رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صانع الحدوة بالإسكندرية: المهنة تزول.. وليس لنا نقابة أو تأمينات

جريدة الدستور

بالمطرقة و(الكير) يقف محمد جابر صاحب الثلاثين عاما، في كل صباح، ليزاول مهنته التي اعتاد عليها منذ الصغر، فصناعة (حدوة الحصان) مهنة ورثها عن أبيه وأجداده.

"الدستور" عايشت "محمد" خلال مهنته التي اندثرت في المدن الكبرى ولم تبقى إلا في الضواحي والقرى والريف.

في البداية قال محمد جابر، صاحب محل لصناعة حدوة الحصان بطريق "الكينج مريوط" بالعامرية، أنه ورث تلك المهنة عن أبيه، مشيرا إلى أنه كانت قديما مهنة منتشرة لعدم وجود سيارات، وإنما كانت الخيول والحمير هي وسيلة النقل الوحيدة قديما، مؤكدا أنه الآن إندثرت المهنة وأمامها سنوات قليلة وتنتهي تماما.

وأوضح جابر، أنه يحضر قطع الحديد الملساء، ثم يبدأ في تقطيعها حسب مقاس قدم الخيل، ثم إشعال الفحم والكير حيث يعمل على الطريقة القديمة، ويتم صهر الحديد وتشكيله على شكل الحدوة، وعمل فراغات بها لتركيل المسامير وتثبيته في القدم، مشيرًا إلى أن الحصان أو الحمار لا يستطيع السير دون الحدوة التي تعمل كحماية لقدمه من التآكل.

وأضاف أن حصان جر العربات يتم تغير الحدوة له كل شهر أما خيول السباق يتم التغيير حسب استعمال صاحبها، ويتم تركيب الحدوة للحصان وتثبيتها عن طريق مسامير خاصة تشبه التي تستخدم في العمليات الجراحية، مضيفًا أن المهنة تحتاج إلى حرفية في وضع المسامير بطريقة معينة بعيدة عن اللحمية أو الظاهر الحي.

وأشار إلى أن من أسباب اندثار المهنة أيضًا ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في تصنيع وتركيب حدوة الحصان، وأن الأربع حدوات تأخذ حوالي 2 كيلو من حديد أو أكثر، وتصل تكلفة الـ4 حدوات إلى أكثر من 100 جنيه بدون المكسب، ولا يوجد لنا اى تأمينات أو نقابة نلجأ لها.