رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدربة «ويندو» تجيب عن سؤال النساء: «إزاى أضرب متحرش؟»

جريدة الدستور


انتشر مؤخرًا مصطلح رياضة «ويندو»، المكون من شقين wen اختصار woman وdo من كلمة طريق باليابانى، ليعنى «طريق المرأة»، والمتمثل فى مجموعة من ردود الأفعال يمكن أن تسهم فى دفاع المرأة عن نفسها حال التعرض للمضايقة أو التحرش.
بتعلم «ويندو»، يمكن للنساء استخدام لغة الجسد والكلام اللفظى من جهة، واللجوء إلى طرق الدفاع البدنية التى يسهل تنفيذها فى الحياة اليومية، حال التعرض لأى مخاطر أو تهديدات، مستهدفة «الأجزاء الضعيفة» فى جسد الرجل.
أمنية عبدالعال، من المصريات اللاتى عرفن فى هذا المجال، وأصبحت مدربة «ويندو» معتمدة من وزارة الشباب والرياضة، ومنظمة التعاون الألمانى، ومارست نحو ٥٠٠ ساعة تدريبية فى مصر والولايات المتحدة الأمريكية. مؤخرًا أطلقت مبادرة «أيوه تقدرى» لمساعدة الفتيات فى الدفاع عن النفس، وتعليمهن كيفية التصدى لمحاولات التحرش، خاصة من المراهقين طلاب المراحل الإعدادية والثانوية، وصغار السن من طلاب الجامعة.
توضح «أمنية»، فى حديثها لـ«الدستور»، أن تعلم «ويندو» لا يشترط أن تكون المتدربة «رياضية»، كذلك لا يشترط سنًا معينة، ولا يتطلب معرفة سابقة لفنون القتال أو الدفاع عن النفس، الأمر لا يحتاج سوى ١٠ ساعات لمعرفة أساسيات حماية النفس.
تستكمل المدربة حديثها: «تنقسم ويندو إلى مرحلتين، الأولى نفسية والثانية تعنى بالتكنيكات البدنية، وتهدف إلى زيادة الثقة فى النفس، ورفع معدلات الإدراك ومستويات التركيز، وحال تعلم فتاة التكنيكات البدنية وافتقارها إلى الثقة فلن تتمكن من تلافى الخطر، لأن المرحلتين متكاملتان».
وتشرح «أمنية» أن ويندو صممت لتناسب حجم الفتاة، أيًا كان، طويلة أو قصيرة، نحيفة أو بدينة، وبعيدًا عن مستوى اللياقة البدنية، فثمة أدوات أخرى مثل نظرة العين لصد التحرش، أو إبراز عينين حمراوين، فضلا عن تعلم وسائل مساعدة أخرى كطريقة المشى، والوقوف، واستخدام نبرات الصوت وبعض الألفاظ، إضافة إلى تكتيكات الدفاع عن النفس، مستدركة فى حديثها: «ثمة مرحلة أخرى من التدريبات المعقدة، التى تحتاج إلى الكثير من التعلم والتمرس الدقيق، مع الحذر لتجنب الفتاة ارتكاب جرائم، ككسر أنف المتحرش على سبيل المثال».
وعن الأسئلة الشائعة التى تتعرض لها، تقول أمنية: أكثرها السؤال عن «هو أنا ممكن أضرب راجل؟»، فالصواب أن الفتيات لسن مطالبات بضرب الرجال، لكن الهدف تعطيل المعتدين منهم وتجنب التهديد، إذ يخشى المتحرش الأنثى القوية، التى تمتلك أدوات دفاعها، أما الضعيفة فهى فريسة سهلة له، لذلك يمكن مع السنوات المقبلة تراجع نسب التحرش مع زيادة رغبة الكثيرات فى تعلم فنون القتال والتكتيكات الدفاعية.
وتكشف صاحبة المبادرة عن بداياتها وكيفية دخولها المجال، قائلة: «بعد ٢٥ يناير، ومع انتشار الفوضى، اتفقت شرين سالم، مدربة ويندو مع مركز التعاون الألمانى GIZ على إعداد جيل من مدربات ويندو فى مصر للتصدى لظاهرة التحرش التى وصلت إلى معدلات عالية فى الشارع المصرى، وتقدمت للاختبارات بالنادى السويسرى لأصبح من الجيل الأول لمدربات المجال فى مصر».