رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس جمعية «مسافرون»: طفرة فى حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال 2019

جريدة الدستور

سانت كاترين يمكنها أن تحقق دخلًا يفوق كل المدن السياحية إذا أحسنا استغلالها كمدينة مقدسة

شرم الشيخ تعانى التربص الدولى.. وتحتاج لاستراتيجية ترويج خاصة فى ظل تحدياتها المختلفة


قال الدكتور عاطف عبداللطيف، رئيس جمعية «مسافرون» للسياحة والسفر، عضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء، إن مدينة سانت كاترين يمكنها، إذا أحسنت الدولة استغلالها كمدينة مقدسة، أن تحقق وحدها لمصر دخلًا يفوق ما تحققه جميع المدن السياحية مجتمعة. وذكر «عبداللطيف»، فى حواره مع «الدستور»، أن نسب الإشغال فى مدينة شرم الشيخ لا تزال دون المستوى المأمول، فى ظل غياب السائح الروسى، متوقعًا أن تبدأ السوق الروسية فى العودة لمعدلاتها الطبيعية، بدءا من موسم الشتاء المقبل، وأن يحقق ذلك طفرة فى أعداد السياح خلال العام الجارى ٢٠١٩.
■ بداية.. كيف تقيم أوضاع القطاع السياحى فى الوقت الحالى؟
- بشكل عام، قطعت السياحة شوطًا كبيرًا فى اتجاه التحسن، بعد عدة سنوات من الأزمات المتتالية نتيجة للظروف السياسية والاقتصادية التى مررنا بها، ويعد ذلك نتيجة الجهود التى بذلتها الجهات المعنية بالدولة منذ عام ٢٠١٥، فجميع الجهات تواصلت مع نظيرتها فى عدة دول وعقدت عدة مباحثات ومؤتمرات دولية فى مدن مثل شرم الشيخ، ما أسهم فى تغيير الصورة الذهنية لمصر بالخارج، وتحريك المياه الراكدة وهو ما تحقق بصعوبة فى عامى ٢٠١٦ ٢٠١٧.
ويمكن القول إننا نشهد منذ بداية ٢٠١٨ تحسنًا ملحوظًا فى الحركة السياحية إلى مصر، لذا نتوقع أن يشهد هذا العام طفرة كبيرة فى زيادة الحركة السياحية، نتيجة الجهد الذى بذل خلال الفترة الماضية، خاصة بعد استضافة مصر عددًا من المؤتمرات الأوروبية والإفريقية والشبابية، وكذلك فوزها بتنظيم كأس أمم إفريقيا.
كما أن الوجود المصرى فى عدد من المحافل الدولية، سواء كانت بورصات أو معارض سياحية أو مهرجانات سينمائية عمل على تنشيط القطاع بأقل التكاليف، بسبب الإعلان عن تقديم التسهيلات أثناء الوجود وسط العاملين فى صناعة السياحة حول العالم، وأعتقد أن علينا أن نستغل هذه الفرص من أجل تحقيق المزيد من النجاحات.
■ هل انعكس ذلك على حجم الإشغالات فى الفنادق؟
- ليس بالقدر الذى نرغب فيه، وأزمة مصر الحقيقية تكمن فى عدم وجود الطيران العارض أو «الشارتر»، رغم أننا بح صوتنا من كثرة المطالبة به، ومن دعواتنا لتدشين شركة طيران خاصة من الدولة والمستثمرين تعمل بهذا النظام، ويكون هدفها الأول جذب السياحة من مختلف أنحاء العالم بأسعار مخفضة.
وعلينا أن نعلم أن أسعار الطيران المنتظم أصبحت عائقًا حقيقيًا أمام السياح من مختلف دول العالم، ما يعنى حاجتنا لمزيد من التسهيلات.
ومن جهتى أرى أن مجرد إعلان الدولة عن رغبتها فى هذا المشروع أو دعمها له سيسهل تدشينه فى يوم واحد، نظرا لرغبة كثير من المستثمرين المصريين والعرب والأجانب فى دخول هذا المجال، الذى سيدعم صناعة السياحة بشكل كبير.
■ البعض يرى أن تطبيق سياسة «حرق الأسعار» قد يسهم فى مزيد من جذب السياح.. فكيف ترى ذلك؟
- حرق الأسعار يضر بسمعة الدولة واقتصادها الوطنى، كما يسبب أضرارًا للفنادق نفسها، لذا لابد من مواجهته، وإعادة تحديد الأسعار حسب التقييم العام للفنادق، وتبعا لجنسيات السياح الموجودين ونوعيتهم.
ومن جهتى، أرى أن الحل الأمثل فى هذه الأزمة هو تدخل الدولة لمراجعة الميزانيات الخاصة بالفنادق وأسعارها، مع وضع حدين أدنى وأقصى للأسعار.
■ هل ترى أن مدينة سانت كاترين مستغلة سياحيًا بالشكل الأمثل؟
