رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسطورة ٢٩٢

جريدة الدستور

«هذا اليوم له سحر عجيب وحكاية من وحى خيال المؤلف، وقد استعرتها لك سرًا وكل ما أطلبه منك هو أن تعيرنى انتباهك وسأروى أحداثها الغريبة عليك».
هو.. أجل كان مختلفًا عن زمرة أقرانه من المدرسين، فلنظراته ووسامته وأناقته المبالغ فيها وهدوئه الشديد، بل وحتى نبرة صوته الذى لا يكاد يسمع، ولا أحدثكم عن جم احترامه فى حديثه مع المرأة، لكل مميزاته وقع عجيب يجعلك تشعر أحيانًا بالارتياب.
لم يسلم من نظرات العشق فى عيون المراهقات من طالبات المدرسة، ولا سيما المدرسات أيضًا، سواء كن متزوجات أم لا. فهذه تعرض عليه شطائر اللحم صنيعة يديها، وتلك تقسم أنها تعلمت عمل الفطائر خصيصًا لأجله، وأخريات يقمن بالإعداد لحفل ميلاد مفاجئ له ويحضرن الحلوى والهدايا، وكل ما يفعله هو أن يبتسم ابتسامة هادئة، مستقبلًا حفاوتهن المبالغ فيها بشىء من الخجل الممتزج بالشك فى نوايا معدات الحفل، ثم لم يلبث أن يشكرهن ويغادر لإكمال يومه دون جديد يذكر.
«نادر» اسمه، وحاله كما كان يعلم فى قرارة نفسه، رغم ما يدور حوله، أنه على حافة الهاوية، وأنه موضع اختبار يحتاج منه الصبر والمثابرة والبصيرة أيضًا، فالعازبات من محيطه يريدنه زوجًا، كما أن المتزوجات يريدنه لبناتهن ومعارفهن، فقد أصبح منذ قدومه المدرسة مركزًا لدائرة الاهتمام، ودرءًا للشبهات كما ظهر، والحقيقة لأن همه أكبر من هذا كله، لم يوافق على إعطاء دروس خصوصية لأى من فتيات المدرسة واكتفى بالطلاب دون الطالبات.
هى.. ما هذا الذى ألم بى وجعلنى أنسى أمرها لا أدرى، ولكن على أى حال لن تكتمل الأسطورة دون أوزوريس فريدة، وياللقدر وأفعاله فى توفيق معنى اسميهما.
كانت فريدة إحدى مدرسات المدرسة بل وتدرس نفس مادة نادر، اللغة الفرنسية، عمرها ٣٢ سنة، وهو نفس عمر نادر الذى احتفل بميلاده لتوه فى الأسطر السابقة، وانظروا معى إلى يوم ميلادهما فهو ٢٩٢ وهو يوم لا يتكرر سوى كل ٤ أعوام.
مظهر فريدة العام لا يوحى بثمة شىء غريب، فهى فتاة مصرية شرقية سمراء البشرة لها عينان سوداوان تراهما أحيانًا بنيتين، ترتدى عدسات طبية، وأكثر ما يميزها حقًا أنها حواء الوحيدة التى لم تعر نادر أى اهتمام، بل وصل بها الأمر ألا ترد عليه تحية الصباح.
أتى مارس وتلاشى معه شعور البرد وهلت بشائر حرارة ورطوبة الصيف، وكانت لحظة فاصلة حين طلبت مديرة المدرسة من نادر وفريدة انتظارها فى مكتبها لحين انتهائها من الاجتماع، وبينما جلس كل منهما على مقعد جلدى قديم موضوعين أمام مكتبها، بدأت حديثها نحوهما قائلة: «تعلمان جيدًا أن ناهد ستبدأ إجازة الوضع خاصتها من الغد، ونحن مضطرون لتقسيم حصصها بينكما بالتساوى».
وأردفت: «هل من ملاحظات؟»، ولم تتلق جوابًا سوى الصمت من كليهما، فهمّا بالانصراف وبمجرد خروجهما من المكتب أسرعت فريدة خطاها فى الممر الطويل وخلفها نادر محاولًا اللحاق بها ومناديًا «أستاذة فريدة».
ابتسمت فريدة فى نشوة دون أن تلتفت نحوه وأكملت طريقها، فكرر نادر نداءه بالفرنسية، حاولت إخفاء ابتسامتها قبل أن تلتفت إليه قائلة «أستاذ نادر إن كان لديك ملحوظة ما فلنناقشها غدًا فى مكتب المديرة.. و».
