علماء: الربيع سيستمر حوالي 93 يوما في حالة من عدم الاستقرار

فى الوقت الذي يبدأ فيه "فصل الربيع" بفعل الدفء الناتج عن ميل محور الأرض نحو الشمس، يتأثر الطقس في كثير من مناطق العالم بظواهر غير مستقرة تزيد حدتها من عام لآخر، باستثناء سقوط الأمطار في فصل الربيع، أو في أي فصل آخر، لارتباط ذلك بشكل أكبر بمجموعة من الاتجاهات المتعلقة بدورات وظواهر طويلة المدى، تحدثها التيارات القادمة عبر المحيطات ودرجة حرارة المحيطات نفسها، وهي أمور تؤدي بدورها إلى تأثيرات مختلفة ومعقدة.

وصبيحة لحظة الاعتدال الربيعي التى حلت ليلة يوم الأربعاء الماضي، على مصر والدول الواقعة فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية، فى تمام الساعة 11 مساء و58 دقيقة بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة، استمرت حركة الشمس الظاهرية فى الاتجاه نحو شمال خط الاستواء تدريجيا، حتى تصبح هذه الأشعة عمودية تماما على مدار السرطان حول يوم 21 يونيو القادم، مشكلة لحظة انطلاق فصل الصيف بحرارته ورطوبته المعهودتين.

ومواصلة ميل أشعة الشمس فى هذا الاتجاه، يعنى استمرار طول النهار فى الزيادة تدريجيا، وقلة ساعات الليل، وذلك بسبب ميل محور الأرض نحو الشمس خلال "فصل الربيع" الذى يحل حاليا فى المنطقة الشمالية من الكوكب، فيميل هذا النصف من الكرة الأرضية نحو الدفء بشكل ملحوظ مما يؤدي إلى بدء نمو النباتات الجديدة، وهي العملية التي تميز فصل الربيع عن غيره من الفصول معلنة عن قدومه، فيما تبدأ الثلوج في الذوبان في المناطق التي تشهد سقوطها، وتفيض الأنهار بفعل ماء الثلج المذاب.

وفصل الربيع يكون ذروته فلكيا عند لحظة الاعتدال الربيعي، الذى عادة ما تكون حول يوم 21 مارس من كل عام، في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وفي 22 سبتمبر في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، ويستمر حتى وقت الانقلاب الصيفي الذي يقع حول يوم 22 يونيو في نصف الكرة الشمالي، و22 ديسمبر في نصف الكرة الجنوبى.

ويرتبط تعريف فصل الربيع، في علم المناخ (الفينولوجيا)، بمجموعة من المؤشرات مثل ازدهار الفصائل النباتية المختلفة والأنشطة الحيوانية، الرائحة الخاصة التي تكتسبها التربة بعد وصولها لدرجة حرارة معينة من الدفء تساعد في بدء إنبات وإنماء النباتات الصغيرة، وتشهد الكثير من المناطق معتدلة المناخ ارتفاعا في درجة حرارة الهواء والتربة، بدرجة تتناسب مع حاجة النبات إلى الماء والدفء، مما يساعد على تفتح الزهور والأثمار، ويحدث هذا على فترة طويلة تستمر من فصل الربيع حتى أوائل فصل الصيف.

وفصل الربيع هو أحد فصول السنة الأربعة، ووفقا للحسابات الفلكية التى أجراها المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقة فإنه سيستمر حوالى 93 يوما، ورغم أن الربيع وصف يطلق على الأحوال المناخية المعتدلة، إلا إن العلماء يؤكدون أنه في الغالب الأعم، يسود خلال فصل الربيع حالة من عدم الاستقرار فى الطقس، وذلك عندما يبدأ الهواء الدافئ في الهبوب من وقت لآخر من المناطق القريبة من خط الاستواء، فيما لا يزال الهواء البارد يهب فى نفس الوقت من المنطقة القطبية، ويشيع حدوث الفيضانات في المناطق الجبلية وبالقرب منها في هذا الوقت من العام أكثر من غيره، حيث يحدث ذلك بفعل ماء الثلج الذائب، الذي يزداد مرات عديدة بفعل الأمطار الدافئة.