رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد البطش: مفتاح المصالحة عند مصر فقط.. والرئيس السيسى وجّه باستمرار فتح معبر رفح

خالد البطش يتحدث
خالد البطش يتحدث للدستور

القاهرة تعالج 70% من جرحى مسيرات العودة داخل مستشفياتها

عندما يبدأ الاحتلال بشن هجوم على غزة لا نرفع سماعة هواتفنا إلا على مصر

إنهاء الانقسام فى يد أبومازن والدعم القطرى للقطاع «استدعاء أمريكى»

نأمل فى نجاح جهود القاهرة لجمع الفصائل الفلسطينية


اتهم عضو المكتب السياسى لحركة الجهاد الإسلامى، خالد البطش، فلسطينيين بتعطيل المصالحة الوطنية، مشيرًا إلى أن الحل النهائى فى يد الرئيس محمود عباس «أبومازن»، ولن يتحقق إلّا فى ظل رعاية القاهرة التى لا بديل عنها. وشدد «البطش»، فى حواره مع «الدستور»، خلال زيارته إلى القاهرة، على دور مصر المساند لقطاع غزة، وسعى القيادة المصرية لإنهاء الانقسام الفلسطينى وتوحيد الصف، واصفًا الدعم القطرى للقطاع بـ«استدعاء أمريكى حتى لا تتفاقم المسيرات السلمية». وكشف «البطش» عن ٣ محاور جرى التأكيد عليها مع «حماس»، خلال الاجتماعات الأخيرة التى جمعت الأمين العام للحركة، زياد نخالة، ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية، على رأسها ضرورة استعادة الوحدة الوطنية.