قاطعها نادر «ليس لدى ملحوظة على أى شىء سواك.. فريدة أنا معجب بك وأتمنى أن تشاركينى حياتى».
تلعثمت فريدة وتركته دون أن تنبس ببنت شفة، وأسرعت الخطى نحو الغرفة، ومن شدة ارتباكها تساقطت منها الأوراق واصطدمت بزميلها، لكنها أكملت دون جمع أوراقها أو حتى الاعتذار له.
ما إن دلفت للغرفة حتى سمعت طرق الباب خلفها وفتحت، فإذا به نادر وجدته مادًا يده بالأوراق مبتسمًا كعادته، تناولت الأوراق وأغلقت الباب خلفه ومكثت وحيدة مترنحة بين شعور بالسعادة وآخر بالخوف، وانتصر شعور السعادة حينما لاحظت ورقة ‭ ‬صغيرة‭ ‬مكتوبًا‭ ‬عليها je t›aime.
بالطبع‭ ‬وصلنا‭ ‬لما‭ ‬يتمناه القارئ ‬أو‭ ‬المستمع‭ ‬الحالم، ‬فيغزل‭ ‬عنكبوت‭ ‬الغرام‭ ‬خيوطه ليجد‭ ‬نادر‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬والدها‭ ‬وأمامه‭ ‬الحلوى‭ ‬والعصائر‭ ‬ثم‭ ‬طلبات‭ ‬الأهل‭ ‬المرهقة‭ ‬ثم حفل‭ ‬بهيج‭ ‬يضم‭ ‬الأهل‭ ‬والأحباب‭ ‬وحياة‭ ‬هانئة‭ ‬يحياها‭ ‬نادر‭ ‬وفريدة، ‬لكن‭ ‬يؤسفنى ‬أن هذا‭ ‬حلم‭ ‬القارئ‭ ‬فكيف‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬وأبطالنا‭ ‬نادر‭ ‬وفريدة‭ ‬صاحبا أسطورة ٢٩٢.
‬ بعد‭ ‬إلحاح‭ ‬من‭ ‬نادر‭ ‬ومطاردة‭ ‬من‭ ‬صياد‭ ‬ماهر‭ ‬لفريسة،‭ ‬أقصد‭ ‬لفريدة،‭ ‬وافقت‭ ‬أن‭ ‬يصطحبها فى ‬دعوة‭ ‬غداء‭ ‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬النيل‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬تتأخر، وافق‭ ‬نادر‭ ‬وكان‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭ ‬سعادته الخاصة‭ ‬باللقاء، فنادر ‬أخيرًا‭ ‬سينفذ‭ ‬وصية‭ ‬أمه،‭ ‬وقد‭ ‬وجد‭ ‬من‭ ‬تشاركه‭ ‬حياته،‭ ‬أما‭ ‬هى فقد‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬حيلة‭ ‬الإهمال‭ ‬المصطنع‭ ‬والالتزام‭ ‬بتطبيق‭ ‬نصائح‭ ‬ذوى الخبرة‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والمعارف‭ ‬بحذافيرها،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬الزوج‭ ‬المنتظر‭ ‬يجالسها‭ ‬ويتقاسما الغداء على شاطئ النيل.
بدأ‭ ‬نادر‭ ‬حديثه‭ ‬قائلًا: «‬من‭ ‬حسن‭ ‬حظى‭ ‬أن‭ ‬أرتبط‭ ‬بك‭ ‬يا‭ ‬فريدة،‭ ‬أتعلمين‭ ‬لماذا؟‮».‬ ابتسمت‭ ‬فى ‬خجل‭ ‬وطلبت‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬مغازلتها‭ ‬لكنه‭ ‬أكمل‭ ‬بجدية‭:‬«أنا‭ ‬لم‭ ‬أطلب منك‭ ‬الارتباط‭ ‬لأننى ‬أحبك‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحرفى، ‬فأنا‭ ‬لا‭ ‬أحب‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬الحب‭ ‬كرجل‭ ‬يحب امرأة‭ ‬ويتطلع‭ ‬لإقامة‭ ‬حياة‭ ‬عاطفية‭ ‬كاملة‭ ‬معها،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فى ‬الأمر‭ ‬أنك‭ ‬استطعتِ ‬إخراج مشاعرى ‬نحوك،‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬ليست‭ ‬مشاعر‭ ‬رجل‭ ‬تجاه‭ ‬أنثى‭ ‬ولكنها‭ ‬مشاعر‭ ‬أنثى‭ ‬تجاه رجل».
