رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيام الرعب.. دفعة ترحيل جديدة لشباب «الإرهابية» من تركيا

جريدة الدستور

كشف ترحيل الإرهابى محمد عبدالحفيظ، المحكوم عليه بالإعدام فى قضية اغتيال النائب العام، من تركيا إلى مصر، الستار عن طبيعة السياسة المنحرفة التى تنتهجها جماعة الإخوان الإرهابية، والآليات الخبيثة التى تتبعها تجاه أعضائها الهاربين فى تركيا، بعد اعتراف أحد قياداتها بأنه أبلغ الأمن التركى بانتماء الإرهابى لـ«حركة حسم»، كما كشف الصراع الذى نشب داخلها عن أن الشباب مجرد أدوات يستخدمها التنظيم لتصفية الحسابات.
الأول.. أبوالنجا شارك فى مظاهرات تأييد «المعزول»

قالت مصادر مطلعة على نشاطات الجماعة إن هناك إخوانيين آخرين مهددين بالترحيل من تركيا على غرار «عبدالحفيظ»، الأول يدعى «عبدالله إبراهيم أبوالنجا»، من محافظة بورسعيد، ووصل إلى مطار أتاتورك منذ عامين، لكنه فشل فى دخول تركيا، لعدم امتلاكه «فيزا»، فيما يظل محتجزا بأحد السجون التركية حتى الآن.
وذكرت المصادر أن قادة الإخوان فى تركيا رفضوا مساعدة «أبوالنجا» أو التدخل للإفراج عنه، بدعوى أنه ليس عضوًا رسميًا فى التنظيم، على الرغم من تأييده المعزول محمد مرسى، واشتراكه فى التظاهرات الداعمة له فى مصر، قبل سفره إلى تركيا.
وأوضحت المصادر أن هناك محاولات تمت مؤخرا من بعض شباب الإخوان للإفراج عن «أبوالنجا»، من خلال التواصل مع منظمات حقوقية دولية، مثل «العفو الدولية» لإجبار النظام التركى على إخلاء سبيله والسماح له بالعيش فى البلد، مشيرة إلى تجاهل قنوات الإخوان التى تبث من تركيا الحديث عن هذا الشاب.
الثانى.. سعد هرب بعد ثورة 30 يونيو إلى السودان
كشفت المصادر عن أن الإخوانى الثانى، يدعى «نبيل سعد»، وهو من الإسكندرية، وهرب من مصر عقب ثورة ٣٠ يونيو، إلى السودان، إلا أن أفراد الجماعة هناك رفضوا مساعدته بحجة أنه لا ينتمى تنظيميًا للإخوان، ليقرر الشاب الإرهابى منذ عام الهروب إلى تركيا، لكنه فوجئ برفض قادة الجماعة استقباله.
وتابعت: «الشاب نجح فى البداية فى دخول تركيا، لكن قادة الإخوان تجاهلوه، وأبلغوه بوجود خطأ فى إجراءات دخوله إلى البلد، وسلموه للأمن التركى الذى يتحفظ عليه منذ عام».
وقالت المصادر إن ملف نبيل سعد ليس صعبًا مثل ملف محمد عبدالحفيظ الذى تم ترحيله، إذ يحتاج إلى محامٍ تركى فقط لتسهيل عملية الإفراج عنه، وهو ما يمثل عائقًا بالنسبة للشاب، الذى فشل فى جمع مبلغ ٢٥٠٠ دولار طلبه المحامى منه، ورفض قادة الجماعة إقراضه إياه.
وأشارت إلى أن شباب الإخوان تواصلوا مؤخرا مع صحفى تركى تابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم، للتوسط للشاب لدى سلطات الأمن، للإفراج عنه والموافقة على طلب لجوئه السياسى الذى قدمه منذ ٧ أشهر تقريبا، والسماح له بإحضار أسرته للعيش معه فى تركيا.
