شعوب الناى

ناى يعزفنى
أنامل ثقيلة كخطيئة
وأنا منتشية بمولد لحنى
يعزفنى
قبل أن يرحل الليل
ويتركنى بلا مأوى
بلا خاتمة
تهرب من الثقوب المصطفة
على سطح الأعوام
يعزفنى
وأسرق نجمة
من عين الليل
وأستلقى وسط حقول
ارتدت ثوبها الأخضر مسرعة
كى نتأخر على الوقت المناسب
فى الساعة الأخيرة
من عيد الميلاد
حتى نرى يسوعًا
ينزل علينا فطيرة محلاة
من الرب
فيخلق طيرًا يحط
عند الأطفال والفقراء والمجانين
ويعود الأعمى بَصِيرًا
يرى الأحلام
وإن لم يكن بوسعه
أن ينام
فيستيقظ فجرًا
التحف بأجنحة الملائكة
وطبق توجيهات السماء
فيعزف ناى
قبل أن تصحو الحروب والثورات
وتكتب الأخبار السيئة
فى صحف سقط منها الغد
وتملأ كئوس الدمع
بضجيج طفلة فقدت
لعبتها تحت أقدام العفريت
ويحكم القضاة بعدلهم
لا عدل الله
قبل أن تغرق سفن
لم تبحر نحو وطن
وتعلق أسماء الذاهبين
الذين سيصلبون
على أعمدة الرمل
وتطحن أشلاؤهم
بين أَسْنَان اللصوص
واللصوص لديهم المفاتيح
والأبواب.. وألواح الخشب
ولا يزال الناى يعزف
فليخرس جميع المطاردين
والضائعين
والمنتظرين
حتى ينزّ منهم لحن بؤسهم
وترفع عن أجسادهم
تلك اللعنة
ويعود لها
صلصالها المسروق..