رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"شيوخ الجهل".. من فرج فودة ومحفوظ لمارمينا قال القتلة: "لم نقرأ"

جريدة الدستور

استمارات تجنيد داعش تظهر أن 70% من مقاتلي التنظيم يكادون لا يعرفون شيئًا عن الإسلام، وهي نتيجة توصل إليها المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب مؤخرا، والتي تشير بأصابع الاتهام إلى ثنائية الجهل والتطرف، وهي الثنائية التي طفت على السطح منذ مايقرب من ربع قرن، ومازالت تتسيد المشهد في مصر والوطن العربي ككل.

ثلاث شهادات لثلاثة إرهابيين منذ عام (1992- 2017) أجمعوا فيها علي رأي واحد عندما سُئلوا عن سبب قتلهم وتعديهم على أهل الفكر والكتابة في مصر بداية من قتل الدكتور والمفكر فرج فودة عام 1992 وحتى الاعتداء الإرهابي على كنيسة مارمينا العجايبى والبابا كيرلس السادس بحلوان عام 2017؛ فكانت إجابتهم هي «لم نقرأ» سواء أعمال المعتدى عليهم، أو ممارستهم فعل القراءة بشكل عام، وأن «شيوخ الإرهاب» مرجعيتهم فقط في أمر الاعتداء.

• قاتل فرج فودة 1992
- «بأى من كتبه الدليل على كفره؟» كان سؤالا موجها من قبل قاضي محاكمة الإرهابي أبو العلا عبد ربه قاتل الدكتور والمفكر فرج فودة، فما كان منه إلا أن أجاب: «أنا لم أقرأ أيًا من كتبه! فاستفسر القاضى: كيف؟ فأجاب: لأننى لا أقرأ ولا أكتب من الأساس، ومكث أبو العلا في السجن حتى خرج بعفو في 2012.

وكشفت بعد ذلك عناصر تابعة لتنظيمات متطرفة مصرية، مصرع أبوالعلا عبدربه العضو المصري بداعش وقاتل المفكر المصري الراحل فرج فودة في غارة جوية بسوريا، وذلك في 22 مارس 2017.

وأكدوا أن عبد ربه كان يقاتل في صفوف تنظيمات مسلحة تابعة لداعش ولكنه انضم مؤخرا لجبهة "أحرار الشام" ولقي مصرعه منذ ساعات قليلة في غارة جوية لطيران النظام السوري.

• المعتدي على نجيب محفوظ 1995
- سأل القاضى المجرم المعتدي على أديب نوبل العملاق نجيب محفوظ: «لماذا طعنت الرجل برقبته؟»، فأجاب: لأنه كافر مرتد عن الدين الإسلامى، فباغته القاضى بسؤال: وكيف عرفت ذلك؟ فأجاب بثقة: من خلال رواية «أولاد حارتنا»، فقال القاضى: هل قرأتها بالفعل؟ فأجاب: لا لم أقرأها ولكنهم قالوا لي!

الواقعة حدثت في صباح 14 أكتوبر عام 1995.

يذكر أن، خمسة عشر شخصا قدموا للمحاكمة وتراوحت الأحكام الصادرة ضدهم ما بين الإعدام والمؤبد والسجن من خمسة عشر عاما إلى ثلاثة أعوام، اثنان فقط من كل المحكومين في هذه القضية هما من بقيا في السجن حتى الآن وهما: عمرو محمد إبراهيم وحسين علي بكر.

• 2017.. منفذ الهجوم الإرهابي علي كنيسة مار مينا العجايبي
- «أنا مقرأتش أى كتب، لأن تعليمي على قدي، ومعلوماتي فى الدين كنت باخدها من وليد، ومن قبله واحد اسمه مجدى قبل ما يسافر سوريا، وماعرفش بالضبط وليد قرأ إيه فى الدين ولا مصادره إيه»، بهذه الكلمات أدلى المتهم إبراهيم إسماعيل باعترافات تفصيلية، خلال التحقيقات، أمام نيابة أمن الدولة العليا؛ فيما عرف بـ"أوراق القضية 109" جنايات أمن الدولة العليا لسنة 2018، بخصوص الهجوم على كنيسة مارمينا العجايبي والبابا كيرلس السادس بحلوان في ديسمبر 2017، وهي الشهادة الثالثة لأحد الإرهابيين التي أكد فيها على أن عدم القراءة والجهل هي المرجعية المشتركة لأعداء الحياة.