رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آخر نفس.. دراسة تحذر من تقنين الحشيش فى أوروبا: تعاطيه يؤدى إلى الاكتئاب والانتحار

جريدة الدستور

كشفت دراسة أجراها علماء فى جامعتى أكسفورد البريطانية، وماكجيل الكندية، عن أن أكثر من نصف مليون شخص فى بريطانيا والولايات المتحدة يمكن إنقاذهم من الاضطرابات النفسية، إذا تجنبوا تدخين الحشيش فى سن المراهقة.
وأوضحت الدراسة، التى نشرتها «أكسفورد» على موقعها الإلكترونى، أن تعاطى الحشيش فى سن المراهقة يؤدى إلى الإصابة بالاكتئاب فى وقت لاحق من العمر، مضيفة أن الحشيش يعد سببًا من أسباب الأفكار الانتحارية.

كشف الباحثون عن أن الحشيش يمكن أن يُضعف دماغ المراهق إلى الحد الذى يسبب اضطرابات صحية نفسية فى وقت لاحق من حياته، وحذرت الدراسة من أن محاولات تقنين الحشيش، فى عدد من الدول فى أنحاء العالم، ستساعد فى انتشاره، ما يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، وتترتب عليه عواقب مدمرة.
وأكد العلماء أن العلاقة بين الاكتئاب وتعاطى الحشيش أو الماريجوانا، ترجع جزئيًا إلى زيادة تداولهما فى الشوارع، وقال الدكتور أندريا سيبريانى، من جامعة أكسفورد: «تعاطى الحشيش مشكلة صحية عامة، حيث إن عدد الأشخاص الذين يدخنونه، خاصة فى هذا العمر الصغير للمراهق، مرتفع للغاية، وأعتقد أن هذا يجب أن يكون أولوية لمسئولى الصحة العامة وقطاع الصحة العقلية فى المرحلة المقبلة».
وحلل الباحثون فى جامعتى ماكجيل وأكسفورد البيانات التى توصلوا إليها من حوالى ١١ دراسة، شملت أكثر من ٢٣ ألف شخص، وشملت الدراسة- التى وُصفت بأنها أكبر تحليل حتى الآن فى هذا المجال- المراهقين الذين استخدموا الحشيش مرة واحدة على الأقل قبل بلوغهم سن ١٨ عامًا.
وأكدت الدراسة أن حوالى ٦٠ ألف حالة انتحار بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٣٤ سنة فى المملكة المتحدة، و٤٠٠ ألف حالة انتحار فى الولايات المتحدة، يمكن أن تعزى إلى استخدام الحشيش خلال فترة المراهقة.
وحذر العلماء من عمليات التقنين، حيث إنه تم إضفاء الشرعية على الحشيش فى ١ نوفمبر ٢٠١٨، فى المملكة المتحدة، أما فى الولايات المتحدة فيختلف القانون من ولاية لأخرى، فهو قانونى فى «واشنطن، وأوريجون، وكاليفورنيا، ونيفادا، وألاسكا، وكولورادو، وميشيجان، وفيرمونت، ومين، وماساتشوستس»، وفقًا لموقع «بيزنس إنسايدر».
فى حين أن الحشيش أو الماريجوانا متاحان فقط للأغراض الطبية فى ولايات «أريزونا، ويوتا، ونيو مكسيكو، وأوكلاهوما، وأركنساس، ولويزيانا، وميسورى، وإلينوى، ومينيسوتا، ونورث داكوتا، ومونتانا، وأوهايو، وفيرجينيا الغربية، وبنسلفانيا، وفلوريدا، وميريلاند، وكونيتيكت، ونيو هامبشاير، ونيويورك، ونيو جيرسى»، ومحظور فى الولايات المتبقية.