- إذا أحسنا استغلال مدينة سانت كاترين فيمكنها وحدها أن تسهم بدخل سياحى يعادل كل ما تحققه مصر سياحيًا حاليًا، فهذه المدينة مقدسة، أى أن تسويقها يجب أن يكون على أساس ما تملكه من تفرد دينى، يجعل الآلاف حول العالم يرغبون فى زيارتها.
والعائق الأساسى فى سبيل ذلك هو محدودية الخدمات بالمدينة، لأنها تتطور فى حدود إمكانيات محافظة جنوب سيناء وحدها، لكن وضع المدينة على خريطة المشروعات القومية للدولة وتنميتها اقتصاديًا وسياحيًا يمكنه أن يظهرها بالشكل المناسب الذى يضعها فى مكانتها كمقصد دينى عالمى.
■ كيف يمكن تحقيق ذلك ؟
- زائر مدينة سانت كاترين هو زائر من نوع خاص، فهو محدد الهدف، أى أن هدفه الأساسى من السياحة هو زيارة الأماكن المقدسة بها، وعلينا أن نأخذ فى اعتبارنا أن هذه المدينة مقدسة فى جميع الأديان وليس فى الإسلام فقط، ما يزيد من حجم الإقبال عليها.
لذا فإن ما تحتاجه هذه المدينة هو ربطها بالعالم مباشرة عن طريق مطار خاص، ووضع برامج خاصة بها، والتعامل معها كما تتعامل المملكة العربية السعودية مع الأماكن المقدسة التى تدر عليها مليارات سنويًا.
■ تعد شرم الشيخ درة التاج السياحى فى محافظة جنوب سيناء.. كيف تقيم أوضاعها فى الوقت الحالى؟
- الحركة السياحية الوافد إلى مدينة شرم الشيخ ما زالت ضعيفة، لكونها تعتمد حاليا على السوق الأوكرانية، التى أصبحت تمثل نحو ٧٠٪ من إجمالى الوافدين إليها، ورغم أنها هى التى أنقذت المدينة من الإفلاس إلا أنها تظل سوقا فقيرة مقارنة بغيرها مثل السوقين الروسية والإنجليزية، نظرا للإمكانيات المحدودة لأوكرانيا.
ونتيجة لذلك، فإن السائح الأوكرانى لا يزال غير قادر على تعويض الفنادق عن خسائرها نتيجة الركود فى الـ٨ سنوات الماضية، كما أن مكاسبها لا تماثل ما كانت تحققه المدينة فى الأوقات الطبيعية.
ورغم أننا فتحنا أسواقًا جديدة لبعض الدول، مثل الهند والصين وماليزيا وكازاخستان والتشيك وهولندا وبولندا، إلا أنها جميعا لم تعوض نقص السائح الروسى، الذى كان مسئولا عن رواج المدينة، وحقق فيها أرقامًا تجاوزت ٣ ملايين سائح سنويًا فى ٢٠١٠.
■ ألم تسهم المؤتمرات الأخيرة التى عقدتها الدولة فى شرم الشيخ فى إعادة صورتها الطبيعية كمدينة للسلام؟
- أسهمت بالطبع، ومن جهتنا نقترح إنتاج فيلم تسجيلى قصير يتناول جميع القمم والمؤتمرات التى عقدت بها، ويستعرض زيارات قادة ومسئولى العالم إليها، لعرضه فى المحافل الدولية.
لكن علينا أن نعى أن هذه المدينة بالذات تعانى من التربص الدولى والضغوط المستمرة من المغرضين الباحثين عن عدم تحقيق أى تنمية فى سيناء، بالإضافة إلى قربها النسبى من منطقة شمال سيناء التى واجهت تحديات أمنية فى السنوات الماضية.
والحل لذلك من وجهة نظرى أن يكون الترويج لشرم الشيخ مستقلًا ومنفصلًا تمامًا عن استراتيجية الترويج السياحى الخاصة بباقى الدولة، فى ظل ما تواجهه من تحديات مختلفة، تحتاج إلى حلول من خارج الصندوق، مثل إعفاء فنادقها من الضرائب وجدولة طيرانها بشكل مستقل وغير ذلك.
■ تستعد مصر لاستضافة بطولة أمم إفريقيا ٢٠١٩.. هل نحن مستعدون لذلك سياحيًا؟
- وفقا لعلمى، فقد شكلت وزارة السياحة والغرف السياحية لجنة خاصة لبحث هذا الأمر، ودراسة السبل والإمكانيات التى يمكن عبرها تحقيق أقصى استفادة من هذا الحدث، الذى يعد واحدًا من أهم الأحداث الرياضية فى القارة.
ومن جهتى، أدعو المسئولين للعمل على إيجاد حلول سريعة لجميع المشكلات الموجودة حاليا بالفنادق والمطارات أو أسطول النقل السياحى والتنسيق بين الجهات المختلفة بما يضمن ظهور مصر بالصورة التى تليق بها.
■ما آخر التطورات بشأن عودة السائح الروسى؟
- السياحة الروسية مرتبطة بالأحداث السياسية بشكل كبير، لذا فليس من المتوقع عودتها قبل موسم الشتاء المقبل، أى أننا ننتظرها فى أكتوبر أو نوفمبر ٢٠١٩، رغم وجود مباحثات مكثفة مع الروس والإنجليز، حول أيهما يعود أولا إلى مصر.