رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد فودة يكتب: "يوم الحب".. عيد اصحاب القلوب النقية

فودة
فودة

يحتفل العالم اليوم بعيد "الفلانتين" تلك المناسبة العزيزة على قلوب كل صاحب قلب ينبض بالحب حيث يطلقون عليه فى بعض الدول عيد الحب وفى دول أخرى يقولون "يوم الفلانتين" .. ومهما اختلفت الاسماء او تعددت الاهداف الا ان المعنى فى جميع الحالات يظل واحد وهو إعلاء شأن الحب والتعلق بحبال الود والغوص فى بحار المشاعر الفياضة.

انها مناسبة قوية لأن نحيي بداخلنا "الحب الحقيقى " .. الحب الذى يبقى ويدوم طويلاً بعد ان تحول وللأسف الشديد الى مجرد لحظات عابرة فى ظل طغيان المادة ولغة المصالح بل تحول الى مجرد كلام اجوف يتناقله البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

ليتنا نعود الى "الحب الحقيقى " الذى كان له مذاق خاص .. الحب الذى كان يحيى القلوب حين يسكنها .. الحب القادر على صنع المعجزات.

قد يرى البعض ان الكلام عن الحب أو الدخول فى منطقة الحب يعد نوع من الرفاهية خاصة فى بعض المجتمعات التى تشهد تحولات جذرية فى كثير من المجالات وذلك تحت دعوى أنه لا مجال للحب من اجل تكريس كل الوقت للعمل والبناء والتنمية ولكنى اختلف تمام الاختلاف مع اصحاب هذا الرأى لأننى على قناعة تامة بأنه لا يمكن بأى حال من الاحوال ان يحيا الانسان بدون الحب والمشاعر والأخاسيس سواء كان هذا الحب موجهاً لأشخاص او حتى إن كان موجهاً بشكل غير مباشر نحو الوطن فالحياة لا تستمر بدون الحب وهذا هو سر تقدم مجتمعات وتأخر أخرى الفارق هنا فى التعامل مع تلك المعانى السامية التى تصب فى نهاية الامر فى منطقة الحب بين الناس.

ولمن لا يعرف قصة الاحتفال بيوم الحب أو عيد الحب أو عيد العشاق أو يوم القديس فالنتين فهو احتفال يشارك فيه كثير من الناس في العالم يوم 14 فبراير حسب الكنيسة الغربية أو فى يوم 6 يوليو حسب الكنيسة الشرقية من كل عام حيث يحتفلون بذكرى القديس فالنتين الذى راح ضحية قناعاته بضرورة مساندة الحب ويعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقة معايدة أو من إهداء الزهور وغيرها لأحبائهم فيصبح مناسبه لأن يعم الحب والسلام بين الناس خاصة بعد أن أصبح هذا اليوم مرتبطًا بمفهوم الحب الرومانسي.

ولكن فى المقابل اذا نظرنا الى هؤلاء الاشخاص أصحاب القلوب السوداء التى أعماها الحقد والغل والكراهية نجدهم ناقمون على كل شئ فى الحياة ونجدهم لا يهنأون بأى شئ بين ايديهم لأنهم فى حقيقة الأمر يفتقدون لشئ أساسى وهو "راحة البال" التى اذا توافرت تهون امامها كل صعوبات الحياة.

ولأننا فى مصر شعب محب للحياة اجدها مناسبة قوية لأن نبادر ونلتف حول قيادتنا السياسية الرشيدة من اجل ان يعبر بالبلد الى بر الامان فى معركة البناء والتنمية التى يخوضها الان خاصة بعد ان قمنا بالفعل بخطوات وخطوات من اجل ارساء دعائم الدولة وتجفيف منابع الارهاب الاسود الذى كان عقبة كبيرة امام تلك النهضة الشاملة التى يشهدها المجتمع فى جميع المجالات وعلى كافة الاصعدة.

ولعلنا نجعل من عيد الحب مناسبة لأن يبادر كل منا ويتخلص من صفات الحقد والغل والكراهية وان نسعى بصدق لأن نعيش اياماً يسودها الحب والتسامح والمشاركة المجتمعية وأن يمد كل منا يده للآخر  متعاونا ومتسامحاً فى مناخ يسوده الوئام .. فلا شئ يستدعى كل تلك الصراعات والخلافات والمشاكل التى نراها تظهر من حين لآخر بيننا وتكون فى كثير من الاوقات مجرد خلافات تافهة ولاتستحق كل هذا التناحر الذى نراه ونلمسه ونعيشه فى كثير من الجوانب شبه الحياتية.

انها دعوة للتسامح يجب ان تسود بيننا الأن ونحن نعيش تلك الاجواء التى يفوح منها عبق الحب ، فالشعب المصرى هو شعب متسامح بطبعة وشعب لا يعرف الكراهية ولا البغضاء حتى فى اوقات الشدائد والمحن وأكرر أنه ينبغى علينا أن نحمد الله سبحانه وتعالى على أننا نعيش مرحلة جديدة  ، مرحلة يمكن أن نطلق عليها مرحلة الانطلاق نحو المزيد من المشروعات التى بلا شك سوف يكون لها عظيم الأثر فى تحقيق نقلة نوعية على المجتمع المصرى ككل.

كما أود أن ألفت الأنظار الى مسألة فى غاية الأهمية وهى أنه فى ظل تلك الاجواء المغلفة بالحب والمشاعر المفعمة بالوطنية نلمس بوضوح نجاح اجهزة الدولة فى افشال المخططات الارهابية التى كانت تستهدف زعزعة الاستقرار ليس هذا وحسب بل واغتيال الروح المعنوية للمواطنين وللدولة على حد سواء وهى استراتيجيات دائما ترتكز عليها خطط تلك الجماعات الارهابية.

وعلى الرغم من كل هذا وذاك فإننى شديد التفاؤل بأن القادم سيكون أفضل إن شاء الله بالنسبة للوطن وللمواطن على حد سواء .. فقط نحن فى حاجة للحب والمشاعر والاحاسيس الصادقة لأنها وبكل تأكيد هى مفتاح كل شئ بل أنها "كلمة السر" للدخول فى بوابة الاستقرار.