فول "أم على" بنكهة الوطنية.. سيدة تقدم وجبات الإفطار مجانا لمجندي الجيش

سيدة أوشكت على نهاية عقدها الرابع، ترتدي عباءة سوداء تخفي بها معالم جسدها، مُشمرة عن ساعديها لتنجز من عملها، ومن عليها "مريلة مطبخ" تحميها من الاتساخ، أمامها عربة فول التي تعمل عليها وتحصل من خلالها على قوت يومها.

عفاف حسن، أو كما يطلقون عليها زبائنها "أم علي"، صاحبة عربة فول منذ ما يقرب من 10 سنوات، ورثت المهنة من زوجها بعد وفاته، الذي أنجبت منه ثلاثة أبناء كل منهما في مرحلة تعليمية مختلفة.

العديد من عربات الفول تملأ المناطق والشوارع، إلا أن عربة "أم علي" تقدم أطباق الفول بنكهة الوطنية، حيث إنها مجانًا لمجندي الجيش، تضامنًا معاهم ولمنحهم شعورا بأنهم خير أجناد الأرض لما يقدمونه لخدمة بلدهم خلال فترة الجيش الخاصة بهم.

جاءت الفكرة لأم علي بعد وفاة زوجها بفترة، أرادت أن تقدمها كصدقة جارية على روح زوجها، بجانب أن تكون بمثابة خدمة تقدمها للوطن من خلال إفطار مجندي الجيش مجانًا.

"حمايا كان دايمًا بيحكيلنا عن أيام النكسة وحرب أكتوبر، إزاى كان الجيش المصري شجاع وبيدافع عن أرضه بروحه"، بهذه الكلمات أوضحت عفاف كيف أوحت لها الفكرة، فهي كانت تتمنى أن تتطوع بالجيش المصري، لذلك قررت أن تتطوع بشكل آخر من خلال خدمة الجنود.

تبدأ "أم علي" في عملها عقب شروق الشمس مباشرة، ومن ثم يتهافت عليها العمال والموظفون، لكن مجندي الجيش يكونون في مقدمة الصفوف كما أنها تعرفهم جيدًا، حيث إنهم يترددون عليها طوال فترة الخدمة، وتنتهي من عملها مع اقتراب غروب الشمس، كما أنها تعمل طوال أيام الأسبوع دون أخذ إجازة.

"نفسي عيالي يدخلوا الجيش ويوهبوا حياتهم لخدمة الوطن"، هكذا اختتمت عفاف حديثها، موضحة أنها تعتبر مجندي الجيش كأبنائها وتتمنى رؤية أبنائها مثلهم يومًا ما.