رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد فودة يكتب: الإرهاب لن "يوقف" مسيرتنا نحو التنمية

فودة
فودة

"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".. صدق الله العظيم .. لا أجد أدق ولا أصدق من هذه الآية الكريمة لوصف تلك اللحظات الصعبة والقاسية التى عشناها مؤخرًا مع جماعات التطرف وزعماء الإرهاب الذين أرادوا بنا شرًا فشاء الله جل شأنه أن ينقلبوا على أعقابهم خاسرين تاركين فى أذهان الجميع هذا المشهد المؤثر الذى شاهده الملايين عبر وسائل الإعلام المختلفة أثناء تشييع جثامين شهداء الوطن، وهو المشهد الذى لايمكن بأى حال من الأحوال أن يمر أمامنا مرور الكرام دون أن يتوقف أمامه كل صاحب قلب ينبض بحب الوطن.. أو من يمتلك ذرة من الإحساس بالواجب تجاه المحروسة.. وكل مواطن شريف يؤمن إيمانًا مطلقا بأن ضحايا هذا الإرهاب الأسود ليسوا أمواتًا، بل هم أحياء عند ربهم يرزقون فقد ضحوا بأرواحهم من أجل هدف نبيل وغاية سامية ليصبحوا فى مكانة أعلى حددها الخالق جل شأنه بقوله فى كتابه الكريم "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".. صدق الله العظيم.

واللافت للنظر فى هذا الأمر والذى ينبغى علينا أن نناقشه بهدوء وبتعقل وبنوع من التركيز هو التوقيت الذى شهد تنفيذ تلك العمليات الإرهابية القذرة التى أرى أنها عادت للظهور مجددًا، ربما لتوصيل رسالة للمجتمع الدولى بأن مصر دولة غير مستقرة، وربما للتأكيد على أن هؤلاء القتلة ما زالوا على قيد الحياة ويكرسون أعمالهم الخسيسة ضد الآمنين، فإن لم يكن الأمر على هذا النحو من الخسة فلماذا يتم ذلك الآن بالذات.

أعتقد أن الأسباب والدوافع الخسيسة فى تلك العمليات الارهابية غير خافية على أحد وظاهرة للعيان وواضحة وضوح الشمس، وهى أن دعاة الفكر المتطرف وأئمة الإرهاب ومن يساندوهم سواء فى الداخل أو الخارج قد عز عليهم أن يتركونا نهنأ بتلك الحالة التى عشناها مؤخرًا والتى ترسم بشكل واضح صورة ناصعة البياض لمصر بعد أن أصبحت بالفعل تتبوأ المكانة المرموقة، والتى تليق بها فى جميع المحافل الدولية فى مختلف أنحاء العالم .. ففى التوقيت الذى تسلمت فيه مصر والرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى وسط ترحيب وحفاوة عالمية.. نجد الرئيس السيسى يحل أيضًا ضيفًا كريمًا على مؤتمر ميونخ للأمن ليصبح أول رئيس غير أوروبى يتحدث فى الجلسة الافتتاحية، وذلك فى إشارة واضحة وصريحة توضح للجميع مدى التقدير الدولى للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى لم يأل جهداً من أجل تحقيق نقلة نوعية فى مجتمع عانى طويلاً وعلى مدى سنوات كثيرة مضت .. تلك النقلة النوعية يلمسها الجميع فى مختلف المجالات وعلى كل الأصعدة وهو ما يمكن أن نلمس نتائجه الإيجابية خلال الفترة المقبلة .
لقد سيطرت حالة الغضب والفزع على تلك الجماعات الإرهابية نتيجة تلك الحالة الايجابية التى أصبحت عليها مصر فى الخارج فأبت أن تترك الشعب يهنأ بهذه الإنجازات العظيمة التى تتحقق الآن أيضاً فى جميع ربوع مصر، فعادت تطل علينا برأسها المسموم وبوجهها القبيح مجددا فكانت النتيجة تلك المحاولات البائسة التى راح ضحيتها بعض الأبرياء من المواطنين ومن رجال الشرطة وهو ما شاهدناه أمس الأول فى حادث الأزهر الذى لم ينجح الإرهاب فى تحقيق أى إنجاز يذكر فيه، بل إنه جاء بنتائج عكسية بالنسبة لهم فقد كان سببًا قويًا لأن يلتحم الجميع جنباً إلى جنب، ووقفوا وقفة رجل واحل سواء كانوا مواطنين أو شرطة ليعزف الجميع سيمفونية رائعة الجمال فى حب الوطن والفداء، وهو ما أسفر وبشكل قوى عن إفشال مخططات تلك الجماعات الإرهابية التى كانت ولا تزال تريد إطفاء فرحتنا وقتل بهجتنا بما تحقق وبما سوف يتحقق من نقلة مجتمعية فى مختلف المجالات إن شاء الله.

ومن خلال متابعة ما شهده المجتمع من عودة لتلك العمليات الإرهابية الوضيعة، فإنه يمكن أن نضع أيدينا على مسألة فى غاية الأهمية،  أعتقد أنها هى الحدث الأبرز فى هذه الأجواء، وتلك المسألة تتمثل فى أن "الضربات الاستباقية " التى تقوم بها أجهزة الشرطة كان لها عظيم الأثر فى محاصرة تلك الجماعات الإارهابية وتضييق الخناق عليها مما دفعها للقيام أيضاً بمحاولات يائسة تستهدف زعزعة الاستقرار وإشاعة روح الفوضى التى لم ولن يسمح لهم أحد بالقيام بها، فنجحت أجهزة الأمن فى تفادى سيناريو "النفق المظلم" الذى أرادت هذه الجماعات الإرهابية أن تدخلنا فيه، بل تم توجيه رسالة شديدة اللهجة من خلال الضربات الاستباقية لتلك الجماعات بأن أجهزة الأمن لن تلتفت إلى مساعى الجماعة الإرهابية الرامية إلى إسقاط الدولة.

واللافت للنظر أن الضربات الاستباقية التى تجلت أهميتها وقوتها بوضوح فى حادثى الدرب الأحمر والعريش جنبت البلاد العديد من المخاطر التى كانت تحاك ضد هذا الوطن، ليس هذا وحسب، بل إنها أكدت على يقظة رجال الشرطة وقدرتهم الفائقة على الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التجاوز فى حق الوطن .. وهو ما يتطلب ضرورة دعم أجهزة الأمن ومدهم بالمعلومات المتاحة حول أى شخص تصدر عنه أى تصرفات مريبة مع الحفاظ على سرية بيانات المبلغ لأن ذلك يفتح المجال أمام المواطن العادى لأن يقوم بدور ايجابى فى معاونة أجهزة الأمن، وذلك بمدمها بالمعلومات التى تتوافر لديها ضد المتطرفين دون أدنى خوف من مساءلة أو أن يتعرض هو نفسه لخطر الانتقام منه او من افراد اسرته فى حالة نتيجة تقديمه معلومات لأجهزة الأمن ضد تلك الجماعات الارهابية التى لا يجيد المنتمين إليها سوى التعامل بلغة الدم .

حمى الله مصر من كل سوء.. وكلى أمل فى أن نتجاوز تلك الفترة الصعبة وأن نستنشق الهواء النظيف وذلك بالتخلص تماماً من تلك الجماعات التى تستهدف تقويض فرص انطلاقنا نحو عالم أرحب فى ظل خطط التنمية المستدامة التى دخلتها مصر الآن من أوسع الأبواب.

وهو ما سوف يأتى بنتائج إيجابية فى القريب العاجل إن شاء الله تحت قيادة الزعيم والقائد والرئيس عبدالفتاح السيسى.