بدت‭ ‬فريدة‭ ‬كالبلهاء‭ ‬شاغرة‭ ‬فاها‭ ‬تستمع‭ ‬لنادر‭ ‬غير‭ ‬مصدقة‭ ‬ما‭ ‬تسمعه‭ ‬وهو‭ ‬يستطرد‭:‬
‮«‬أنا‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬يوم‭ ‬لا‭ ‬يتكرر‭ ‬إلا‭ ‬كل أربعة ‬أعوام‭ ‬ومعظم‭ ‬مواليده‭ ‬يصابون‭ ‬إما‭ ‬بلعنة‭ ‬أو بضربة‭ ‬حظ،‭ ‬وللأسف‭ ‬كنت‭ ‬ممن‭ ‬أصابتهم‭ ‬لعنة‭ ‬جنسية،‭ ‬بعد‭ ‬بلوغى ‬بدأت‭ ‬ألحظ‭ ‬ميلى ‬نحو جنس‭ ‬الرجال‭ ‬لكننى ‬لست‭ ‬شاذًا‭ ‬ولم‭ ‬أمارس‭ ‬اللواط،‭ ‬فأنا‭ ‬لست‭ ‬مريضًا‭ ‬عضويًا‭ ‬ولكن‭ ‬كما وصفنى ‬الطبيب‭ ‬تشريحيًا‭ ‬أصنف‭ ‬كرجل‭ ‬بينما‭ ‬ميولى ‬العاطفية‭ ‬والجنسية‭ ‬ميول‭ ‬أنوثة وأمومة،‭ ‬وقبل‭ ‬الزواج‭ ‬وجب‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأننى ‬سأكون‭ ‬زوجة‭ ‬وليس‭ ‬زوجًا»‭.‬
لدقائق‭ ‬بدا‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬جامدًا‭ ‬ساكنًا‭ ‬ليست‭ ‬الأطباق‭ ‬والأكواب‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬كل‭ ‬المحيطين، بل‭ ‬كل‭ ‬العاملين‭ ‬بالمكان،‭ ‬حتى‭ ‬المراكب‭ ‬فى ‬النيل‭ ‬بدا‭ ‬وكأنها‭ ‬أصابها‭ ‬أيضًا‭ ‬الذهول والسكون‭.‬
استجمعت‭ ‬فريدة‭ ‬قوتها‭ ‬ومسحت‭ ‬دموع‭ ‬عينيها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬حديثها‭ ‬نحوه‭:‬‮‬ «هل تختبرنى ‬أم‭ ‬أنك‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬أننى ‬أنا‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬ومصابة‭ ‬بنفس الحالة،‭ ‬حالة‭ ‬النداء‭ ‬الجنسى ‬الانقلابى ‬كما‭ ‬يُطلق‭ ‬عليها‭ ‬فى ‬عالم‭ ‬علم‭ ‬النفس،‭ ‬بل‭ ‬الأدهى يا‭ ‬نادر‭ ‬أن‭ ‬الحالة‭ ‬تطورت‭ ‬معى ‬للأسوأ‭ ‬فبدأت‭ ‬أعضائى ‬التناسلية‭ ‬فى ‬التحور‭ ‬حتى‭ ‬أننى الآن‭ ‬أتبول‭ ‬كرجل‭.‬‮»‬
نظر‭ ‬لها‭ ‬نادر‭ ‬مشدوهًا‭ ‬وهى ‬تكمل:‬ «‬أنا‭ ‬أيضا‭ ‬أحببت‭ ‬فيك‭ ‬الأنثى‭ ‬الكامنة‭ ‬لم‭ ‬أحب‭ ‬فيك الرجل‭ ‬المزيف‭ ‬الذى ‬تحاول‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬تتوارى‭ ‬خلفه، ‬نحن‭ ‬خلقنا‭ ‬لبعضنا‭ ‬ولكن‭ ‬كيف فى ‬مجتمع‭ ‬مثل‭ ‬مجتمعنا؟‭ ‬أخبرنى ‬بالله‭ ‬عليك‮»‬.
أجابها‭ ‬نادر‭ ‬بلطف: «‬هل‭ ‬المهم‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بدور‭ ‬المرأة‭ ‬ومن‭ ‬يقوم‭ ‬بدور‭ ‬الرجل؟‭ ‬أم الأهم‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬الحياة؟‮»‬.
ردت‭ ‬فريدة‭ ‬بنبرة‭ ‬مكسورة: «‬لو‭ ‬علم‭ ‬أهلى‭ ‬بالأمر‭ ‬لأعتبرونى ‬شاذة‭..‬لو‭ ‬انتحرنا لخسرنا‭ ‬الآخرة‭..‬ لو‭ ‬فرضنا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬وافق‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬عمليات‭ ‬تحول‭ ‬جنسى ‬لنا لدخلنا‭ ‬دوامة‭ ‬فئران‭ ‬التجارب‭ ‬وأصبحنا‭ ‬صيدًا‭ ‬ثمينًا‭ ‬للإعلام‭ ‬وزبانيته‮، ‬وصرخت بصوت‭ ‬مرتفع: «رحماك يا الله».