■ ما أهم الملفات التى نوقشت فى الزيارة الحالية؟
- بداية، الزيارة الحالية إلى مصر كانت بدعوة من القاهرة بهدف إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام ومواجهة الأزمات التى تعصف بالقضية الفلسطينية، لحرص مصر على أن تبقى دائمًا راعية للقضية الفلسطينية والشعب فى غزة، والبحث عن مخارج لكسر الحصار.
ويعد ملف «كسر الحصار» الأهم فى هذه المرحلة، بالإضافة إلى «المصالحة»، الملف الأساسى الذى جئنا من أجله القاهرة، وكيفية استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بين حركتى فتح وحماس، لاسيما أن لدينا أوراق قوة على إسرائيل وهى مسيرات العودة على الحدود والمقاومة المسلحة، بالتالى فهما يجبران الاحتلال على البحث عن حلول للخروج من الأزمات الحالية. والقاهرة أبدت حرصها على إنهاء الانقسام أولًا، وتشاركنا معًا فى بعض الرؤى خلال الاجتماعات، ونأمل فى أن تنجح المساعى المصرية لجمع كل الأطراف الفلسطينية فى حوار قريبًا، والمصريون هم شركاء لنا وحريصون على إنهاء الانقسام ورفع الحصار وإيجاد صيغة تسهل تنفيذ الملفات.
■ ماذا عن اللقاء الذى تم بين «حماس» و«الجهاد» بحضور «هنية» و«نخالة» للمرة الأولى فى القاهرة؟
- نحن حركتا مقاومة ذات رؤى مشتركة، وطريقة العمل متشابهة، ومن المهم أن تكون العلاقات بيننا قوية فى الميدان، وواضحة فى الرؤية، حتى لا يحدث أى إرباك فى الميدان، خاصة أن لدينا عشرات الآلاف من العناصر على الأرض.
و«الجهاد الإسلامى» بقيادة «نخالة»، وكذلك «حماس» بقيادة «هنية»، اجتمعا، وأكدا على ٣ محاور، هى: تعزيز العلاقات الثنائية، واستمرار مسيرات العودة، وضرورة استعادة الوحدة الوطنية.
وأجمعنا على أن المصالحة تقتضى تطبيق اتفاقية القاهرة ٢٠١١، من خلال حكومة وحدة وطنية وليست حكومة فصائل، وتتولى هذه الحكومة مهام إجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية، وصولًا لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، عندها نكون دخلنا مربع الشراكة الحقيقية وإنهاء الانقسام.
وطلبنا من القاهرة أن تبادر بدعوة القوى الوطنية الفلسطينية، وسيكون العنوان القادم هو «الوحدة والشراكة ومواجهة العدو الإسرائيلى»، وهناك جهود مصرية تبذل الآن فى هذا الشأن، نأمل أن تنجح فى إنهاء الانقسام وتحقيق مبدأ الشراكة الوطنية.
■ نُشرت مؤخرًا تصريحات منسوبة لـ«نخالة» قال فيها إن مصر لا تدعم المقاومة.. ما تفسيرك لهذه التصريحات؟
- بالتأكيد لا توجد أى خلافات، فنحن فى القاهرة بدعوة مصرية، وهناك مجموعة من الصحفيين المأجورين روجوا للأمر بشكل مغاير للحقيقة، للوقيعة بين مصر و«الجهاد الإسلامى».
وأؤكد مجددًا عمق العلاقة بين القاهرة و«الجهاد»، ونحن على مدار سنوات الربيع العربى تحديدًا كانت علاقتنا قوية وراجحة وموزونة مع مصر، ونشكرها على رعايتها لكل جهد من أجل المصالحة وكسر الحصار والتخفيف عن أبنائنا وفتح معبر رفح، كذلك مساعيها لحماية أبناء شعبنا فى الأزمات.
أريد أن أقول إنه عندما يبدأ الاحتلال الإسرائيلى بشن هجوم على غزة «فنحن لا نرفع سماعة هواتفنا ونتواصل مع أى طرف آخر سوى مصر فى المطلق، وهو دليل ثقة فى دورها الكبير».
■ هل كانت هناك مطالب محددة خلال الاجتماعات الأخيرة فى القاهرة؟ وهل يتوافق موقف «الجهاد» مع «حماس» فى ملف المصالحة؟
- طلبنا، وكذلك «حماس»، من مصر أن تكثف اتصالاتها بحركة فتح، لكى تأتى إلى القاهرة من أجل إتمام المصالحة الوطنية، ونحن مقتنعون بأنها أساس حل الأزمات الداخلية الفلسطينية.
ورغم كل إجراءات السلطة تجاه غزة بقطع الرواتب، والإجراءات العقابية، فإنه لا بديل عن الوحدة الوطنية، ونحن معنيون بـ«فتح»، كما نحن معنيون بـ«حماس» وكل القوى، فلا يمكن هزيمة إسرائيل فى ظل الانقسام.
ولا يوجد تباين فى موقفنا مع «حماس»، لكن اتفقنا على ضرورة وجود حوار وطنى موجه ضد إسرائيل، وتجاوز الخلافات الداخلية والتراشق الإعلامى مع «فتح»، وهناك حرص على الوحدة والشراكة بيننا.
