رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسلام عاصم: الكنوز توجد فقط بمقابر الملوك والنبلاء.. والفضل يرجع لـ"ناصر" في الحفاظ على المسرح الروماني

إسلام عاصم
إسلام عاصم

◄عاصم: افتتاح المعبداليهودي أكبر رسالة للعالم بأن المصريين يحترمون تاريخهم وتراثهم
◄وجود الكنوز لايوجد إلا في مقابر النبلاء أو الكهنة والملوك
◄الإسكندرية قديما كانت تنتهي حدودها عند منطقة الشاطبي شرقا وكرموز غربا
◄الفضل في اكتشاف المسرح الروماني يرجع لجمال عبدالناصر

عقب الافتتاح الكبير الذي شهده الدكتور خالد العناني وزير الآثار، لمنطقة كوم الشقافة الأثرية بالإسكندرية عقب تطويرها، وتفقده للمتحف اليوناني الروماني، التقت "الدستور" بالدكتور إسلام عاصم، مدير جمعية التراث بالإسكندرية ونقيب المرشدين السياحيين السابق، للتحدث عن مشروعات الحفاظ على الآثار، والأزمات التي يتعرض لها المرشدين السياحيين، والاكتشافات الأثرية الحديثة.

◄بداية، حدثنا عن افتتاح موقع كوم الشقافة الأثري بالإسكندرية عقب تطويره، والمعبد اليهودي والمتحف اليوناني.
ما فقدته مقابر كوم الشقافة الفترة الماضية من ابتعاد السياحة عنها سوف تعوضه الفترة المقبلة بعد تطويره، وعمليات سحب المياه الجوفية، وأيضا ما تمتلكه تلك الرقعة من أثار يونانية ومقابر تراثية.

أما عن افتتاح المعبد اليهودي "إلياهو هانبي" هذا العام فتلك هي أكبر رسالة للعالم بأن المصريين يحترمون تاريخهم وتراثهم، بالإضافة إلى عمليات التطوير التي تمت من أموال الدولة المصرية وليس من أموال التبرعات أو المعونات الخارجية تدل على احترام الشعب المصري للأديان والتسامح.

أما المتحف اليوناني الروماني، الذي يعد من أوائل المتاحف التي بنيت في الإسكندرية، ويضم أندر وأكبر القطع الأثرية في الحقبة التاريخية اليونانية، والذي بني برغبة السكندريين فى عام 1892، سوف يكون له مردود إيجابي على السياحة في الإسكندرية.

◄ وما هي أزمة المرشدين السياحيين في الوقت الراهن؟
نقابة المرشدين السياحيين في الفترة الراهنة أصبح لها دور في ظل عودة السياحة، ولكن تلك الفترة يعاني المرشد السياحي من ضعف الدخل بسبب الضرائب التي تفرض على المرشدين، والمرشد هو حلقة الوصل بين السائح والوطن فكيف يكون حال المرشد السياحي متدني وفي ذات الوقت يجب أن يشرح تاريخ الوطن.

والمراكب السياحية التي كانت غذاء أساسي للسياحة في الإسكندرية متوقفة الآن، فبعد أن كان يزور مصر ما بين 50 إلى 70 سفينة شهريا، أصبح الآن يزورها من 3 إلى 4 سفن سنويا، وهناك مرشدين سياحيين بدأوا في تغيير عملهم للقدرة على الحياة.

والشركات في الوقت الحالي غير قادرة على توفير طاقم عمل من المرشدين السياحيين من ذوي الخبرة، لأن الموجود حاليا هم مرشدين حديثي التخرج ولا يوجد لديهم خبرة كافية.

والمرشد السياحي يعاني كثيرا، رغم أن لهم دورا هاما في الوصل بين الدولة والأجنبي، ودورا في التوعية السياحية والأثرية.

◄حدثنا عن الاكتشافات الأخيرة بالإسكندرية وخاصة تابوت منطقة سيدي جابر الأثري.
الكشف الأثري في حد ذاته مهم، من حيث الحقبة وحجم التابوت، ولكن الإعلام الخارجي تعامل مع الكشف الأثري بتهويل شديد، وظن البعض بوجود كنوز داخل التابوت وقت ذلك وسرقت عن طريق البعثة الأثرية، وتلك كانت مؤامرة إعلامية خارجية لإحباط المواطن المصري.