يأتى ذلك فيما أعلن الإرهابى عبدالرحمن أبوالعلا الذى كان محبوسًا فى أحد السجون التركية بغازى عنتاب، تمهيدا لترحيله إلى مصر، قبول تركيا لجوءه السياسى ووقف إجراءات ترحيله.
وقال «أبوالعلا»، عبر منشور على صفحته بموقع «فيسبوك»، إنه تم الإفراج عنه، وإن أزمته انتهت، وإنه سيسرد تفاصيل وكواليس مثيرة حولها، مشيرا إلى أنه كان على وشك ترحيله إلى مصر لولا مكالمة من عنصر إخوانى يدعى عطية أبوالعلا، أوقفت ترحيله قبل أن يصعد الطائرة المتوجهة إلى مصر بنصف ساعة فقط.
ضبط بطل الشذوذ الجنسى داخل الجماعة
ذكرت المصادر أن السلطات التركية ألقت القبض على القيادى الإخوانى إبراهيم إسماعيل إسماعيل، المسئول بقسم التربية فى الجماعة، خلال الأيام الماضية، فى ظل تكتم قيادات التنظيم على الواقعة وملابساتها.
وأشارت إلى أن القيادى الموقوف كان بطل فضيحة الشذوذ الجنسى داخل التنظيم، قبل شهر، حيث تم الكشف فى فيديو مسرب يظهر تورطه فى استدراج شباب الجماعة لممارسة المثلية الجنسية وأُطلق عليه وقتها: «راسبوتين الإخوان».
ورجحت المصادر أن يكون إبراهيم إسماعيل، الذى شغل منصب سكرتير محافظ الإسكندرية، خلال حكم المعزول «مرسى»، قد ألقى القبض عليه بسبب شكاوى من شباب الجماعة، الذين تعرضوا لوقائع تحرش واستدراج لممارسة الشذوذ معه، منوهة بأن الجماعة كانت قد شكلت لجنة للتحقيق معه برئاسة مدحت الحداد، عضو مجلس شورى التنظيم، وأوصت اللجنة بفصله من الإخوان.
وأكدت المصادر أن هؤلاء الشباب يتشابهون كثيرًا فى ظروف النشأة المتطرفة، التى دفعت بهم إلى الانضمام للجماعة الإرهابية.
جيران عبدالحفيظ قاتل النائب العام يكشفون تفاصيل نشأته المتطرفة
أجرت «الدستور»، جولة داخل مسقط رأس الإرهابى «عبدالحفيظ»، بقرية كفر داوود، التابعة لمركز السادات بالمنوفية، حيث أكد الجيران أن علامات التشدد الدينى بدأت تظهر عليه بعد تخرجه فى كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر. وتبين أن «عبدالحفيظ» له شقيق أكبر يدعى «أحمد» ينتمى لجماعة محظورة، وأنه سبق القبض عليه أكثر من مرة فى قضايا عنف وتخريب، وشقيق أصغر يدعى «محمود»، وشقيقتان، كما أن أسرته متوسطة الحال، إذ توفى الوالد منذ ٨ سنوات، وكان يعمل مدرسًا بوزارة التربية والتعليم، وترك لهم منزلًا مكونًا من طابقين.
ولجأت عائلة الشاب إلى بيع منزلها بالقرية، إثر مشاكل عائلية خاصة بالميراث، لتنتقل إلى مدينة السادات، تاركة القرية، لكن أفرادها كانوا دائمى الظهور فيها فى المناسبات والأعياد. وقال جار لمنزل الإرهابى إن شقيق المتهم تم القبض عليه أكثر من مرة فى قضايا سياسية، وهو معروف بتشدده الدينى، مشيرًا إلى أنه كان يمتلك دارًا لتحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية بالقرية، فى حين كان والده المتوفى من سكان القرية الذين يمتازون بسمعة طيبة.
وذكر جار آخر للمنزل أن عائلة الإهابى كانت منعزلة عن باقى سكان القرية، ولا أحد يعرف عنها شيئا، وكانت تعاملاتهم مع الأهالى محدودة إلى أبعد مدى.