■ ما حقيقة وقف مصر جهودها بشأن المصالحة خلال الأيام الماضية؟
- مصر لم توقف جهودها بشأن المصالحة، وفعلت كل ما بوسعها، وحتى نكون أمناء، فأى فشل فى إتمام هذا الملف سيكون بسبب الفلسطينيين أنفسهم، فالقاهرة لن تجبر طرفًا ما على تنفيذ بنود الاتفاقيات.
الفلسطينيون هم من يعطلون الأمر، ويجب أن تتوافر الإرادة الفلسطينية من أجل إتمام المصالحة، فإذا توافرت يمكن أن تتم المصالحة بجلسة واحدة. واقترحنا كثيرًا على مصر دعوة الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، إلى لقاء مع رؤساء الفصائل بالقاهرة، وهى تعمل عليها فى الوقت الحالى، ليقرر الجميع إنهاء الانقسام وتطبيق اتفاقية ٢٠١١، فتنفيذ المصالحة بأيدى الفلسطينيين وتعطيلها أيضًا بأيديهم.
■ مَنْ تحديدًا تقصد بـ«الفلسطينيين»؟
- لا أريد أن أضع «العقدة فى المنشار» مع أحد كما يقال، لكن أقولها بشكل آخر، فالحل بأيدى الرئيس عباس، وإن دعا «أبومازن» غدًا إلى اجتماع فى القاهرة، ستلبى جميع القوى هذه الدعوة.
■ ماذا عن الموقف المصرى من دعم غزة؟
- القاهرة موقفها إيجابى دائمًا، ولا تعيق أى دعم للفلسطينيين فى غزة، خاصةً أن ملفنا ذو إجماع عربى إسلامى. وهناك سعى مصرى للبحث عن المتبرعين والداعمين للبدء بمشروعات إنعاش القطاع.
■ هل هناك دور مصرى تجاه جرحى مسيرات العودة؟
- بالتأكيد.. مصر تعالج نحو ٦٠٪ أو ٧٠٪ من جرحى المسيرات داخل مستشفياتها، كما أنها تسهل دخولهم عبر المعبر، وفى بعض الأحيان تسهل تحويلهم إلى دول أخرى إذا اقتضى الأمر.
■ هل أعلنت السلطة مسبقًا عن انسحابها من معبر رفح؟
- تفاجأنا بانسحاب السلطة من المعابر فى غزة، والقاهرة أصرت مسبقًا على إعادة عناصر السلطة إلى المعبر فى نوفمبر ٢٠١٧، لكن عندما سحبت السلطة، نفسها، موظفيها، فماذا ستفعل القاهرة؟ وما ذنب الفلسطينيين الموجودين فى غزة؟، وبالفعل مارست مصر ضغوطًا لعودة عناصر السلطة إلى المعابر مرة أخرى. وإعادة فتح معبر رفح من قبل مصر، فى كلا الاتجاهين مؤخرًا، جاءت لإدراكها المعاناة التى يعيشها الفلسطينيون فى غزة.
والقيادات المصرية أبلغتنا بأنه بناء على تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، فلن يغلق معبر رفح على الإطلاق خلال الفترة المقبلة، خاصةً أنه المنفذ الوحيد لأهالى غزة.
■ رأت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن شنّ حرب على غزة حاليًا وفى ظل تدهور الأوضاع الصحية بالقطاع يزيد من مأساة الفلسطينيين ويحرج إسرائيل دوليًا.. هل تسعى تل أبيب إلى المراوغة لشن عملية عسكرية تفاجئ المقاومة؟
- نحن نتوقع فى كل يوم عدوانًا ضد الفلسطينيين فى غزة، وبالتالى فنحن دائمًا نعمل، كما يقولون، بمبدأ «خلّى السلاح صاحى»، والتقارير الإسرائيلية تشمل شقين، الأول هو الضغط النفسى على الفلسطينيين لإيقاف مسيرات العودة، وإظهار أن زيادة الجرحى والشهداء ستزيد من تردى الأوضاع الصحية، وأن يقول الفلسطينيون «لماذا نقاتل إسرائيل والأوضاع تزداد سوءًا، خلاص نروح نقعد فى بيوتنا؟». والشق الآخر هو أن الاحتلال يخشى أن يؤدى انهيار الأوضاع فى غزة إلى انفجار أوسع فى مسيرات العودة، يؤدى إلى اجتياز الفلسطينيين السياج الأمنى الفاصل، وهو ما يمثل مشكلة كبرى عند الإسرائيليين. وتل أبيب تحاول ألا تتمدد المسيرات، وتعمل على «تنفيسها»، وعدم تقدمها وإيجاد حلول لمشكلة المرضى والتعليم. لذلك استدعى الأمريكان الدور القطرى لتمويل المشاريع فى غزة، فكان اتفاق بين واشنطن والدوحة من أجل توفير الدعم للكهرباء وخلق فرص عمل، لكنها حلول جزئية لا نسعى إليها، تعد تسكين آلام فقط، بينما نحن نسعى إلى كسر الحصار والتصدى لصفقة القرن.
■ هل تسعى «الجهاد الإسلامى» للتصعيد؟
- عندما تطلق إسرائيل النار على الفلسطينيين العزل والمتظاهرين السلميين على حدود غزة فالمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدى، لكن إذا أوقف الاحتلال إطلاق النار وترك المتظاهرين وشأنهم ليعبروا بسلمية عن رفض الحصار، فإننا سنعطى الأولوية لمسيرات العودة السلمية، وندعم هذه الأولوية، ونحن من يرعاها.
