رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صور.. تفاصيل فعاليات افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان القاهرة الأدبى

جريدة الدستور

انطلقت مساء أمس السبت، فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان القاهرة الأدبي، والتي تستمر حتى 21 من فبراير الجاري، وأدار الكاتب الصحفي سيد محمود الجلسة الافتتاحية، بمشاركة الكاتبة السورية شهلا العجيلي، والروائي المصري عادل عصمت.

ودعا الصحفي سيد محمود، الحضور في بداية الجلسة للوقوف دقيقة حداد على أرواح الراحلين وسام الدويك وفؤاد حجازي ومحمد أبوالسعود، والذين رحلوا خلال الأيام القليلة الماضية.

وقدم سيد محمود الكاتب المصري الكبير إبراهيم عبدالمجيد، والذي قال في مستهل حديثه: إذا أردنا التقدم علينا بعودة المجتمع الأهلي، مثلما كانت قبل عام 1952، مشيرا إلى أن كل شيء كان مملوكا للهيئات الخاصة.

ووجه "عبدالمجيد" الشكر لضيوف المهرجان الأحانب والعرب والمصريين، ومحمد البعلي مدير دار صفصافة للنشر ومدير المهرجان على قيامه بهذا الدور.

وجاء دور الناشر محمد البعلي مدير المهرجان وصاحب دار صفصافة للنشر والتوزيع، والذي قدم الشكر للمؤسسات التي دعمت إقامة المهرجان مثل مؤسسات الكورية والإيرلندية ووزارة الثقافة المصرية.

وأكد البعلي أن المهرجان لم يكن ليستمر إلا بجهود مجموعة من المثقفين، موضحا أنه لولا جهودهم لما تم المهرجان، إضافة إلى جهود المتطوعين القدامي والجدد.

وأوضح البعلي، أن هذه الدورة تتنوع فعالياتها المقامة ما بين مناقشة الأدب الآسيوي، وأدب المرأة، وأدب وسط أوروبا، إضافة إلى مشاركة عدد من الشعراء من مختلف أركان العالم، من كوريا وكتالونيا وأيرلندا وبعض الدول العربية الشقيقة.

وعاد سيد محمود ليؤكد أن عادل عصمت وجد دعما من قراءه، ووجوده إلى جواري تزامن مع وصول "الوصايا" للبوكر، ويمكن أن نعتبر هذه الندوة لقاء بين صوتين مميزين، وأنا كصحفي أعتز بهذه الندوة لأن كلا الضيفين وصل للقائمة القصيرة، وأرحب بعادل عصمت وشهلا العجيلي.

وأضاف محمود: أن مجموعة شهلا العجيلي القصصية الماضية فازت بجائزة الملتقي وروايتها السابقة "سماء قريبة من بيتنا" كانت في القائمة القصيرة للعام الماضي للبوكر.

ونوه إلى أن ما بين العجيلي وعصمت وروايتهما الكثير من التقاطعات مثل استخدامهما لضمير الأنا وغيرها.

وجاء دور الكاتبة السورية شهلا العجيلي، والتي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر في دورتها الحالية عن روايتها "صيف مع العدو"، وقالت: في البداية أشكر المهرجان الأدبي وأعتز بوجودي بجوار عادل عصمت وهي فرصة لنتحدث عن ثقافات الشرق الأقصى وعن أعمالنا أيضا.

وأوضحت العجيلي أن روايتها "صيف مع العدو" هي روايتها الرابعة، مشيرة إلى أن الرواية صدرت عن منشورات ضفاف والاختلاف ومجاز.

وعن الرواية قالت: الرواية هي رؤية 3 نساء لحركة العالم خلال 100 عام، تشكل ثلاث رؤى نتعرف فيها على طبيعة الحياة العربية وننتقل منها إلى ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وترصد الرواية مسار حركة البطلات الثلاث والتي تعيدنا إحداها إلى حرب القرم وانتقالات كثيرة إلي بيروت والقاهرة وكازينو بديعة مصابني في القاهرة، مضيفة أن بديعة هي التي أنتجت نوع الفنون الشرقية الفرانكو اراب.

