رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سفراء الرحمة".. "السوشيال ميديا" منصات دعم لضحايا حادث محطة مصر

جريدة الدستور

"تم سد احتياج بنك الدم في الهلال يا جماعه محدش يروح تاني.. اللي محتاج معهد ناصر والسكة الحديد ودار الشفاء والدمرداش"، بهذه الكلمات على حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حاولت ريم الدغيدي، ذات الخمس وعشرين سنة مساعدة المصابين في حادث قطار محطة مصر، الذي احترق اليوم مخلفا ورائه عشرين قتيلا وعشرات المصابين.

"ريم" واحدة من عشرات المصريين الذين حولوا حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى منصات لدعم المصابين وذويهم في حادث القطار، سواء بنشر الأماكن التى تحتاج للتبرع بالدم أو صور وهويات المصابين الذين لم يتم التوصل لأهلهم وليسوا في حالة تسمح بالحديث.

تشير "ريم" إلى أنها مقيمة بالإمارات، ولكن عادت لمصر في إجازة، استيقظت صباحا على صوت الحادث وصراخ المارة في الشارع، لأنها تسكن بجوار محطة مصر، ووجدت أن من دورها دعم المصابين ومساعدة ذويهم.

تنقلت خريجة الإرشاد السياحي، العائدة إلى مصر حديثا، في مجموعة مكونة من والدتها وجيرانها، بين عدة مستشفيات منها دار الشفاء ومستشفى السكة الحديد ومستشفى الهلال والمستشفى القبطي، وتنشر عبر حسابها الشخصي وعدد من المجموعات مثل "حد يعرف" و"دندشة" صور لهويات المصابين الذين لم يستدل على ذويهم حتى الآن.

ضمن الصور التى نشرتها "ريم"، صورة لهوية مصابة تدعى سوسنة، تواصل أهلها مع ريم، واستطاعوا الوصول إلى المستشفى الموجودة بها، كما تنشر المستشفيات التى تحتاج لمتبرعين بالدم والأخرى التي استكفت.

وإذا كانت "ريم" قد وجدت طريقتها للمساعدة من خلال تواجدها في المستشفى، فإنَّ "نيفين علي" المتواجدة في عملها وجدت طريقة أخرى، حيث حاولت التحقق من دقة البيانات الخاصة بأماكن التبرع حرصا على تنظيم المتبرعين.

وتقول "نيفين" أقابل في أغلب الأوقات تدوينات غير صحيحة، حول توافر أدوية أو وظائف أو عمليات جراحية مجانا، ولا يتم اكتشافها إلا بعد أن يتصل المئات من البشر الذي يخيب أملهم بعد ذلك، وفي أعقاب كل حادث يتم نشر تدوينات حول التبرع بالدم ولا يتم تحري الدقة في أغلبها، وتتسبب في إعاقة عمل بنوك الدم وكذلك جهود الإسعاف، لذلك جاءت لي الفكرة في أن أتحقق من المستشفيات التى تحتاج فعلا لمتبرعين.

وتضيف نيفين "جمعت أرقام هواتف المستشفيات التى تم نقل المصابين لها عبر الدليل، وبدأت في اجراء اتصالات هاتفية لكل مستشفي، وكذلك لبنوك الدم في الجمعيات الخيرية، وكتبت تدوينة عبر حسابي حول المستشفيات على أن يتم تحديثها بالمستجدات، مشيرة إلى أنها بعد التدوينة وجدت تفاعلا كبيرا على حسابها، حيث أصبحت تتلقى رسائل من أشخاص متواجدين بالمستشفيات وموظفين في بنوك الدم حول المستشفيات التى تحتاج متبرعين من عدمه.

وترى "نيفين" أنها لم تفعل شئ يستحق التقدير، فما فعلته من وجهة نظرها لا يزيد على عدة اتصالات وتدوينة على حسابها، إلا أنها ترى في المقابل أن ضرورة أن يكون هناك جهة تنظم في الحوادث الكبري علميات التبرع بالدم؛ لأن تكدس المتبرعين رغم أنه يعكس مدى الخير الموجود في نفوس المصريين، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية حيث تعيق جهود الإسعاف.