رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في العيد القومي للشرقية.. جولة بالصور بمدينة "تانيس" التاريخية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحت شمس صحراوية ترى آثار مصر القديمة الضخمة تقف شامخة تحكى تاريخ آلاف السنين من العهد الفرعونى، وترى الكتابات الهيروغليفية على الجدران، تقص علينا أنباء الأمم السابقة وقصصهم وحكاياتهم المنسية.

في أواخر مارس تشهد محافظة الشرقية الاحتفال بعيد "تانيس" القومي، بمناسبة مرور 80 سنة على اكتشاف المدينة الذهبية على يد البعثة الفرنسية.

تانيس أو صان الحجر.. مدينة أثرية يقارب عمرها الـ 4 آلاف سنة، إحدى عواصم مصر القديمة التي حُكمت مصر منها في عهد الأسرتين ال21 و22، والمعروفة حاليا بمدينة صان الحجر، بمحافظة الشرقية، وكانت مقرًا لانطلاق البعثات التجارية الكبرى ورابع العواصم الثلاثة التي حكمت مصر من محافظة الشرقية، وكان تانيس إسمها اليونانى، وقد سميت في عهد قدماء المصريين "جعنت" بمعنى الأرض الرملية النقية.

التقت "الدستور" بالدكتور متولى صالح مدير المنطقة الأثرية بصان الحجر، في جولة بالمنطقة الأثرية للتعرف على تاريخها ومكانتها الأثرية التي تخفي على الكثير من أبناء مصر.

وأكد الدكتور متولى صالح أن هذا المكان عمره أكثر من 3119 سنة ويعتبر كنز أثرى مدفون ومهمل، على الرغم من أن الاهتمام به سيغير خريطة المناطق الأثرية في مصر لما يتضمنه من آثار قيمة، لافتًا إلى ان المعابد الأساسية بتلك المنطقة كرست لثالوث طيبة وهم الآلهة " آمون وموت وخونسو "
و أضاف في تصريحات صحفية خاصة. أن صان الحجر وقع بها العديد من الإكتشافات الأثرية المهمة، أهمها المقابر الملكية والمدينة الذهبية التي تم الكشف عنها على يد البعثة الفرنسية وتحدث عنها العالم الأجمع ووكالات الأنباء العالمية، بعد ان تم الكشف عن المدينة الذهبية في مارس 1939، لافتًا إلى أنه تم اكتشاف مقبرة الملك بسوسينس الأول والتي لم تتعرض للسرقة والنهب، حيث وضع الملك داخل 3 توابيت من الفضة والجرانيت الأسود والجرانيت الوردي، وعُرض تابوته الفضى وقناعه الذهبى بالمتحف المصري، وهو من أعظم ملوك مصر القديمة وقد حكم مصر لمدة 49 عام ونجح في تشييد سور من الطوب اللبن حول معبد آمون وشيد مقبرته في داخل السور، كما تم اكتشاف مقبرة ششنق ومقبرة اوسركون والذى يٌرى بوضوح تابوته الضخم من الجرانيت وتحتوى مقبرته على توابيت لعدد من الملوك ونصوص من كتب العالم الآخر.

و استكمل أن منطقة صان الحجر الأثرية تحتوى على العديد من الآثار المهمة مثل آبار التطهير والتى استخدمتفى معبد آمون والمسلات النادرة الضخمة والتماثيل الضخمة التي تزن فوق ال80 طن مصنوعة من الكوارتز والجرانيت، والبحيرة المقدسة والتى كان يقيمها الكهنة بالحفر وصولا للمياة الجوفية ومعبد خونسو ومعبد آمون ومعبد حورس ومعبد موت، والمعبد الشرقى، والذى أكد مدير منطقة الآثار أنه في حالة الاهتمام به ورفعه سيكون مماثلا لمعبد الكرنك بالأقصر ويحتوى على تمثالا لجوحوتى إله العلم عند قدماء المصريين.

كما تم الكشف عن تمثال نادر لرمسيس الثانى وهو طفل صغير، وفوق رأسه الصقر الذي يمثل الإله حورس والذى يجسد تأثير العبرانين ومعتقداتهم وهو من أندر المقتنيات التي تم العثور عليها بمصر
و أكد مدير المنطقة الأثرية، أنه رغم كل تلك الآثار المهمة إلا أن مدينة صان الحجر لم يتم التنقيب بها إلا بنسبة 10%، لافتًا إلى أنه سيتم الكشف عن كنوز في حالة الاهتمام بها والبحث عن خباياها، كما أنه بتطويرها كمزار أثرى هام ستدر دخلا سياحيا كبيرا على المحافظة.

وأوضح أن منطقة صان الحجر تحتاج لاهتمام كبير بداية من الطرق الممهدة لاستقبال الزائرين، مرورًا بالمرافق داخل المدينة ووجود مكان لاستقبال الزائرين ومكان لبيع الأطعمة والمشروبات بمحيط المنطقة الأثرية.

كما طالب أهالى الشرقية جميعًا وزارتى السياحة والآثار بسرعة التدخل وإنقاذ الآثار الملقاة دون عناية أو اهتمام، ووضع خطة للكشف والتنقيب عن باقى الآثار والكنوز المخفية بالمدينة، والحفاظ على الآثار المتواجدة ووضع المدينة في مكانها الصحيح على الخريطة السياحية بمصر.

ووجه أهالي الشرقية للدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، مناشدات بتنظيم رحلات للمكان وتنشيطه كمزار أثري، ووضع خطط بالتنسيق مع الجهات المعنية لنشر الوعى الكامل حول هذه المنطقة المغمورة.