رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القيصر الفشنك.. مؤرخون عن يوليوس قيصر: أحب كليوباترا «مصلحة»

جريدة الدستور

قالت مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» الأمريكية، إن يوليوس قيصر، الذى تحل ذكرى اغتياله فى مارس المقبل، واشتهر بعلاقة حبه للملكة الفرعونية كليوباترا، كان أحد السياسيين الكبار، الذين أسهموا بقوة فى بناء الإمبراطورية الرومانية.
ونشرت المجلة، تقريرًا عن الزعيم الرومانى، تناولت فيه بعضًا من أسرار حياته، وتجاربه فى الحب والسياسة والحكم.

ذكرت المجلة أن يوليوس قيصر هو من حوّل روما من جمهورية إلى إمبراطورية، واستحوذ على السلطة من خلال إصلاحات سياسية طموحة، ولم يشتهر فقط بالنجاحات العسكرية والسياسية، بل بقصصه الغرامية، خاصة قصة حبه الكبيرة للملكة المصرية كليوباترا.
وأوضحت أن الحرب والسياسة هما ما أدخلا «قيصر» إلى تجربة الحب، التى بدأت عندما اندلعت الحرب الأهلية بين الرومان، وخاض منافسة بينه و«بومبيوس»، ابن القائد الكبير جاليونيوس بومينيوس، وكان «قيصر» بحاجة إلى نصر عسكرى عظيم، لكسب المنافسة، واستطاع بالفعل التغلب على خصمه، الذى كان من أبرز النبلاء الرومان، وأعضاء مجلس الشيوخ الرومانى، لكن القائد المهزوم لم يستسلم وهرب إلى الإسكندرية.
وحسب المجلة، بدأت قصة حب «قيصر» مع كليوباترا، فى تلك المرحلة، إذ وصلت إليه أنباء فرار «بومبيوس» المهزوم، إلى الإسكندرية، ودخوله فى مفاوضات مع مستشارين لـ«بطليموس الثالث عشر» حاكم مصر آنذاك، ففتح هو الآخر خط مفاوضات مع مصر، دفعت مستشارى الفرعون لقتل «بومبيوس»، لتحسين علاقتهم معه، لكن «قيصر» لم يحب تلك النهاية، لأن خصمه كان حليفًا سابقًا له، وزوج ابنته «جوليا»، ما جعله ينتقم من المستشارين، وتوالت الأحداث حتى جرت تنحية بطليموس عن الحكم، وتقليد كليوباترا مكانه.
ودخل «قيصر» فى اشتباك سياسى تطور إلى حالة عاطفية، مع كليوباترا، حتى عاد منتصرًا إلى روما فى ٤٦ قبل الميلاد، كحاكم، وسن عدة قوانين واتخذ تدابير مفيدة لروما، ما دفعه لإقامة تحالف سياسى مع الملكة المصرية، فى ظل تصاعد حالة الحب بينهما، إلى جانب سعيه لتثبيت دعائم سلطته فى عاصمة بلاده.
وفى خضم الحرب الأهلية بين كليوباترا وأخيها، طلبت الأخيرة، المساعدة من «قيصر»، لتجنب الوقوع فى قبضة قوات شقيقها، ونفذ الزعيم الرومانى، خدعة لإنقاذ حبيبته.
وكانت كليوباترا ترغب فى الاستفادة من قوة جيوش «قيصر»، لتثبيت حكمها لمصر، فى حين كان هو فى حاجة لثروة الملكة المصرية الهائلة، خاصة بعد فقدانه السلطة فى روما، إذ كان يعتقد أنها أغنى امرأة فى العالم فى ذلك الوقت، وقادرة على تمويل عودته للحكم.
وأعلن «قيصر» أن كليوباترا وبطليموس الثالث عشر حاكمان مشتركان فى مصر، لكن أنصار بطليموس لم يقبلوا بذلك، وحاصروا القصر فى الإسكندرية، وفى هذه الأثناء، هربت أختينوس الأخت الصغرى لكليوباترا وأعلنت التمرد على الملكة، فيما بقى «قيصر» وحبيبته فى موقف صعب لعدة أشهر، قبل وصول تعزيزات من روما، سمحت للقائد الرومانى بالاستيلاء على الإسكندرية كلها.
ومع تثبيت حكم كليوباترا، عاد «قيصر» إلى روما، وترك الملكة المصرية حاملًا فى طفل منه.
وتساءلت المجلة: «هل وقع قيصر فعلًا فى حب كليوباترا؟»، مضيفة أنه على الرغم من المنفعة المتبادلة بينهما، كان واضحًا أن القائد الرومانى يحب الحاكمة المصرية، وكان يبلغ من العمر وقتها، ٥٢ عامًا.
وذكرت أنه عندما التقى الاثنان، كانت كليوباترا فتاة أرستقراطية جميلة، تبلغ من العمر ٢١ عامًا، وكانت ذات سحر وفتنة، وقابلت «قيصر» فى لحظة كان غاضبًا فيها بسبب وفاة صديقه ومنافسه السياسى، وبعد سنة من لقائهما، قرر وضع «كليوباترا» على العرش، وذهب إلى الحرب مع شقيقها «بطليموس»، الذى قُتل فى المعركة، وأصبحت هى حاكم مصر مرة أخرى.
وتساءلت المجلة أيضًا بشكل آخر: «هل وقعت كليوباترا فى حب قيصر؟»، لكن الجواب كان أقل وضوحًا، حيث نفى المؤرخون بحماس أنها أحبته، مشيرين إلى أنها رأت فيه فرصة لتعزيز السلطة فى مصر، عبر «قيصر».
وأشار مؤرخون آخرون إلى أن «كليوباترا» تنتمى فى الأصل لمقاطعة مقدونيا فى اليونان، وتنحدر من سلالة الإسكندر الأكبر، وبالتالى كانت عدوًا طبيعيًا للرومان الذين أنهوا الإمبراطورية اليونانية، ولذلك تزوجته لاستعادة ما أخذه الرومان.
وقالت المجلة، إنه أيًا كانت طبيعة قصة الحب ومدى صدقها، فإن النهاية كانت مؤلمة للاثنين، حيث ضعف المركز السياسى لـ«قيصر»، وانفض عنه العديد من أعضاء مجلس الشيوخ، خاصة عندما أعلن نفسه ديكتاتورا وحاكمًا مدى الحياة فى ٤٥ قبل الميلاد، وتآمر عليه مجموعة من القواد برئاسة «بروتوس»، وفى مارس عام ٤٤ قبل الميلاد، تم اغتياله، حيث تعرض لـ٢٣ طعنة.