رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا ما سأقوله للنحات

جريدة الدستور

فى أوراقِكَ الباقية
أحمل لياليَك فى فم كراسٍ قديم
كانت الأوراق رؤيا
رؤيا وغيم
وحديقةٌُ مملوءةٌ بأنارة الأفيون
فيا صاحبى
أين سنابُلك السبع
وأين وجهى؟
إنى أرى نهرين من نار
فحدق ستجد بقاياك
فكيف تجمع بقاياى فى كف فراشة؟
ثم أهدأ
أبتسم
كن ودودًا
كن واثقًا منى
لن أرسم شبحًا فى ضحكة محذوفة
لن أُثيرَ الشك بأخطائى
لا عليك
افتح ذراعيك للصوت
ألثم الثمالةَ بجنازة مدفوعة الثمن
فالرأسُ المقطوفُ
يعزف درسًا تأكله الآلهة..
وأنت كعادتك
فى جوفك معنى
فى جوفِك أسرار
فى جوفِك عيون عزرائيلية
فى جوفك صمت
يستمر الصمتُ
لتهشم عظم الريح
تتشيطن
وتنبثقُ من قفصها الصدرى معضلةً...
وأنت كعادتكَ
تهربُ ميتًا عنى
تحفرُ أى شىء بعنف
حتى أحلامى
وهى تتماوج فوق لحظة كاذبة..
ولا تنسَ
أنك فريسة لقارئ ما
إن الريح مثواك الأخير
إنك لحن سومرى
وقلادة
وأرملة تحبذ
كتابة التأريخ بحبر أبيض..
ولا تنس
أن الكل هنا خطوة راكدة
وثغر تابوت أحمر
جُمدَ فى لوحة زيتية..
ها أنت أيها الرمادى
ها أنت تختزل أنوثة الحروف
تعريها ترمى بكراريسها
تقيد صمتها
صمتها
الذى تقيأ كل تلك البخور الناضجة
تدحرج على صليب أعور
بان للراقصين أنه الأغبى
لقتله آخر شهقة غيم
تنفست عين الليل مغرمة
وفى يدها عرس المطر
صمتها
أبتلع طيش يدِكَ وهى تحت نصب السرية
وعطل مسير الهواء
فكانت ملامحها أمواجًا
وأنت نصف الحقيقة
ترفع فَخذيَّكَ
معلنًا نصر أيامِكَ الخجلة..
كيف لك أن تعيشَ إلى البعيد
وتلتهم مراسيم نحتك المترامية
ثم تقذفها بعد حين إلى أبعد نظرة
وتنتظر.. وتنتظر
وتنتظر شهوة البحر الجازمة..
كيف لى أن أرثيكَ
وأنت تصلى نزوتك بين ألسنة مسعورة
تشتهى رئة الشمع
تعودُ إلى الضوء
تسألهُ بظلٍ خائفٍ
من أضاءَ الخريف؟..
لا معنى لك وأنت تلوح للرماحِ
الرماحُ عطشُ الحضاراتِ
وضحكةُ صبيَّة غافلينَ
ونَوحُ مدينةٍ هادئةٍ
لا معنىً لك
وأنت تلوحُ للرؤوسِ
الرؤوسُ دماء
لا معنىً لافتراضكَ
الافتراضُ نوايا
لا معنىً لك
وأنت تقطعُ جسدى بمخالبِ الخلودِ
الخلودُ ضياعٌ
هذا الجسدُ المنحوتُ وأنت تقطعُهُ
سيضىء لك الدربَ
ويفرشُ لك السماءَ وشعرها فتستحمًُ
لتُكملَ مشوارَك الأزلى..
اترك الآن
كرَتك بين هذه الخطوطِ
محطةَ أحلامِكَ
هذا المزاح القافز من مرادٍ آخرَ
وتعال معى
لأدعوك لهذه الرحلة
رحلةِ البحثِ عن جحيمنا معًا..