهواء لها كما تشاء، لتعتذر ولتحاول استعطاف المشاهدين.. ومرة ثانية تظهر فى برنامج شهير لمسابقات غنائية فى دولة عربية فتخلع حذاءها وتضرب به المنضدة أمام المشاهدين وهى تضحك فى هيستيريا واضحة.. وفى سلوك فج وسوقى للغاية.. ومرة أخرى تغازل المطرب العراقى كاظم الساهر أمام المشاهدين فى نفس البرنامج. وفى الصيف الماضى فى حفل غنائى بإحدى القرى السياحية بالساحل الشمالى نزلت من على المسرح بعد صعودها للغناء وتركت الحفل دون اعتذار للجمهور الذى دفع تذاكر الحفل مسبقًا.. وآخر كارثة كانت مؤخرًا فى حفل غنائى لها فى البحرين، حيث تهكمت مرة أخرى على مصر، حيث قالت وهى تضحك على المسرح كلمات تعتبر إساءة وكذبًا وسبًا علنيًا ارتكب فى سمعة مصر.. ويمكن أن تتم مقاضاتها على هذه الكلمات، لأنها مسجلة ويتداولها كل الناس على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، وأثارت غضبًا شديدًا فى الشارع المصرى ويطالب الجميع بمحاسبتها لأنها حينما ذكرت مصر قالت: «أنا هنا أتكلم براحتى.. فى مصر ممكن يسجنونى».

وأنا هنا أتساءل: عن أى مصر تتساءل هذه المغنية؟! إنها تتحدث عن مصر أخرى لا نعرفها.. فلم يسبق أن تم سجن فنان أو فنانة لأنه تكلم براحته.. بل الحقيقة أنها لا تستحق أن تكون مصرية.. إن الشهرة لا تأتى لفنان إلا إذا بدأ فى مصر واعترف به الجمهور المصرى الذواق للفن.. وكل المطربين الكبار من الدول العربية الشقيقة يعرفون هذا ويقولون هذا فى تصريحاتهم.. مرارًا وتكرارًا.. ويغنون بحب لمصر ولشعب مصر، ويقدمون أسمى آيات الاحترام والامتنان لها.. وهم فنانون بحق وذوو قامات كبيرة لا ترتقى شيرين إلى مرتبتهم أو منزلتهم أو موهبتهم، وأذكر منهم أخيرًا من حرصوا على المشاركة فى مهرجان الموسيقى العربية الأخير بالأوبرا، وسمعنا منهم هذا على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، مثل اللبنانية ماجدة الرومى واللبنانى عاصى الحلانى والتونسى صابر الرباعى والتونسية لطيفة والكويتية نوال، وقبل ذلك قدم لنا حسين الجسمى أحلى الأغنيات الوطنية الرائعة فى السنوات الأخيرة التى تواكب أحداثنا القومية، فكسب حب واحترام الشعب كله وتربع بها داخل قلوب المصريين.
ونانسى عجرم التى غنت لمصر من قلبها. فأحبها الجمهور المصرى وأقبل على حفلاتها.. ومن الضرورى أن أضيف أن معظم مطرباتنا المصريات القديرات والعظيمات كان لهن منا كل التقدير والحب لمواقفهن الوطنية ولأغانيهن الوطنية التى تعبر عن عظيم الحب والوطنية، مما جعل الشعب المصرى يُكن لهن كل الحب والتقدير والاحترام، ولا تزال أغانيهن الوطنية ومواقفهن محفورة فى ذاكرة تاريخ الفن المصرى.. إننى أسوق هنا كلمة بليغة كتبتها الشاعرة العراقية القديرة أمل السامرائى، التى تعيش فى مصر حاليًا، تستهجن فيها ما قالته المغنية شيرين عبدالوهاب فى البحرين، حيث كتبت تقول: «عيب وخيانة وقلة عقل قولك الأخير فى البحرين عن مصر.. نحن العرب نعشق مصر ونحرص على سمعتها أكثر منك يا ابنة مصر التى لم تصدق أنها ما وصلت لما وصلت إليه من شهرة لولا مصر، وكانت النتيجة تحريض الأعداء على مصر وكفاية جدًا تبرير ودموع تماسيح».. إلى هنا انتهت كلمات أمل.
وإذا كان قد تم بالفعل اتخاذ موقف جاد فى مصر من جانب نقابة المهن الموسيقية، حيث تم إيقاف هذه المغنية، إلا أننا الآن أمام إساءة واضحة أمام الجمهور فى بلد عربى شقيق، حيث تم تصويرها فيه وهى تتهكم وتسىء لوطننا الغالى، ثم تضحك ملء فمها ببلاهة.. لهذا فإننى أرى أنه ينبغى أيضًا أن توقف أغانيها فى القنوات والإذاعات المصرية.. وأن نقاطع جميعًا كشعب أغانيها.
إن من يقبل توجيه إهانة لوطنه فى ظروف خطيرة كالتى يمر بها الوطن فى اعتقادى لا يستحق الجنسية المصرية.. ولا يستحق أن يعيش على أرضها الطاهرة.. إن هذه المغنية قد تمادت، لأنها لم تجد من يردعها من قبل وتسامح معها الشعب المصرى عده مرات من قبل.. وآن الأوان أن تدفع ثمن تهكمها على مصر، والاستهتار بكلمة مصر التى لا تستحق أن تنطقها على لسانها.. هى فى حد ذاتها ليست مطربة ذات قيمة تذكر.. فأنا مثلًا لا أتذكر لها أغنية منذ بدايتها وحتى الآن.. لكن مقاطعة أغانيها أصبحت ضرورة لتتعلم درسًا فى قيمه الجمهور المصرى الذى أعطاها أكثر مما تستحق.