رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى مواجهة الإرهاب.. النصر أو الشهادة


فى معركتنا المستمرة مع الإرهاب قال الشعب كلمته واضحة وصريحة ومدوية، حينما فوّض السيسى لمحاربته، ومن هنا بدأت المواجهة الشاملة التى ليس فيها سوى الجسارة والشرف والدفاع عن العرض، وليس فيها مساومة أو تردد.. فإما النصر أو الشهادة.
من هنا، لا بد أن ندرك أننا ما زلنا فى معركة متواصلة وطويلة وصعبة مع الإرهاب.. ما زلنا فى حاجة إلى التماسك وإدراك أن علينا أن نظل يدًا واحدة مع جيشنا وشرطتنا وقيادتنا حتى ننتصر على فلول الظلاميين وأعوانهم وعملائهم وأذيالهم.. ما زلنا فى حاجة إلى التصدى لسيل متواصل من الشائعات المغرضة ومحاولات إثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.. ما زلنا فى أمسّ الحاجة إلى فهم ما يحاك ضدنا من مؤشرات دولية تستخدم الإعلام الخارجى لإضعاف الجبهة الداخلية، وتقديم أخبار كاذبة قى القنوات الفضائية وفى الصحف الأجنبية المروجة لأخبار كاذبة ضدنا.. ما زلنا فى حاجة إلى التصدى فى الداخل للفتاوى المتخلفة التى تبث مفاهيم بالية وتدعو إلى الكراهية والتطرف والعنف.
أقول هذا وقلبى يدمى وعينى تدمع لما حدث لجنودنا الأبطال فى نقطة ارتكاز أمنى بالعريش، حيث شنت مجموعة إرهابية مسلحة هجومًا على الجنود بنقطة الارتكاز، ما أسفر عن إصابة واستشهاد ضابط و١٤ من درجات أخرى، وتقوم قوات الجيش حاليًا بملاحقتهم والقصاص منهم، ولا تزال أيادى الغدر والقتل تحاول أن تقوم بعمليات ضد خير أجناد الأرض، وضد الشعب أيضًا فى الداخل، كما حدث بجوار مسجد الاستقامة بالجيزة مؤخرًا، من انفجار قنبلة، والحمد لله أنه تم القبض على الجناة.. لكنها تعكس ما يحاك لنا، وأن ما يحاك لنا هو من أيادٍ خسيسة ومجرمة لا تفرق بين كبير وصغير، حيث استهدفت أبرياء كانوا يتوجهون لأداء صلاة الجمعة فى المسجد بالجيزة.. معنى هذا أننا لا نزال فى حاجة إلى اليقظة، لكننا أيضًا فى حاجة إلى قصاص سريع من القتلة الذين يستبيحون خير أجناد الأرض والأبرياء من الشعب المصرى.
لقد استشهد وأصيب لنا رجال أمناء علينا، يقومون بحراستنا لتوفير الأمن والاستقرار للوطن، ولكى يعيش المصريون فى أمان بداخل بيوتهم، وهم يدركون قبل الذهاب لمهامهم أنهم قد لا يعودون إلى ديارهم وأنهم قد يستشهدون، لكنهم يذهبون بشجاعة وبسالة ووطنية لا مثيل لها فى الدنيا.. شباب مثل الزهور اليانعة التى لا تزال تتفتح على الدنيا، يتركون بيوتهم ويقفون فى عز البرد القارس ليدافعوا عن كل ذرة تراب فى بلدنا الغالية، ويتركون بعدهم أسرًا تبكيهم، وأمهات لا تتوقف دموعهن، وأحيانًا أبناء صغار وزوجات فى عز الشباب لا يجدون طعمًا للحياة، ويرتبط بهم الحزن ولوعة الفراق إلى الأبد.
لكننى أشهد أننى ما من مرة التقيت فيها أم شهيد أو زوجة شهيد أو ابنة شهيد إلا ووجدت نبلًا فى الأخلاق، ووطنية فى أعلى درجاتها، وإيمانًا فى القلب لا يغيب ولا يتزعزع.
إننا نفتخر بكم، شهدائنا الأبرار، ولا نكف عن الدعاء للأحياء بأن يحفظهم العلى القدير.. أما شهداء الوطن، فهم فى قلوبنا وفى مكان أفضل منا، فى فسيح جناته..والذين قال الله عنهم فى كتابه الكريم: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ»، آل عمران، الآية «١٦٩».
اللهم إنّا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه.. والآن فإن أهم مطلب لغالبية الشعب المصرى بعد تكرار الحوادث الخسيسة على أبناء جيشنا الباسل.. هو الردع القوى والقصاص السريع والعدالة الناجزة.. فإننا نأمل أيضًا أن يتم تطهير المؤسسات من أتباعهم فى أسرع وقت ممكن.
ماجد المصرى يبدأ تصوير مشاهده فى «زلزال»