رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في يومهن العالمي.. عالمات من مصر: تشجيع الأسرة سر النجاح

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في مجال العلوم، الموافق 11 فبراير من كل عام، ولا شك أن مصر تزخر بالكثيرات منهن، في مجالات مختلفة.

"الدستور" التقى مع عالمات مصريات للاحتفاء بهن وتسليط الضوء على بعض مما أسهمن به في الحياة العلمية والاجتماعية.

1- الدكتورة غادة عامر: نحتاج لنبذ "عقدة الخواجة"
"أحلم أن يفهم العلم رجل الشارع البسيط، العلوم".. هكذا تتمنى الدكتورة غادة محمد عامر، التي تعمل حاليًا نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وشغلت من قبل منصب رئيسة قسم الكهرباء بكلية الهندسة -جامعة بنها؛ وتكثف جهودها في تطبيق العلوم على أرض الواقع، أو ما يعرف بـ"تبسيط العلوم"، حيث تعتبر رائدة في الدعوة للتنمية الاجتماعية على المستويين الإقليمي والدولي.

في حديثها لـ«الدستور» أشارت إلى ضرورة خدمة الأبحاث العلمية للجانبين الاقتصادي والاجتماعي، وتحسين معيشة الأشخاص مستقبلًا، وألا تكون مجرد حبرًا على ورق؛ وقالت: "على الرغم من عدم صلة العلوم بشكل مباشر مع قضايا المرأة المعاصرة المتعلقة بالتحرش، الطلاق، التمكين السياسي، إلا أن تشجيع النساء على تأسيس مشروعات علمية قابلة للتطبيق سينعكس بالطبع على ثقتهن بأنفسهن، ورفع كفاءتهن في سوق العمل، وبالتالي القدرة على القيادة والسيطرة على الأزمات المختلفة التي تمر بها".

وعن قصة نجاحها تروي: "قررت التمرد على فكرة أستاذ الجامعة الاعتيادي الذي لا يسعى للتطوير، كانت مغامرة كبيرة حين تركت المنصب الجامعي، حيث كنت المرأة الوحيدة وسط 40 رجل من الباحثين والأساتذة الجامعيين، بعد 3 سنوات من المنصب انضممت للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، رغبة في عمل تغيير نوعي للمجتمع، وبالفعل بعد مجهودات تم تكريمي من أكثر من جهة".

وتروي غادة عامر عن دعم أسرتها "كانوا يشجعونني على العمل وتحقيق الذات، فقد رفعوا شعار تنمية العقل أهم من المظهر الخارجي؛ ومن هنا أحب أنوه على ضرورة تشجيع الفتيات على الاهتمام بتنمية شخصيتهن، ودعم طموحاتهن وعدم اقتصارها على عريس أو فتى أحلام".

وشغلت غادة عدة مناصب مهمة، حيث عملت كمدير عام لمركز الأوقاف العالمي في أوكلاند بنيوزيلندا، والذي يعمل على تطوير نماذج تكنولوجية لتحقيق التنمية المستدامة في البلدان العربية، وهي أيضا الرئيس التنفيذي ومؤسس AccuTraining، للبحث والتدريب.

2- الدكتورة فرحة الشناوي.. "ضابط عظيم" في مجال الطب
لم يمنعها عملها السابق بجامعة المنصورة في المدينة البسيطة من أن تكون واحدة ضمن العالمات المصريات ذات الصيت العالمي، حيث جعلت مركز الجامعة في صفوف المراكز البحثية الثقافية الأعرق على مستوى العالم؛ وتكليلًا لجهودها حصلت الدكتورة فرحة عبد العزيز الشناوي، مدير مركز أبحاث الخلايا الجذعية والحبل السري ونائب رئيس جامعة المنصورة الأسبق، على وسام الاستحقاق الفرنسي بدرجة ضابط "Officer"، بناء على قرار صادر من رئيس الجمهورية الفرنسية، عام 2017.

تحدثت فرحة لـ«الدستور» عن مشوارها العلمي، قائلة "كنت أول امرأة عميدة لكلية الطب عام 2005، ومع ذلك لم تتقلد هذا المنصب سيدة حتى الآن".

أما عن تفاصيل حصولها على جائزة "ضابط عظيم"، فتقول إنها من الحكومة الفرنسية وتعد من أهم الجوائز العالمية، وحصلت عليها لثلاثة أسباب فى مجال الطب وإنشاء بنك للخلايا الجذعية، وفى مجال الفرانكفونية لتطوير المركز الثقافي الفرنسى بالمنصورة الذي أسسته وأصبح مركزا عالميًا، وكذلك في مجال المرأة وتمكينها".

وفيما يخص حياتها الأسرية تقول: "زوجي الراحل دكتور محسن الشربيني كان مديرا لمستشفى الطلبة توفى عام 1998، كان دائم التشجيع لي، وكنا نتشارك سويًا في كل شيء وكل مهام المنزل كانت لا تمثل لنا عائق طالما اتفقنا على التوازن بينها وبين عملنا".