وقالت ردًا على سؤال ما الفارق بين نساء "صيف مع العدو" ونساء "سماء قريبة من بيتنا": ففي روايتي "سماء قريبة من بيتنا" هناك نساء حلب العظيمات وتحولات الأفراد وحركتهم تحت شجرة التاريخ، وعملت على طفولة البطلة وبيت العائلة والجماعات المتطرفة، أما "صيف مع العدو" فهي الحارة والمجتمع الأمومي، وهي تيمة البنوة أي وجود حساسيات بين الأم والبنت والأب والبنت، وفي علم النفس مثل عقدة الكترا.

وعن ضمير المتكلم واستخدامه في روايتها قالت: إن ضمير المتكلم ضمير مخاتل ويصنع بعدًا حميميًا في الرواية، ويجعل من الرواية رواية وقائعية، وأيضًا لشغف القارئ بمعرفة كواليس الكاتب.

وأضافت "العجيلي"، أنه حين ظهرت نظرية موت المؤلف أثبتت أن أحداث الرواية لا تكون إسقاطًا على حياة الكتاب كما في السيرة الذاتية، ولكن هذا الضمير يسهم بزيادة الإيهام بالحكايات الواردة في النص.

وتابعت العجيلي: نعلم أن ضمير المخاطب هو الأصعب لكنه يفتقد للحميمية وبه سلطوية، ولا أحب ضمير المخاطب، ولكن أحب ضمير الأنا.

ونوهت إلى أن فكرة الأجيال هي أننا نقدم أكثر من دراما للتحولات والروية، ولكن نستنتج أن حياة البشر متشابهة جدًا، وما يختلف هو المظاهر والأدوات ولكن الجوهر أو الأغراض المستمرة مثل الحب والكره والفقد وغيرها.

وعن هاجسها في الكتابة قالت العجيلي: هاجسي هو التحولات، والفن الروائي يقوم بتلك الدراما في السرد لكي نمنح جغرافيات مختلفة ورؤى متباينة.

وتابعت: أكتب الرواية كما أحب أن أقرأها، وأحب أن تكون بها سيمات معرفية، وفي هذا الزمن يجب أن نقدم مع الفن قيمة معرفية، واللعبة هي هاجس كيف أصنع من الحكاية العادية شئ جديد.

وعن مدينتها الرقة في سوريا ووجودها في رواياتها قالت العجيلي: أنتقل للرقة في روايتي لأنها مدينتي وذاكرتي الأولى، ودائما حوادث التاريخ تجعل الأدب يحاول النجاة بالفرد مقابل انتصار الجماعات.

وقالت: أريدكم أن تقرأوا "صيف مع العدو"، وكما نقول الصغير حتى يكبر، وأيضا الرواية الأخيرة حتى تُقرأ، مشيرة إلى أن نصوصها الأخيرة طُبعت في هيئة قصور الثقافة بجهود إبراهيم عبد المجيد، ومجموعتي القصصية "المشربية" فازت بجائزة الدولة الأردنية.

وتابعت: في روايتي النساء عاملات "قارئة ومحدثة ونساخة وغيرها"، والمكان هو الرقة لأن الرقة كما نعرف معقل الثقافة السريانية ومعقل الطب وعلم الفلك، وبها المرصد الكبير الذي يحج إليه كل من يريد قراءة السماء، وأنا أردت أن أنوه لكل هذه المصائر.

وجاء دور الروائي عادل عصمت، والذي قال إن علاء الديب تحدث حول المقدرة على حبس القارئ في الحارة كأحد أفراد المكان، وبالفعل لا أستطيع أن أكتب رواية كتبها نجيب محفوظ، ولا نقدر على تجاوز محفوظ، وإن كان هو قد كتب ذلك فسيكون شيئا مملًا أن أكتب مثله.