وقال العلماء إن الدراسة الموسعة تسلط الضوء على أهمية تعليم المراهقين مخاطر استخدام الحشيش، وأوضح سيبريانى: «على الرغم من أن حجم الآثار السلبية للحشيش يمكن أن يختلف بين المراهقين، ومن غير الممكن التنبؤ بالخطر الدقيق لكل مراهق، فإن الاستخدام الواسع للحشيش فى أوساط الشباب، يجعله مشكلة صحية عامة مهمة، ويرتبط الاستخدام المنتظم خلال فترة المراهقة بانخفاض التحصيل فى المدرسة، وزيادة خطر حوادث السيارات، فضلًا عن المشاكل التنفسية المرتبطة بالتدخين».
وقال سيبريانى: «إحدى الحجج المؤيدة للتشريع، تقليل عدد الشباب الذين يستخدمون الحشيش، ولكن هذا لم يحدث، بل زاد عدد الشباب الذين يتعاطونه».
وأوضح إيان هاميلتون، الأستاذ فى الصحة العقلية والإدمان فى جامعة يورك، لصحيفة «ديلى ميل» البريطانية: «من الصعب معرفة كمية الحشيش التى ستحتاج إلى استخدامها قبل أن تتطور إلى مشكلة كبرى وتؤدى إلى الاكتئاب، ما نعرفه أن جرعة ووتيرة استخدام الحشيش تزيد من المخاطر، ويعتبر استخدام الحشيش منتظمًا إذا تجاوز خمسين مرة».
والحشيش الأكثر شيوعًا فى المملكة المتحدة بين المخدرات، حيث إن ٦.٥٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ١٦ و٥٩ سنة يتعاطونه، ما يمثل حوالى ٢.١ مليون شخص.
وفى إنجلترا، تشير التقديرات إلى أن حوالى ٤٪ من المراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين ١١ و١٥ سنة، استخدموا الحشيش خلال الشهر الماضى، وفى الولايات المتحدة، استخدم ٤٤٪ من أولئك الذين تبلغ أعمارهم ١٢ سنة أو أكثر الحشيش فى مرحلة ما من حياتهم.
وقال «هاميلتون»: إنه على الرغم من أن بعض المدارس توفر التثقيف بخطورة الحشيش، إلا أنه غالبًا ما تكون له نتائج غير مرغوبة، موضحًا: «عندما تم التحقيق فى هذا الأمر من قبل الباحثين، ثبت أنه يأتى بنتائج عكسية، حيث إن هذا النوع من التعليم يهدف إلى زيادة اهتمام الطلبة والمراهقين بالحشيش، الذى لم يكن ليحدث إذا لم يتم لفت الانتباه إليه فى جلسات تعليمية». وأكدت الدراسة أن استخدام الحشيش لا يؤدى إلى الاكتئاب فقط، ولكن إلى العديد من الاضطرابات، بما فى ذلك الاضطراب ثنائى القطب، والشيزوفرينيا، والاكتئاب، والقلق، والنظرة السلبية للتفاعلات الاجتماعية. تأتى الدراسة بالتزامن مع نشر تقرير آخر على مجلة «فايس» الأمريكية، تكشف فيه عن أن المخدرات من الهدايا الشعبية فى كوريا الشمالية فى المناسبات الخاصة بأعياد الميلاد، والتخرج، والعطلات، وبالنسبة للكثيرين، فإن احتفالات العام القمرى الجديد فى كوريا الشمالية تعنى فرصة لقضاء بعض الوقت مع العائلة، والانغماس فى الأعياد، وتبادل بعض الهدايا، ولكن الهدايا المفضلة فى كوريا الشمالية هى المخدرات. وأوضح التقرير أنه طالما أن استخدام المخدرات لا يشكل تحديًا للنظام، بل يقلل من إرادة وشعور الشعب الكورى الشمالى، فإن الحكومة تسمح ضمنيًا بتداوله، وفى الوقت نفسه، تنفى حكومة كوريا الشمالية بشدة استخدام مواطنيها المخدرات.