رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جامع الأزهر والإفتاء.. منزل الشيخ محمد المهدي مُهدد بالإزالة

جريدة الدستور

بدأ سكان منزل الشيخ محمد المهدي العباسي، شيخ الأزهر خلال فترة حكم الخديوي توفيق، وأول من جمع بين مشيخة الأزهر والإفتاء، في محاولات متخفية لهدم المنزل على فترات متباعدة بعيدًا عن أعين وزارة الأوقاف التي يرجع المنزل لملكيتها.

ونجح السكان في إزالة سقف المنزل وأجزاء من الحوائط الداخلية للمنزل على الرغم من اقترابه من مديرية أمن القاهرة، في مقدمة منطقة المناصرة بالجهة المقابلة لجامع البنات.

وعلى الرغم من عدم تسجيل المنزل ضمن المباني الأثرية التابعة لوزارة الآثار، إلا أن المنزل كان شاهدًا على الثورة العرابية التي قادها أحمد عرابي ضد الخديوي توفيق والتدخل الأجنبي بمصر، حيث كانت تحتضن اجتماعات بعض الكبراء والعلماء للتحدث في السياسة والسخط على الاحتلال البريطاني وتبعية الحكومة المصرية له.

ويذكر أحمد باشا تيمور في كتابه "تراجم أعيان القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر"، أن الشيخ محمد المهدي العباسي كان ربعة إلى الطول، مليح الوجه، منور الشيبة، معتدل القامة، ذا هيبة ووقار، مات عن ثروة طائلة وولدين هما الشيخ عبد الخالق المهدي والشيخ أمين، ماتا بعده الواحد تلو الآخر، ولم يؤلف من التأليف سوى مجموع فتاواه الذي سماه (الفتاوى المهدية في الوقائع المصرية)، طبع بمصر سنة 1301 في ثمانية أجزاء كبار.

وأضاف "تيمور" أنه عاش في عز وتبجيل مدة حياته، وتولى الإفتاء مدة إبراهيم باشا وعباس باشا الأول وسعيد باشا وإسماعيل باشا وتوفيق باشا، أي 40 سنة من سنة 1264 إلى 1304 لم يعزل فيها.

ويروي عمرو إسماعيل محمد بكتابه "شيوخ الأزهر في مصر" أن الشيخ محمد المهدي العباسي تولي مشيخة الأزهر لمدة 18 عامًا، وتولى الإفتاء لمدة 40 عامًا منذ 1264هجرية، وكان وقتها في عمر الواحد والعشرين إلى 1304هجرية.

وأضاف أن الشيخ المهدي توفي ليلة الأربعاء 13 رجب 1315 هجرية الموافق 7 ديمسبر 1897 ميلادية، عن عمر 72 عامًا، بعد أن لازمه المرض 4 سنوات، وشارك في تشييع جنازته أكثر من 40 ألفًا، ورثاه أكثر شعراء عصره حزنًا عليه.