رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسي: نشهد نزاعات مسلحة وحروبا أهلية وصدامات عرقية ومذهبية وهجمات إرهابية

السيسي
السيسي

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن هناك ضرورة للعمل على تعزيز الجهود الدولية لأن تحديات العصر الراهن تفوق قدرة أي دولة أو تجمع محدود على مواجهتها، لكونها صارت لا تعترف بالحدود الجغرافية وباتت تأثيرها يشمل الجميع، وإن تلك التحديات تظهر بوضوح في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية على حد سواء.. فنحن نشهد نزاعات مسلحة وحروبا أهلية وصدامات عرقية ومذهبية وهجمات إرهابية، فضلا عن مشكلات الفقر والبطالة وضعف الإنتاجية وتردي مستوى الخدمات المختلفة وما يرتبط بها من أزمات اقتصادية وعدم استقرار الأسواق المالية، ومشروطيات التدفقات الرأسمالية وتفاقم ظاهرة الديون".

وأضاف السيسي، في كلمته خلال الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن، "أن كل هذه المشكلات تتطلب تعاونا دوليا صادقا لحلها يقوم على مراجعة وتقييم نماذج التعاون التقليدية بما يسهم في إنهاء النزاعات والنهوض بعدد من المجالات ذات الأولوية مثل ترسيخ مفاهيم الحوكمة الرشيدة وحماية حقوق الإنسان بمفهومها الشامل وتمكين المرأة التي تعد نصف المجتمع بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى التعليم والصحة وتطوير البنية التحتية والزراعة والتنمية الريفية وخلق الوظائف وزيادة الاستثمارات والتجارة وتعزيز الاندماج والتكامل الإقليمي".

وأكد أنه في ظل تلك التحديات تتمحور أولويات الاتحاد الأفريقي لعام 2019 حول دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة عبر التركيز على زيادة الاستثمارات في مجال البنية التحتية وتسهيل حركة التجارة البينية من خلال الإسراع بإدخال اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية حيز النفاذ، فضلا عن الاستمرار في وضع برامج وخطة التنمية المستدامة في إطار أجندة أفريقيا لعام (2063) موضع التخطيط والتنفيذ المتدرج والفعال، وبناء القدرات الإقليمية والوطنية على ذلك الصعيد.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن إحدى أولويات دول الاتحاد الأفريقي - ونحن على أعتاب عام إسكات المدافع بالقارة في 2020 - هو ملف إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد النزاعات بما يتيح تحقيق الاستقرار في مختلف ربوع القارة من خلال بناء وتمكين مؤسسات الدولة الوطنية من الاطلاع بمهامها، واتصالا بذلك تعمل مصر مع مفوضية الاتحاد الأفريقي على تدشين مركز للاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية الذي تستضيفه القاهرة.

وقال "نحن نتطلع على أن تكون هناك أداة إقليمية فعالة في مساعدة الدول التي خرجت مؤخرا من النزاعات المسلحة على تقييم احتياجاتها وبلورة تصورها الوطني لمسار إعادة الإعمار"، معربا عن ترحيب مصر بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لإرساء منظومة الأمن وتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية من خلال تدعيم سبل التعاون الذي يقوم على تعبئة الموارد كافة والاستفادة من الخبرات الممتدة أفريقيا ودوليا".