ووجود الكنوز لايوجد إلا في مقابر النبلاء أو الكهنة والملوك، داخل المقابر الكاملة وليس داخل تابوت، وهناك دفنات كثيرة في العصر اليوناني الروماني بسيطة تشبه دفنات العصر الحديث الذي نعيشه، وتختلف درجات التحنيط أيضا من دفنة إلى أخرى.

ويوجد عدة أنواع من التوابيت، هى الرخام والجرانيت، وكان الرخام يأتي من إيطاليا أو اليونان وتركيا، أما الجرانيت يأتي من الصعيد، وعدم وجود نقوشات على التوابيت في العصر اليوناني ليس غريبا وإنما كان ذلك المنتشر في ذلك العصر، ولكن الحدث الأهم في اكتشاف تابوت الإسكندرية الأثري هو اكتشاف ثلاث رفات لأشخاص داخل تابوت واحد، مما يجعلنا ندرس فترة وفاة تلك الجثث وأهمية ربطها بأحداث تاريخية في ذلك الوقت.

◄ما هي حدود مدينة الإسكندرية في بداية إنشائها وماذا تختلف عن الآن؟
الإسكندرية قديما كانت تنتهي حدودها عند منطقة الشاطبي شرقا وكرموز غربا، وما دون ذلك فهو خارج أسوارها ويعتبر جبانات لدفن الموتى، أي تعتبر مدينة الإسكندرية بأكملها تعيش على مدينة أخرى من الآثار.

العقارات القديمة التي بنيت في القرن العشرين وما قبل ذلك لم تصل إلى أعماق الآثار التي تقبع بعد 9 أمتار تحت الأرض، وهناك آثار تحت المستشفي الميري الجامعي ومبنى الحماية المدينة، وهذا دور وزارة الآثار وهناك كتاب مشهور عن الإسكندرية أصدر في ثلاثينيات القرن الماضي، كُتب فيه "وقد بنيت مباني حديثة في شارع شريف ولكنها حرمت الأجيال القادمة من التمتع بمجموعة من الآثار اليونانية الرومانية التي تقبع تحتها"، أي أن شارع شريف أو صلاح سالم حاليا يوجد أسفله آثار، ولكن لو أردنا استخراج الآثار سنحول الإسكندرية إلى مدينة موتى كبيرة ونخرج للسكن خارج المدينة وهذا من غير المعقول.

◄وما دور الدولة فى استخراج الآثار اليونانية الرومانية الموجودة بباطن الإسكندرية؟
هناك أزمة في استخراج الآثار بالإسكندرية، لأن كل المناطق التي بها آثار تعتبر وسط المدينة وبالتالي الاكتشافات ستكون عن طريق الصدفة البحتة، ولكن يمكن للدولة الاستعانة بتجارب الدول التي لها نفس الطبيعة والظروف مثل إيطاليا واليونان، حيث يتم بناء متاحف أسفل العقارات في مكان الآثار الحقيقي.

ومن ضمن إنجازات وزارة الآثار أن البعثة القائمة على الاكتشافات الأخيرة هي بعثات مصرية خالصة، وهذا في حد ذاته إنجاز.

ويجب على وزارة الآثار دعم الأثريين الشباب، على دورهم في الاكتشافات الهامة الأخيرة، وكان يجب أن يكون للأثريين دورا هاما في الظهور الإعلامي.

◄كيف تعاملت الدولة في الحفاظ على الآثار الموجودة في الإسكندرية؟
كانت منطقة كوم الدكة منطقة عسكرية في الخمسينيات، وأمر الرئيس جمال عبد الناصر تحويل المنطقة إلى منطقة سكنية، وعند الحفر وجدوا مقابر إسلامية ثم مسيحية، ثم تم اكتشاف المسرح الروماني، وتم عزل المنطقة وتحولت إلى أكبر كشف أثري مفتوح في الإسكندرية.

والدولة أحست بأهمية الآثار وبدأت في نقل ما يمكن نقله إلى المتاحف، وتركت الأرض مرة أخرى إلى ملاكها.

◄كيف ترى التعامل إعلاميا مع الاكتشافات الجديدة؟
التعامل مع الأحداث الأثرية إعلاميا ضعيف، ولو كان الدكتور زاهي حواس مازال وزيرا للآثار كان سيتعامل مع الكشف الأثري بطريقة مثالية، وسيرسل للقنوات العلمية المتخصصة العالمية أولا بالإضافة إلى القنوات الإخبارية، لتسليط الضوء بشكل جيد على الاكتشافات، وسيدر ذلك دخلا على وزارة الآثار لأن القنوات سوف تبث بشكل حصري لشاشاتها.