رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وثيقة الأخوة الإنسانية


عقد الأسبوع الماضى بدولة الإمارات، مؤتمر تاريخى عالمى للأخوة الإنسانية، وهذا المؤتمر وجه رسائل قوية للعالم كله تساعد فى تعليم الناس أهمية التعايش وقبول ثقافة الآخر وتحقيق الأخوة الإنسانية، وتعزيز التكافل والتضامن بين البشر لمواجهة العنف والتطرف.
لكم يحتاج العالم العربى لمثل هذه اللقاءات التى تعبر عن وحدة الشعوب فى إطار المحبة والتعارف والوحدة الإنسانية. فنحن نعيش على أرض واحدة كما تعبر مثل هذه اللقاءات عن تقارب الشعوب ووحدتها فى المحبة والسلام الذى ينشده العالم الآن فى ظل صراعات إقليمية ودولية ومحلية.
وتعد وثيقة الأخوة الإنسانية التى صدرت من أبوظبى بتوقيع من قداسة البابا فرنسيس بابا السلام، ومن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بمثابة دستور عالمى يرسم للبشرية صورة التعايش الأخوى بسلام واحترام بين الأفراد والشعوب والجماعات والأمم، وهذه الوثيقة التاريخية، دعوة لكل الدول والقيادات فى العالم لنبذ الصراعات والعمل بقيم الحرية والمحبة والسلام، وبهذه التعاليم الموجودة فى الوثيقة، يتجنب العالم شرور الحروب ومآسيها ويعمل على مساعدة الفقراء وإزالة الهوة بينهم وبين الأغنياء، وبذلك يضمن العالم استمرار التقدم والازدهار فى أمن وأمان.
إن وثيقـة الأخوة الإنسانية، خطوة مفصلية فى مسيرة الحوار الدينى الإسلامى المسيحى وهى بمثابة نقطة انطلاق جديدة تاريخية، ستذكرها الأجيال القادمة من أجل السلام العالمى والعيش المشترك. وهذه الوثيقة تنبع من أن الإيمان يدفع أن نرى فى الآخر أخًا. إنها وثيقة تاريخية تؤكد على أخوة جميع البشر لبعضهم البعض دون تفرقة لا على أساس دين أو جنس أو عرق، وتهتم بالإنسان سواء كان رجلًا أو امرأة أو كان طفلًا أو مسنًا وهى تدين كل أعمال العنف والإرهاب. وهى تؤكد على حرية الاعتقاد والضمير الشخصى وحرية بناء دور العبادة. وهى أيضًا وثيقة تصالح بين الغرب والشرق. إن الوثيقة تمثل طوق النجاة للعالم أجمع، وميثاقًا عالميًّا للتسامح والتعايش والسلام، ولوقف ما يشهده العالم من حروب وصراعات وانحدار ثقافى وأخلاقى، والسعى فى نشر قيم السلام والعدل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك. وهذه الوثيقة تحتاج لنشر مضمونها وتعميق مبادئها فى نفوس الأطفال والكبار وعلى مؤسسات المجتمع المدنى أن تهتم بنشر المبادئ السامية التى تتضمنها هذه الوثيقة، لأنها دعوة للحب والسلام فى كل بقاع العالم.
ولا بد من إشاعة أجواء ومناخات هذه الوثيقة على أوسع نطاق ممكن، لأنها إعلان مشترك عن نوايا صالحة وصادقة، من أجل دعوة كل من يحملون فى قلوبهم إيمانًا بالله وإيمانًا بالأخوة الإنسانية، أن يتوحدوا ويعملوا معًا من أجل أن تصبح هذه الوثيقة دليلًا للأجيال القادمة، يأخذهم إلى ثقافة الاحترام المتبادل، فى جو من إدراك النعمة الإلهية الكبرى التى جعلت من البشر جميعًا إخوة لبعضهم البعض.