التفاصيل الكاملة لتقرير "مولر".. غموض موقف ترامب و3 سيناريوهات لمستقبل الأزمة
أبلغ ويليام بار وزير العدل الأمريكي، الكونجرس في رسالة موجهة، الجمعة، أن المحامي الخاص روبرت مولر قد اختتم تقريرًا عن النتائج التي توصلت إليها في التحقيقات حول مزاعم تدخل روسيا بالانتخابات الأمريكية 2016 لصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد منافسته السابقة هيلاري كلينتون، والذي استغرق 22 شهرا.
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية فإنه حتى الآن، لم تتسرب التفاصيل الفعلية للتقرير، لكن مسؤولي وزارة العدل كشفوا عن بعض المعلومات الإجرائية حول شكل التقرير ومتى يمكن للرأي العام الاطلاع عليه.
وقالت الصحيفة إن التقرير الآن بين يدي وزير العدل، الذي صرح بأنه قد يسمح بالاطلاع على النتائج الرئيسية به، والتي توصل إليها مولر بحلول نهاية هذا الأسبوع.
وأضاف إنه سيتشاور أيضًا مع مولر ونائب وزير العدل رود روزنشتاين، لتحديد المعلومات الأخرى الواردة في التقرير التي يمكن إعلانها للكونجرس والأمريكيين.
ووفقا لشبكة ايه بي سي نيوز، فسوف تقدم وثيقة شاملة تتضمن استنتاجات أساسية حول الأشخاص سواء المدانين والمتورطين أو المستبعدين من التقرير وسيتم عرضها على الكونجرس بعد غد الاثنين.
وأشار التقرير إلى أن مسؤول رفيع المستوى في وزارة العدل صرح للصحفيين بأن مولر لم يوصي بأي لوائح اتهام أخرى عند تقديمه التقرير النهائي، ورغم أن اللائحة التي تحكم عمل مولر تنص على أن يكون التقرير سريًا، إلا أن بار قال إنه يريد نشر الكثير منه على الملأ، حيث تقول القاعدة الفيدرالية للإجراءات الجنائية 6 "إن تفاصيل التحقيق يجب أن تظل سرية ما لم يتم الكشف عنها كجزء من أمر من المحكمة يتعلق بقرار اتهام أو إجراء آخر، وتحظر قواعد هيئة المحلفين الكبرى الكشف عن المعلومات التي تم الحصول عليها"، ومن المتوقع أن تستغرق عملية المراجعة أيامًا أو حتى أسابيع.
وأضاف التقرير أنه ليس من الواضح ما إذا كان تقرير مولر سيحاول سرد قصة شاملة والإجابة على أسئلة الأمريكيين والمسئولين، أم لا، وليس من الواضح أيضا ما إذا كان مولر يعتقد أن ترامب متورطا في أي نشاط إجرامي أم أنه سيحدد نمطًا من تحقيقات النيابة عن الرئيس، كمقدمة محتملة لعزله.
وفي هذا الصدد، أوضحت واشنطن بوست أن بار قال "ما زلت ملتزمًا بأكبر قدر ممكن من الشفافية"، مضيفًا أنه مقيد بقواعد القانون والعدل، وقد دعا كبار الديمقراطيين والجمهوريين إلى نشر تقريره بالكامل.
وحثت نانسي بيلوسي وتشاك شومر، الزعماء الديمقراطيين في الكونجرس، ووزير العدل على عدم إعطاء ترامب نظرة سريعة على نتائج مولر أو السماح للبيت الأبيض بالتدخل في القرارات المتعلقة بأي معلومات ستنشر.
كما قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، سارة ساندرز، إنه لم يتم اطلاع ترامب على التقرير، مضيفة: "الخطوات التالية مترتبة على ويليام بار، ونتطلع إلى أن تأخذ العملية مجراها".
وأدت خطوة مولر إلى وضع حد للتحقيق الجنائي المضاد ومكافحة التجسس الذي سيطر على أول عامين من رئاسة ترامب، مما أدى إلى هجمات غاضبة من ترامب وحلفائه، وأدى التحقيق إلى الإدانات الجنائية لرئيس حملة ترامب ونائب رئيس مجلس الإدارة ومحامي شخصي ومستشاران سياسيان، كما تم توجيه الاتهام إلى صديق ومستشار الرئيس روجر ستون.
وحصل فريق مولر على لوائح اتهام جنائية للآخرين، بما في ذلك أكثر من عشرين من الروس المتهمين بالتورط في تدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية عام 2016، والتي خلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أنها تهدف إلى مساعدة ترامب على الفوز.
وقالت الصحيفة إنه قد زاد الترقب المحموم لتقرير مولر لأشهر، في حين يأمل منتقدو ترامب في الحصول على تفصيل كامل لأي روابط بين فريق حملته الرئاسية والتدخلات الروسية، بينما زعم حلفاء الرئيس أن التقرير سيثبت أنه "لم يكن هناك تواطؤ".
وعن سيناريوهات الكشف عن التقرير النهائي، قالت الصحيفة إن أحد الخيارات التي تم طرحها هو إصدار تقارير منفصلة، حيث اقترح مسؤولون سابقون في وزارة العدل أنه بإمكان بار تقديم تقريرين إلى الكونجرس، أحدهما يحتوي على معلومات غير سرية يمكن تقديمها إلى جميع المشرعين والرأي العام، وتقرير أخر يُقدم إلى مجموعة أصغر مكونة من قادة الكونجرس، مثل رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، ورئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جيري نادلر.
أما الخيار الثاني هو أن التقرير الكامل، أو أي شيء يتصل به يجد في النهاية طريقه للخروج للعلن حيث، قال الديمقراطيون في مجلس النواب إنهم سيضغطون من أجل الكشف عن كل شيء.