ونحن نريد أن نخرج للعالم بعنوانين «مقاومة شعبية سلمية» و«مقاومة مسلحة»، وفى هذه المرحلة رأينا أن تكون الأولوية للمقاومة الشعبية السلمية ونريدها أن تظل كهذا، ونريدها أن تكشف الوجه القبيح للاحتلال وأنصاره من دول الغرب.
وأبلغنا القاهرة بوضوح بأنه إذا توقفت إسرائيل عن إطلاق النار تجاه المتظاهرين فإننا سنحافظ على المسيرات بشكلها الراهن، ولكن إن توغلت ضدهم، فنحن سندافع عن شعبنا، وهذه هى المعادلة الراهنة.
والقاهرة بذلت جهودًا ضخمة معنا، وستبذل جهودًا مع المجتمع الدولى للضغط على تل أبيب من أجل وقف إطلاق النار على المتظاهرين، وإذا توقفت ستصبح الفرصة مهيئة لمظاهرات سلمية شعبية، وبالتالى لن يكون هناك شهداء.
■ فى ظل التقارير التى تحدثت عن خلافات مع «حماس» بشأن تفاهمات التهدئة.. هل توجد مواقف متباينة بين الحركتين؟
- أولًا نرفض كل محاولات الوقيعة بين «الجهاد الإسلامى» و«حماس» فى غزة، وهى وقيعة إسرائيلية، والبعض يريد أن نكون فى صراع معها، خاصةً أننا طرفا المقاومة الأكبر فى القطاع، والأكثر قدرة وتسليحًا، وليس ذلك انتقاصًا من الفصائل الأخرى، لكن هذا الواقع اليوم. ومن غير المنطقى أن تكون هناك خلافات مع «حماس»، فهى حريصة مثلنا على مصالح الشعب الفلسطينى، ولدينا رؤية معتمدة لكيفية حماية مسيرات العودة، والرد على الاحتلال بتنسيق مشترك، وتفاهم ثنائى معها، وكذلك مع كل أطراف المقاومة. وقيادات الحركتين متفقة تمامًا على جميع خطوات العمل سواء فى غزة أو القضية الفلسطينية.
■ هل هناك اتصالات من قِبل حركة فتح بشأن الحكومة الفصائلية التى تنوى تشكيلها؟
- الاتصالات مع «فتح» فى الشأن الوطنى مفتوحة، لكن اتصالات بشأن حكومة الفصائل لم تتم على الإطلاق، ولم تعرض علينا المشاركة، وإن عرضت فلن نشارك.
وخيارنا هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، وكما أشرت لن نشارك فى الحكومة، كقرار قيادى داخل الحركة، ودورنا مساند للوحدة فقط، ولا نريد أى مناصب. والمرحلة الحالية مرحلة تحرر وطنى والأولوية للمقاومة، وكيفية صد العدوان الإسرائيلى.
■ فى حال شرعت السلطة فى تشكيل حكومة فصائلية.. هل يمكن أن تعود غزة إلى وجود لجنة إدارية كما فى السابق؟
- نتوقع كل شىء. فعندما يتخذ طرف قرارًا خطأ يجب ألا يطالب الآخرين بأن يكونوا ملائكة ويظلوا على صواب من طرف واحد. ويجب إدراك أن إسرائيل عندما ترى حكومتين إحداهما فى الضفة والأخرى فى غزة، فستبحث عمن يمول الطرفين لتكريس الانفصال لعشرات السنين، وهى أمنية تل أبيب الكبرى بأن ترانا منقسمين.
■ هل هناك سعى لإشعال المقاومة فى الضفة الغربية؟
- نحن نسعى بكل قوة إلى نقل تجربة مسيرات العودة إلى الضفة، لأنها إذا انتقلت ستكون المواجهة مع إسرائيل أوسع، وأقل تكلفة، وأكثر إحراجًا لتل أبيب، ولا خيار لنا فى الضفة إلا تصعيد وتعزيز خيار المقاومة، لأن معركتنا الحقيقية هناك.
■ هل تحدثتم عن «صفقة القرن» مع القاهرة خاصة أن هناك تقارير تشير إلى قرب موعد طرحها؟
- مصر أكدت لنا دائمًا رفضها الصفقة، وعدم سماحها بتمريرها، خاصة أنها تكرس الانقسام، وإقامة دولة فى الضفة، ودويلة فى غزة، وجعل العالم العربى يقبل بالوجود الإسرائيلى وليس على أنه عدو، كذلك تصفية القضية الفلسطينية، وتقسيم العالم العربى.
ماذا تتوقع خلال حوارات الفصائل فى موسكو؟
- الدعوة الموجهة لنا من موسكو هى من قِبل المعهد الاشتراكى الروسى التابع للخارجية هناك، وروسيا تريد أن تقول للعالم إنها متابعة للقضية الفلسطينية، لكن الحوار ضمن مستوى «ورشة عمل».
ونحن مقتنعون بأن المصالحة عند مصر فقط، وليس روسيا، ونقول بوضوح إن من يستطيع رعاية المصالحة وإنجازها هى القاهرة فقط. وسنشارك فى الورشة بهدف إبداء رؤيتنا فى المشروع الوطنى وإتمامه، ولن تكون موسكو بديلًا عن القاهرة فى شىء.