تحريات "انتحاري الدرب الأحمر": خطط لاستهداف مديرية أمن القاهرة
لا يستخدم المحمول أو «فيسبوك».. يتلقى تعليمات القيادات شفاهية.. وخضع لتربية قاسية من جدته
تواصل نيابة أمن الدولة العليا تحقيقاتها فى حادث تفجير إرهابى نفسه، أمس، فى عدد من رجال الشرطة أثناء محاولة توقيفه، فى حارة الدرديرى بالكحكيين فى الدرب الأحمر بالقاهرة.
وكشفت التحريات الأولية عن أن الإرهابى كان يتلقى تعليماته من قيادات التنظيمات الإرهابية شفاهة، وأنه كان حريصًا على تجنب استخدام الهواتف المحمولة، أو مواقع التوصل الاجتماعى، حتى لا يتم رصده أو تتبعه.
ولم تعثر أجهزة الأمن على أى حسابات على مواقع التواصل الاجتماعى تخص الإرهابى، ولا أى أوراق توضح مخططاته أو أهدافه، وهو ما يرجح فكرة تلقيه التعليمات والتوجيهات شفهيًا، من خلال لقائه أشخاصًا تعمل جهات البحث على تحديدهم.
وأوضحت مصادر أمنية أنه من المرجح أن عملية توقيف الإرهابى التى انتهت بتفجير نفسه فى القوة الأمنية أحبطت كارثة أكبر كان يخطط لها، حيث شوهد يتجول بدراجته فى منطقة الحسين، وصولًا لشارع الأزهر، عدة مرات.
وأوضحت المصادر أن المتهم ربما كان ينوى القيام بعملية تفجيرية أمام مديرية أمن القاهرة، لأن كاميرات المراقبة رصدت مروره ٣ مرات من أمام مبنى المديرية مستقلًا دراجته فى أوقات مختلفة، كان آخرها الساعة الثالثة عصر يوم الحادث.
وقال مصدر أمنى إن المتهم انتقل للسكن بمنطقة باب الشعرية عقب تنفيذه حادث استهداف كمين أمام مسجد الاستقامة بالجيزة قبل أسبوع، وأنه انتقل مرة أخرى فى الأسبوع نفسه لمسكنه داخل عقار ملك أسرته بمنطقة الغورية بحارة الدرديرى، موضحًا أن المتهم كان يحمل مواد متفجرة فى حقيبته، وكان مستعدًا لعمل انتحارى فى حال القبض عليه فى أى وقت. وتبين من مناقشة شهود العيان عن طبيعة الإرهابى، الحسن عبدالله، صاحب الـ٣٧ سنة، أن لديه عددًا كبيرًا من الإخوة الأشقاء وغير الأشقاء، فلديه أربعة أشقاء يكبرونه فى العمر هم: «محمد وحمزة وأسامة وعائشة، بجانب شقيقتين أخرتين»، وأن والده يعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام ١٩٩٩، وأنه منفصل عن والدة الإرهابى وهو بعمر الأربعة أعوام، وتولت جدته رعايتهم.
كما أكد عدد من الشهود والجيران وأصحاب المحلات المجاورة لسكن الإرهابى، أن جدته التى تولت تربيته عقب انفصال والده عن والدته، كانت تقسو عليه، وتمنعه من النزول للشارع والاختلاط بالشباب حتى توفيت منذ ٧ أعوام، خوفًا عليه، خاصة أن عددًا من أفراد عائلته من تجار المخدرات.
وكشفت التحقيقات عن أن الانتحارى عقب غياب فترة كبيرة، منذ أن أنهى دراسته فى جامعة الأزهر، عاد منذ ما يزيد على عام ونصف العام إلى شقة والداه، وعاش برفقة شقيقه محمد، الذى سافر مؤخرًا، وأنه اعتاد العزلة والانطواء، وكان يتجنب أى حديث مع جيرانه أو سكان المنطقة، باستثناء بعض المحلات التى كان يتردد عليها لشراء احتياجاته، مثل محل المنظفات، حيث اعتاد شراء «بوتاس، ومطهر» كل يومين.
وأوضحت المصادر أن الإرهابى كان يتجاهل الإجابة عن أسئلة الجيران أو المعارف عن والده، إذا تصادف أن التقوه أثناء شراء طلبات من المحلات التجارية القريبة، كما أنه اعتاد مؤخرًا أن يعود إلى منزله فى تمام الساعة الرابعة والنصف عصرًا، بعد جولة بدراجته، وأن جيرانه كانوا يعتقدون أنه منهك من التدريبات، أو أنه أحد منظمى جولات الدراجات.
وأوضح الجيران أن الإرهابى اعتاد ارتداء «الكمامة» مؤخرًا منذ شهرين، وأنه كان فى معظم الأوقات يرتدى «شورتات»، على خلاف أفراد عائلته الذين كانوا دائمى الظهور بالجلاليب، كما أنه كان يطيل شعره، ويضع فى آخره «توكة»، وأنه يوم الواقعة، وقبل ضبطه بثلاث ساعات، اشترى الـ«فينو» من الفرن المجاور لمنزله وبعض الأشياء من السوبر ماركت وصعد إلى شقته ولم يخرج.