وهنا‭ ‬أمسك‭ ‬نادر‭ ‬يد‭ ‬فريدة‭ ‬وتوجها‭ ‬نحو‭ ‬السور‭ ‬المؤدى ‬لمياه‭ ‬النيل‭ ‬وحاولا‭ ‬الانتحار وباءت‭ ‬المحاولة‭ ‬بالفشل،‭ ‬وأصبح‭ ‬نادر‭ ‬وفريدة‭ ‬حديث‭ ‬الإعلام‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل الاجتماعى، ‬وانكشف‭ ‬أمرهما‭ ‬ودارت‭ ‬الأحاديث‭ ‬وعقدت‭ ‬الندوات‭ ‬وأصبحا‭ ‬بين‭ ‬عشية وضحاها‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬للمواطن،‭ ‬وفى ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬اضطرت‭ ‬الدولة‭ ‬لتسفيرهما‭ ‬للخارج، وتمت‭ ‬عمليات‭ ‬جراحية‭ ‬تحول‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬نادر‭ ‬جراحيًا‭ ‬لأنثى‭و ‬أطلق‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬اسم فريدة،‭ ‬وكذا‭ ‬فريدة‭ ‬وأطلقت‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬اسم‭ ‬نادر،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬اطمئن‭ ‬الأطباء‭ ‬على‭ ‬قدرتهما الجنسية‭ ‬بالأوضاع‭ ‬الجديدة‭ ‬تم‭ ‬عقد‭ ‬القران،‭ ‬ولكن‭ ‬ولمدة‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬لم‭ ‬يستطيعا الإنجاب،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الأطباء‭ ‬أقروا‭ ‬بنجاح‭ ‬العملية،‭ ‬وعادا‭ ‬لمصر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬أن هدأت‭ ‬وطأة‭ ‬الأحداث‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬المواطن‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬سوى‭ ‬فى ‬لقمة‭ ‬عيشه،‭ ‬ومر الأمر‭ ‬بسلام‭ ‬وقررا‭ ‬الانفصال،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬الآخر،‭ ‬ورغم‭ ‬قصة‭ ‬الحب الغريبة،‭ ‬ولكن‭ ‬رغبة‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬فى ‬الإنجاب‭ ‬فى ‬وضعه‭ ‬الجديد‭ ‬كانت‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الحب والتعاطف،‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬اقتراح‭ ‬الطبيب‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬الآخر‭ ‬أملًا‭ ‬فى ‬زيادة‭ ‬فرص‭ ‬الإنجاب لقى‭ ‬استحسانًا‭ ‬من‭ ‬كليهما‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انفصلا‭ ‬فى ‬هدوء‭ ‬تام‭.‬
وبعد‭ ‬مرور‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬الانفصال‭ ‬وفى ‬عيادة‭ ‬طبيب‭ ‬النساء‭ ‬تقابل‭ ‬نادر‭ ‬الحالى ‭)‬فريدة سابقًا) ‬بصحبة‭ ‬زوجته‭ ‬الحامل،‭ ‬مع‭ ‬فريدة‭ ‬الحالية‭ ‬الحامل ‭)‬نادر‭ ‬سابقًا‭(‬ بصحبة‭ ‬زوجها، وللغرابة‭ ‬اختار‭ ‬الطبيب‭ ‬يوم‭ ٢٢٩ ‬لولادة‭ ‬الطفلين،‭ ‬إنه‭ ‬يوم‭ ‬له‭ ‬سحر‭ ‬عجيب‭ ‬وبالطبع اتفق‭ ‬نادر‭ ‬الحالى ‭)‬فريدة‭ ‬سابقًا) ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬على تسمية‭ ‬مولدوتهما‭ ‬فريدة‭ ‬بينما‭ ‬اتفقت‭ ‬فريدة الحالية ‭)‬نادر‭ ‬سابقًا‭ (‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬إطلاق‭ ‬اسم‭ ‬نادر‭ ‬على‭ ‬مولودهما‭ ‬لكى ‬تستمر‭ ‬الأسطورة دون‭ ‬نهاية،‭ ‬أسطورة‭ ‬نادر‭ ‬وفريدة‭ ‬حكاية‭ ‬نداء ٢٩٢.