رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتبة الأمريكية: أليس ووكر

جريدة الدستور

عزيزى الله،
طلبتُ منه أن يأخذنى عوضًا عن نيتى حين كانت أُمنا الجديدة مريضة، لكنه نهرنى وقال لى: ما هذا الذى تتفوهين به؟.
قلت له: أستطيع أن أتجمّل من أجله. دخلت إلى غرفتى وخرجت مصففة شعرى كذيل الحصان، ووضعت الريش وارتديت حذاء أُمنا الجديدة بكعبه العالى. ضربنى لأننى أرتدى ملابس فاحشة، لكنه فعلها معى على أى حال.
جاء السيد— فى تلك الليلة، كنت فى السرير أبكى، أخيرًا أدركتْ نيتى بوضوح ما الذى يجرى. وكانت أمنا الجديدة تبكى أيضًا فى غرفتها. أول من علم بالأمر كانت نيتى، ومن ثم أمنا الجديدة. أصبت بالهلع، خرجت من البيت وتقيأت، لكن بعيدًا عن الرجلين.
قال السيد—: حسنًا يا سيدى، أتمنى أن تكون قد غيّرت رأيك.
أجاب: كلا، لا يمكننى قول ذلك.
قال السيد—: حسنًا، كما تعرف، يحتاج صغارى المساكين إلى أم.
أجاب: حسنًا، لنكن واضحين، لا يمكننى أن أعطيك نيتى. غضّة العود هى. لا تعرف إلا ما تخبرها عنه. علاوة على أننى أريدها أن تكمل دراستها. أن تصبح معلمة. يمكننى أن أهبك سيلى. فهى الأكبر على أى حال. وينبغى أن تتزوج أولًا. غير أنها لا تستطيع الإنجاب. وأحسب أنك تعرف هذا. لقد أجهضت مرتين. لكنك لستَ بحاجة إلى امرأة عذراء. ها قد تزوجتُ من عذراء وها هى مريضة على الدوام. بصق على السياج. الأطفال يثيرون أعصابها، كما أنها ليست بطبّاخة جيدة، وقد نالت منها البدانة.
لم ينبس السيد— بكلمة، توقفتُ عن البكاء فقد كنتُ مذهولة للغاية.
وأردف: إنها قبيحة، لكنها معتادة على العمل الشاق، ولها أن تتولى أمور التنظيف. الرب تولها بأن صيّرها متاحة لأن تفعل بها ما يحلو لك، من دون تكبد عناء إطعام أو كسوة أطفال جدد.
حافظ السيد— على صمته. أخرجتُ صورة شوغ إفرى. وتمعنتُ فى عينيها، فقالتا: نعم، هكذا تمضى الأمور أحيانًا.