ولكن المداخل الأخرى التي لاحت لي مثل الخبرات الإنسانية وطبيعة الزمن وتأثيره على الشخوص، وهي تتبع لظواهر مثل الملابس، وهذه العائلة تتوارث الفلاحة، ولم يكونوا جهلة كما هو معروف أو متواتر، فهناك من يذهب للغيط وهناك من يذهب للأزهر، ومثلا ملابس الأزهريين تشبه ملابس الريفيين، ولكن حين جاءت الحداثة ولبس "نعيم" حذاء أبيض كان مضطرا للمشي بحذائه فوق الأسطح حتى لا يراه أحد، وأنقذتني هذه التغيرات من الكثير لأن هناك تداخل أزمنة في الأزمنة.

وتابع عصمت: حين ظهر الكاسيت وكل هذه التجديدات وسهولة التقارب بين البندر والقرى وتزوج "نعيم" بنت من البندر، فهنا يختل التوازن الاجتماعي بينهما لتغير الأمكنة، ولم اغفل الاشتراكية وصناعات الجبهات الداخلية، وعلى عكس كتب التاريخ فإن حرب 67 كارثة وإن 73 كانت فقط زغاريد وليست فرحة مكتملة.

وقال إن روايته "الوصايا" تتحدث عن البشر في كل صورهم في القرى والمدن، لافتًا إلى أن فكرة المحليات تناولها تشيكوف، حيث كان يكتب في هذه المحليات ولكنها في الصورة الأعم للبشر في مثل هذه الأماكن.

وأضاف: "كان جدي يقرأ قصة وذلك قبل عام 1978، ووقتها توفى جدي وظلت الحكاية في رأسي؛ لذلك استغرقت الكثير من الوقت حتى كتبتها في شكل رواية".

وتابع: "كتبت قبل الوصايا الكثير من الأعمال والتي اقتربت من مناخ الوصايا، وقابلت علاء خالد، مؤسس مجلة أمكنة في مقر المجلة، وتحدث معي بشأن كتابة عمل، وكتبت بالفعل كما قال لي عملًا اسميته "قرية منسية" ولكنه لم ينشر، وسبب التسمية أن القرية بعيدة عن السكك الحديدية والسفر".

واستكمل: "الكتابة عن الريف ليست غريبة فقد سبقني الكثير للكتابة عن هذا الأمر مثل خيري شلبي، وبالتالي كان لزامًا علي البحث عن صوت يخصني وحدي، ولكي يصبح لك صوت فردي فهو أمر صعب".

وعن أسراره في كتابة رواية الوصايا، قال "عصمت": "عام 2002 وجدت مدخلًا بعيدًا عن الحكايات التي تناولت بؤس الفلاحين، وكتبت مخطوطة بالفعل ولكنها كانت رواية تحكي حقب مختلفة وفي عام 2005 وجدت مدخل لرواية "الوصايا"، ولكن كانت لدي مشكلة تقنية بالنسبة للرواية وهي أنني أحب ضمير المتكلم في الرواية وبالتالي لابد أن تكون الرواية بضمير المتكلم".

وأضاف: "والرواية تتحدث عن مسيرة عائلة، وتطورها وتحولاتها، فإن الذاكرة الجمعية لها يمكن أن تمثل صوتًا ثالثًا فيها، وهو الأمر الذي أراحني نسبيًا، وكان حلًا ساعدني في منح كل شخصية مذاقها والمناخ الإنساني والمصير الخاص بها مثل شخصية علي سليم، وغيرها وبالفعل شرعت فيها بهذا الشكل وأنجزتها".

واختتم: "البعض يرى أن الرواية مليئة بالحكمة، والمصريين لديهم غرام بفكرة الوصايا، حتى أن النتائج المعلقة في البيوت فتجد تحت كل نتيجة حكمة ما أو وصية، كما أن الطبقة المصرية اهتمت بفكرة الوصايا فتجد أن هناك كتبًا في هذا الأمر مثل كتاب أحمد أمين إلى ولدي وغيرها".