رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالمستندات.. القصة الكاملة لضبط كتب تكفيرية بمكتبة قصر ثقافة الغنايم

 الدكتور أحمد عواض
الدكتور أحمد عواض

بعد أن أذاع الإعلامي عمرو عبد الحميد عبر برنامجه «رأى عام» المذاع علي فضائية قناة «ten»، مقطع فيديو لعدد من الكتب التكفيرية داخل قصر ثقافة «الغنايم» بمحافظة أسيوط خلال اليومين الماضين، أصدر الدكتور أحمد عواض، رئيس هيئة قصور الثقافة، اليوم الثلاثاء، قرارا بإقالة عبدالمنعم عبدالغني، مدير إدارة القصر وأحالته للتحقيق، وكذلك إحالة المسئولين عن المكتبة بالقصر على خلفية العثور على كتب تكفيرية لسيد قطب وابن تيمية وزغلول النجار، داخل مكتبة القصر.

وعلي الرغم أن عام 2016، كان حلمي النمنم وزير الثقافة أصدر قرارًا بضبط جميع الكتب التكفيرية داخل مواقع الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي تجاوز عددها الـ600، وهو القرار الذى وقع القائمين علي إداراتها بتنفيذه ولم ينفذ، إلا أن الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة بدأ في تفعيل القرار مرة أخري بعد واقعة "قصر ثقافة الغنايم" من خلال تشكيل 3 مستويات لمراجعة المواقع مرة أخري فى جميع المحافظات المصرية، من خلال عدد من لجان التفتيش على فروع الهيئة وأقاليمها.

ورغم كل ذلك، إلا أن كواليس واقعة ضبط كتب تكفيرية داخل قصر ثقافة الغنايم بمحافظة أسيوط مسقط رأس سيد قطب أحد أبرز أقطاب الفكر الرجعي للجماعات الإرهابية، ما زال يحمل المفاجآت، نرصدها في السطور التالية:

فى 14 سبتمبر عام 2017، شكل أقليم وسط الصعيد الثقافة لجنة لجرد الكتب التي تدعو للعنف والإرهاب داخل مكتبة قصر ثقافة الغنايم، وذلك بحضور عبد المنعم عبدالغني، مدير القصر، وتكونت اللجنة من كل من التونى أبو على محمد رئيسًا، وكل من أمناء المكتبة مصعب عبد القادر ومحمود عبد الرحمن كأعضاء، وبالفعل تم رصد 7 نسخ من الكتب التي تدعو للعنف والإرهاب.

"الدستور" حصلت على مستندات تفيد بتسليم مدير القصر قائمة للجنة الجرد من الكتب التكفيرية الموجودة داخل مكتبة القصر وهي 6 نسخ من كتاب «فى ظلال القرآن» لسيد قطب، ونسخة من كتاب «معركة القرآن» لمحمد الغزالي، إلا أن مدير القصر لم يقم بتسليم نسخ الكتب للجنة واحتفظ بها داخل دولاب في مكتبة القصر، الأمر الذى تسبب في إقالته وتحويله للتحقيق بعد إذاعة مقطع الفيديو عبر برنامج الإعلامى عمرو عبد الحميد.

وأكد عدد من المصادر المسؤولة داخل وزارة الثقافة، أن مدير قصر ثقافة الغنايم وقع في سقطة تسببت في إقالته وتحويله للتحقيق تمثلت فى عدم قيامه بعد جردها من خلال لجنة عام 2017 بوضعها فى المخازن كحرز ويدون عليها أنها ليست للعرض أو للإطلاع لحين تسلمها من قبل الإقليم التابع له، واحتفاظه بها في مكتبة القصر، ذلك الأمر هو الذي تسبب في إقالته وتحويله للتحقيق، ومن المقرر البت فى أمره بعد انتهاء سير التحقيق معه.

وفي سياق متصل، بعد صدور قرار "عواض"، هاجم عدد من المثقفين واقعة إقالة مدير قصر ثقافة الغنايم وتحويله للتحقيق، مؤكدين أنه من أنشط من تولى إدارة قصر ثقافة الغنايم منذ عام 2016 وحتي الآن، وأن ما يتعرض له هو مجرد عقاب لنشاطه وكفاءته بحسب وصفهم بدلًا من ترقيته.

وقال القاص فرحات جنيدي لـ"الدستور"، إن مدير قصر ثقافة الغنايم قام بتدشين ما يزيد عن 400 فعالية ثقافية وفنية خلال عام 2017، إضافة إلى قيام عدد كبير من الورش داخل القصر، مؤكدًا أن أحد أهم من أحدثوا حراك ثقافي منذ توليه، وأن إقالته تعد انتكاسة للإبداع وإحباط للشباب المثقف ولأصحاب الفكر المستنير، مطالبًا الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة بسرعة التدخل لإنصاف مدير القصر.