رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلادها..."كاريوكا" صانعة الجمال فى مصر القديمة

كاريوكا
كاريوكا


ليست مجرد راقصة بل فنانة ساهمت فى تشكيل الثقافة المصرية الحديثة، وساهمت فى تخليد الرقص على الشاشة الفضية. تحية كاريوكا التى يوافق اليوم 22 فبراير الذكرى المئوية لميلادها، اشتهرت بأنها آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي، حيث طورت أسلوبها الخاص الذي اعتمد على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة في الرقص، وهو الأسلوب الذي تأسست عليه مدرسة كاملة في الرقص الشرقي.
اسمها الحقيقى بدوية محمد كريم علي سيد، من مواليد 1919، لعائلة من قرية صغيرة تسمى المنزلة، بدأت الرقص في سن المراهقة، وفى أوائل الثلاثنيات من القرن العشرين انتقلت تحية للعيش في بيت والدها بعد انفصاله عن والدتها، ونتيجة لبزوغ موهبتها في الرقص الشرقي مبكرا، تلقت الكثير من أنواع التعنيف والضرب من قبل أخيها، كمحاولة منه لثنيها عن هذه الموهبة التي لم تكن مقبولة وقتذاك، لكنه لم يفلح، لهروبها من الإسماعيلية وانتقلت للعيش في القاهرة.
ظلت تحية تبحث عن مأوى، ولجأت إلى صديق قديم، وكان صاحب ملهى ليلى متواضع، لكنها رفضت تلك الفرصة بسبب جمالها الطاغى، والذى كان يضعها فى دائرة الخطر، ثم تعرفت على المغنية المصرية من أصول سورية سعاد محاسن، التي سافرت فيما بعد إلى الشام بصحبة زوجها، تاركة تحية عند بديعة مصابني بعد أن قدمتها لها، ثم سرعان ما انتقلت تحية بعد ذلك للعمل في فرقة بديعة مصابني كراقصة شرقية، وبالرغم من تقديمها للرقص الشرقي، واعتبارها من راقصات الصف العاشر في بداية عملها لدى كازينو بديعة، إلا أن تحية تطلعت لتصبح راقصة الصف الأول، فتلقت دروسا في أصول الرقص والفن الاستعراضي على يد مدرب الرقص إيزاك ديكسون، حتى اشتهرت عام 1940م برقصة الكاريوكا العالمية، والتي لُقبت باسمها لتصبح تحية كاريوكا.

وبالعودة إلى عام 1936، رقصت تحية فى موكب زفاف الملك فاروق، مصحوبة بشكل كبير بغناء أم كلثوم، وأعجبت أم كلثوم برقصها، وقالت إنها تفضل مشاهدة تحية عن أي راقصة أخرى لأنها "كانت الوحيدة التي تستطيع الغناء بجسدها"، وفى وقت لاحق قال محمد عبد الوهاب أن تحية تمكنت من إظهار قدر كبير من الحركة في مثل هذا الفضاء القليل جدا.
ومع قيام الحرب العالمية الثانية تركزت صناعة الأفلام فى مصر على الموضوعات الأكثر شعبية والكوميدية والرقص التي ساهمت في تهدئة الجماهير، وبسبب موهبتها وجمالها وشخصيتها الساحرة، وجدت تحيا نفسها في رقص دائم الطلب، ثم الغناء ثم التمثيل، وفي نهاية المطاف الحصول على أدوار رئيسية.