رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميراث الملالى.. تقارير: الخمينى أهدر دم سلمان رشدى للتغطية على فشله العسكرى

جريدة الدستور

تناولت وسائل إعلام أجنبية، تقارير حول الذكرى الثلاثين لفتوى مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله روح الله الخمينى، ضد الروائى البريطانى الهندى سلمان رشدى، التى دعا المسلمين فيها إلى قتل الأخير وناشرى روايته «آيات شيطانية»، فى فبراير عام ١٩٨٩، مؤكدة أن الفتوى تعتبر الميراث الأسود لدولة الملالى، والمحرض الأول على العنف، واغتيال الأدباء والعلماء.
يعد سلمان رشدى الكاتب والروائى البريطانى من أصل هندى، من أكثر المبدعين الذين أثاروا الجدل، خاصة فى الشرق الأوسط، بسبب روايته «آيات شيطانية»، التى أدت إلى كثير من الغضب فى العالم الإسلامى، بسبب احتوائها على إساءات للنبى محمد، الأمر الذى دفع طهران لقطع العلاقات الدبلوماسية مع لندن، فى الأسبوع الأول من مارس ١٩٨٩، بعد نحو عام من نشر الرواية فى ٢٦ سبتمبر عام ١٩٨٨.
ووفقا لصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، تعرض القناة الثانية فى هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، حلقة خاصة تحت عنوان «آيات شيطانية: ٣٠ عاما»، الأربعاء المقبل، فى ظل إيقاف حساب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله على خامنئى، على موقع «تويتر» بسبب تغريداته حول إعادة إصدار فتوى قتل «رشدى».
وأوضحت الصحيفة أنه ما زالت هناك دعوات لاغتيال «رشدى»، رغم مرور كل هذه السنوات، بسبب تلك الفتوى التى أصدرها «الخمينى»، والتى أعقبها قتل عشرات الأشخاص، منهم مترجم الرواية للغة اليابانية، وويليام نيجارد ناشر العمل فى نسخته النرويجية.
وكان التحريض ضد «رشدى» أول واقعة إرهابية ترتكب ضد كتاب غربيين باسم الإسلام أو لأسباب سياسية مرتبطة به، وفى عام ١٩٨٩، لم يكتف «الخمينى» بالدعوة إلى الاغتيال فحسب، بل وضع ثقل حكومته كلها وخزانة بلاده خلف الفتوى الصادرة منه، لتنعكس على الكثيرين من الأدباء والعلماء الذين طرحوا كتابات مشابهة، وتم حشد وتعبئة الكثيرين من المتعاطفين مع التيارات الإسلامية، والمنتمين إليها، من كل مكان، وأطلقوا تهديدات لناشرى الرواية والمحررين المشرفين عليها، والمترجمين والمكتبات، وأعلن المرشد الإيرانى أن عمليات التحريض ستكون عابرة للحدود، من أجل حصار فكر أى روائى مثل «رشدى».
وبعد ٣٠ عاما، ما زالت خزانة الدولة الإيرانية مفتوحة لمن يغتال «رشدى»، وقد تمت زيادة المكافأة المالية لمن يأتى برأسه، بل تجدد طهران فتوى «الخمينى» كل فترة برفع قيمة المكافأة، وتروج لذلك عبر وسائل الإعلام التى تديرها دولة الملالى، وتعززها الفتاوى الدينية الصادرة من رؤوس الدولة، إلى جانب تسخير المؤسسات الخاصة لذلك الغرض، وتمثل فى العرض الذى أطلقته منظمة دينية تسمى «١٥ خرداد» برصد مكافأة قدرها ٢.٧ مليون دولار، لأى شخص يستطيع قتل «رشدى»، ثم ارتفعت إلى ٣.٣ مليون دولار أمريكى، كما يحتمل أن ترتفع إلى نحو ٤ ملايين دولار أمريكى، وزعم مسئولون إيرانيون أن الفتوى ضد سلمان رشدى دينية، ولا أحد فى العالم يمكنه أن يلغيها.
وحاول أيضا تنظيم داعش الإرهابى اغتيال «رشدى» مؤخرا، لإعلانه المتكرر عن إلحاده المتشدد، وإصداره كتبا تركز على دور الدين فى المجتمع، والصراعات بين الأديان وبين المتدينين والملحدين.
وأكدت مجلة سبكتاتور الأمريكية، أن فتوى «الخمينى»، أصل نزعات الخوف من الإسلام، أو ما يطلق عليه الغرب «الإسلاموفوبيا»، مشيرة إلى أن صدور الفتوى ونجاح الثورة الإيرانية، يرتبطان ببعضهما البعض، إلى جانب الكثير من الأحداث السياسية التى عاشتها دولة الملالى.
وأوضحت أنه حينما أطلق «الخمينى» الفتوى، كان مشحونا بهستيريا المرض والفشل العسكرى خلال حرب الـ٨ سنوات بين إيران والعراق، وأراد المرشد الإيرانى أن تصادف الذكرى العاشرة لنجاح الثورة، زخما كبيرا فى الأوساط العالمية، فأطلق فتواه. وبعد إصدار الفتوى، اندلعت احتجاجات ضخمة فى البلدان والمجتمعات الإسلامية فى جميع أنحاء العالم، كانت جميعها ضد حرية التعبير، رغم أن أغلب المتظاهرين لم يقرأوا الرواية من الأساس، وشهدت البلدان موجة من التطرف وعمليات القتل وتفجير المكتبات حول العالم، وحين نشر الكتاب فى المملكة المتحدة، نظمت احتجاجات شارك فيها نحو ١٠ آلاف مسلم فى وقت واحد، وشهدت حرق نسخ من الكتاب.