رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد يونس نجم راديو "9090": إزاى تبقى مذيع راديو ناجح؟

جريدة الدستور

رحلته بالعمل الإذاعى تمتد لأكثر من ١٧ عامًا، تنقل خلالها بين أكثر من محطة وقدم العديد من البرامج، منها الاجتماعية والأطفال والرعب، ويمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة جعلته مذيع الراديو الأول بمصر.. أحمد يونس نجم راديو "9090" يقدم خبرة عمله الإعلامى وخلاصة تجربته بالاذاعة لكى تصبح مذيع راديو ناجحًا مثله.




لازم تكون حابب شخصية مذيع الراديو. الراديو ده يكون فى دمك، وشغفك، وحلمك، وحياتك، تقوم تنام تحلم بالميكرفون قدامك والملايين قاعدة مستنية هتقول إيه، مارسها على قد ما تقدر، حتى لو قالولك هتشتغلها من غير فلوس وافق بدون تفكير، انسى خالص إنها تبقى وظيفة حتى لو بتمارسها فعلاً كوظيفة، حافظ على كونها تبقى شغفك الذى لا ينتهى.

حاول تشوف النماذج الناجحة فى مجال الإذاعة وتعرف إيه سر نجاحهم وتميزهم واختلافهم، وحلل أسباب وجودهم وانتشارهم وحب الناس ليهم، اسمع الراديو على ما تقدر وكل الإذاعات المختلفة، مش بس هنا فى مصر، بص على الإذاعات العربية والأجنبية لو ثقافتك تسمح، وشوف وصلوا لحد فين، بعد ما تسمع كل ده اوعى تتأثر بمذيع معين مهما كنت بتحبه، لأنك هتبقى نسخة منه ونسخة مشوهة كمان، وهيلبسك عفريتة ومش هتعرف تخلع منه، خليك دايمًا الأصل، لأنك لو التقليد فأنت ولا كأنك عديت من هنا.

مافيش حاجة اسمها مش لاقى حتة أمارس فيها موهبتى كمذيع راديو، ماتستناش إذاعة كبيرة تكلمك وإنت مكسل تاخد أى خطوة ومش عايز تخرج بره أوضتك، جرب اشتغل فى الإذاعات اللى على الإنترنت، حتى لو لسه إذاعة جديدة ولسه بتبتدى، هتبقى أقوى تدريب عملى ليك إنك تقف قدام الميكرفون من غير ما تخاف وتتكلم وتحكى وتتواصل مع الناس دون رهبة.

المذيع مش واحد بيتكلم فى الميكرفون وخلاص، إنت هيسمعك ملايين، يعنى كل كلمة محسوبة عليك، كلمة ممكن تبنى وكلمة غلط ممكن تهد، فمهما كان تخصصك لازم يكون عندك فكرة وثقافة عامة عن كل حاجة، لازم يكون عندك خلفية عن الأساسيات، عن كل حاجة، وفكرة عامة عن اللى بيحصل فى البلد، إنت لو مذيع برنامج مزيكا مثلا وحصل ظرف طارئ وهتتحول لمذيع إخبارى ما ينفعش تقول لا أنا بتاع مزيكا بس.



المذيع يعنى جمهور، افتكر القاعدة دى طول الوقت، وإوعى تنسى إن اللى بيسمعك هو سبب رئيسى فى نجاحك ووجودك، فأحترمه وتواصل معاه وخد بملاحظاته ورأيه وإوعى تتكبر عليه أو تتجاهله، لأن إنت من غيره ولا حاجة.


المذيعين نوعين، مذيع قصة ومذيع مناظر، مذيع المناظر هو المذيع بتاع الشو، اللى فرحان بصوته إنه حلو وبيستعرض بيه ليل ونهار واكتفى إن ربنا إداله صوت حلو من غير ما يطور من نفسه أو يبذل أى مجهود إضافى لتقديم محتوى حلو على قد حلاوة صوته، وده عمره قصير ونفسه مش كبير، ومحدش بيفتكر قال إيه ولا بيسيب أى علامة، وحضوره زى غيابه، والمذيع التانى هو المذيع القصة اللى قرر ما يعتمدش بس على صوته، واللى ممكن كمان ما يكونش أحسن صوت فى الدنيا، بس بيفكر وبيسعى ويجتهد طول الوقت إنه يطور من نفسه ويطلع بره الصندوق ويدور على النجاح وسط كوم قش، والجمهور بيحس بتعبه ومجهوده وبيحبه وبيشوف نفسه فيه وغيابه كل الناس بتحس بيه.


حيادية المذيع نقطة خلافية جدًا، فى مدرستين فى النقطة دى، الأولى بيشوفوها مهنية جدًا عدم إظهار رأيك الخاص للمستمع، والمدرسة التانية بيرفضوا الحياد تمامًا وشايفين إن الحياد لعب على كل الحبال.. الحقيقة إن أنا من رواد المدرسة الأولى، اتعلمت إن رأيى لنفسى والمستمع غير مطالب يسمع رأيى اللى وارد جدًا يكون غلط وألاقينى بوجه المستمع ناحية رأيى، مع احترامى الكامل للمدرسة الثانية.


لو دمك مش خفيف متعارضش إرادة ربنا أرجوك، يعنى دمك مش خفيف وإنت عارف إن دمك مش خفيف والناس قالتلك دمك مش خفيف بلاش استظراف، قدم المحتوى اللى تلاقى نفسك فيه، بلاش تكره الناس فيك عشان محتوى غلط بتقدمه وإنت عندك محتوى تانى ممكن تكون شاطر فيه.



كل الناس عندها مشاكل، واللى جايب الإذاعة مخصوص عشان يسمعك جايبك عشان تنسيه مشاكله، مش عشان تنكد عليه أكتر، الجمهور ليه حق عليك ومالوش ذنب إن عندك مشاكل منكدة عليك، قبل ما تدخل الاستديو تسيب مشاكلك وهمومك بره وتعيش فى عالم تانى مع جمهورك اللى سايب الدنيا عشانك، وإنت مروح أنا كده خلاص مابقتش مذيع بقيت البنى آدم العادى خد بقى مشاكلك معاك تانى.


فاكر النصيحة اللى كانت بتتقال فى طابور المدرسة بتاعة الوصول للقمة صعب ولكن الحفاظ عليها هو الأصعب، دى نصيحتى الأخيرة ليك، الاجتهاد الاجتهاد الاجتهاد، مهما كبرت ونجحت ومهما وصلت لازم تفضل تذاكر وتتعب عشان ده اسمك اللى لازم تكبره وتحافظ عليه.