3- الدكتورة سامية التمتامي.. مكتشفة 40 مرضًا وراثيًا مسجلًا باسمها
إذا كنت شغوفًا بالبحث في مجال الأمراض الوراثية، سيقابلك بالقطع اسم الدكتورة سامية التمتامي، رائدة علم الوراثة في مصر، ورئيس مركز التميز للوراثة البشرية بالمركز القومي للبحوث، حيث سجلت ما يقرب من 50 مرضًا وراثيًا نادرًا باسمها في المراجع العالمية منها متلازمة التمتامي، لذا استحقت عن جدارة أن يتم اختيارها ضمن أكثر من 50 سيدة مؤثرة لعام 2017.

خزانة الدكتورة سامية ممتلئة بالجوائز العالمية والمحلية منها، جائزة مؤسسة هوجو للجينوم البشري لقارة افريقيا والتي حصلت عليها عام 2017 وكذلك وسام الجمهورية للعلوم والفنون والذي حصلت عليه عام 2013.

وللحياة الأسرية والزوجية قيمة كبيرة لديها، فهي تتذكر زاوجها من رفيق رحلتها وشريك عمرها الذي كان يعينها ويدعمها، وتحكي" تزوجت عام 1961 من زميلي وقتها مصطفى، وسافرنا سويًا للدراسة بالولايات المتحدة الأمريكية، وهناك ناقشت رسالة الدكتوراة التي أصدرتها في علم الوراثة.

4- الدكتورة شيماء أبو زيد.. أول مصرية تحصل على الدكتوراة في تخصص فيزياء الجسيمات النووية
الدكتورة شيماء عبدالواحد أبوزيد، أول مصرية مناوبة فى مركز «سيرن» للأبحاث فى جنيف، وحصلت على الدكتوراه فى مجال فيزياء الجسيمات النووية.

كما أنها نجحت فى الاشتراك مع آلاف من العلماء والباحثين، فى الأبحاث الخطيرة التى يجريها ذلك المركز، وتعمل حاليًا عضوة فى المركز الأوروبى للأبحاث النووية «CERN»، الذى يعمل به الآلاف من العلماء والباحثين من مختلف الجنسيات.

تروي لـ"الدستور": "واحدة من ضمن المعوقات التي واجهتها أننا كإناث غير مسموح لنا بأن نكون مناوبات فى المفاعل النووي الصغير الموجود فى أنشاص، وقيل لي من رئيس قطاع البعثات عام 2013 بالحرف «إن البنات صعب أن يعملن فى المجال النووى»، وحين كنت مناوبة لأول يوم فى «CERN»، صورت نفسي، وأرسلت الصورة له، لأؤكد له أن الفتيات يمكنهن النجاح فى أى مهنة، فمهنة المناوب تعنى التواجد فى شيفت مسائي".

5- الدكتورة آمال البشلاوي: تطبيق الفحص الجاد للمتزوجين قبل الزواج يتفادي "أنيميا البحر المتوسط":
أستاذ أمراض الأطفال في مستشفى قصر العيني، حاصلة على جائزة المرأة التقديرية في العلوم، وأجرت أكثر من 80 بحثا منشورا في الدوريات العلمية، بخلاف مجهوداتها في مستشفى القصر العيني، وجهودها في منع انتشار أنيميا البحر المتوسط، وعملت خطة لمنع انتشار هذا المرض من خلال فحس الجنين قبل ولادته، ومؤسسة الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط، وحصلت على أكثر من جائزة - التفوق وجامعة القاهرة التقديرية - الدولية العالمية لمحمد بن خليفة 2015

ترى آمال أن هناك دعما للمصريين فى المجال العلمي في السنوات الأخيرة من خلال الأساتذة المقيمين بالإشراف على الأبحاث بحيث لا ينتقى إلا العمل الجيد.

تقول لـ"الدستور" عن رحلة نجاحها، التفوق الفردي مهم، ومع ذلك للدولة أيضًا دور مهم بالنسبة للعلماء لا يمكن إغفاله، وذلك من خلال استضافة علماء من الخارج والتشبيك مع العلوم المختلفة وتطوير الجهود لدعم الأبحاث العلمية.

وفيما يتعلق بأسباب انتشار الأنيميا فى مصر، تشير إلى انها إما وراثية أو مكتسبة بسبب سوء التغذية ونقص الحديد، حيث يعاني 33% من الأطفال المصريين من أنيميا البحر المتوسط، ولاتزال الدولة غير منتبهة لهذا المرض.

وتنصح البشلاوي المقبلين على الزواج بالفحص الجاد لأنفسهم، تقول: نسبة المرض ستقل إذا اهتيمنا بالفحوصات الجادة قبل الزواج، وقد أرسلت لوزيرة الصحة خطابًا بضرورة الكشف المبكر أيضًا على التلاميذ في المدارس، وعمل دوريات متابعة للأطفال في التجمعات الدراسية، أما عن الحياة الشخصية تعتبر أن السر وراء النجاح هو تكاتف الأسرة، وتفهم زوجها للعمل، لاسيما وأنه يعمل في نفس المجال الطبي.

وفي الوقت الحاضر، تمثل النساء أقل من 30% من الباحثين في جميع أنحاء العالم، ووفقا لبيانات يونسكو (2014 - 2016)، فإن 30% من جميع الطالبات يخترن مجالات ذات صلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي.