رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ألوان هتلر".. مزاد ألمانى لبيع 31 لوحة تشكيلية من أعمال النازى

جريدة الدستور

لم يكن يتخيل أحد أن «أدوف هتلر» الطالب الفاشل والفقير، الذى لم يجد سوى لوحاته التشكيلية، التى يرسمها من وقت لآخر، ليبيعها من أجل كسب قوت يومه، سيصبح أحد القادة السياسيين الأكثر دموية فى التاريخ، وأن يكون المسئول عن حرب راح ضحيتها ٨٠ مليون شخص حول العالم.

ألمانيا أعادت إلى الأذهان قصة الفنان «أدولف هتلر» ولوحاته، عبر إقامة معرض يضم ٣١ لوحة، رسمها فى المناطق الريفية بألمانيا، فى دار المزادات «اوكتيونهاوس وايدلر» بمدينة نورمبرج.
ووفقًا لشبكة «فوكس نيوز»، الأمريكية، شهدت الأعمال الفنية لـ«هتلر» رواجًا كبيرًا، إذ أقبل عليها المهتمون بالفنون التشكيلية من جميع أنحاء العالم، ومنها دول عربية.

وذكرت كيرستين وايدلر، المتحدثة باسم دار المزادات، أن الجمهور يقتنى أعمال «هتلر» باعتبارها جزءًا من التاريخ، كما أنها تحظى بإمضاء الزعيم النازى شخصيًا فى أسفل كل لوحة.
وكشفت عن عرض لوحة لجسد عارٍ يعود لابنة أخت هتلر، وتدعى جيلى راوبل، كانت قد عاشت معه فى شقة بمدينة ميونخ عام ١٩٢٩، خلال المزاد.
وزعم بعض الخبراء والمؤرخين أن «هتلر» وابنة أخته كانا على علاقة غرامية، وبعد ٣ سنوات من بدئها عُثر على جثة «جيلى» ميتة فى الشقة وبها جرح ناجم عن رصاصة أطلقت من مسدس يخص الزعيم النازى، ورجحوا أنها هى التى انتحرت.
وقال ستيفان كولدهوف، المحرر الثقافى للإذاعة الألمانية العامة: «زار المزاد مشترون من الدول العربية والشرق الأوسط، خاصة ممن لا يتعاطفون مع اليهود، وهو الأمر الذى يعطى للمعرض زخمًا كبيرًا».
وأضاف أن الصينيين أيضًا يقبلون على رسومات «هتلر»، بسبب افتتانهم به، متابعًا: «لا توقد قيود على بيع لوحاته، فقط يشترط ألا تحتوى على رموز النازية».
ورسم «هتلر» معظم أعماله الفنية فى السنوات ما بين ١٩٠٨ و١٩١٣، عندما كان يعيش فى فيينا فى حالة من الفقر المدقع، إذ كان يضطر أحيانًا كثيرة للمبيت فى ملاجئ، وفشل مرتين فى امتحان القبول فى أكاديمية فيينا للفنون الجميلة، وفى عامى ١٩٠٧ و١٩٠٨، اعتبرت الأكاديمية مهاراته فى الرسم «غير مرضية» وخلال هذه السنوات، رسم فقط عددًا من البطاقات البريدية فى فيينا، وباعها للسياح.
ووفقًا لـ«كولدهوف»، كانت لدى «هتلر» المهارات الميكانيكية لرسم مشاهد البلد وأبراج الكنائس، ولكن افتقر عمله إلى الأصالة والإبداع، وقد تم العثور على اللوحات التى رسمها بعد الحرب العالمية الثانية، بمعرفة الجنود الأمريكيين والبريطانيين، خلال عمليات بحث فى أنقاض المبانى الحكومية الألمانية، وقد أقيمت العديد من المعارض والمزادات للوحات الزعيم النازى، منها معرض نظمته دار سوثبى للمزادات فى لندن، خلال فترة الستينيات، كما أجريت عدة مزادات فى إنجلترا وألمانيا.
ويقدر الخبراء أن العائد من بيع رسومات «هتلر»، قد يصل إلى ٤٥ ألف يورو بواقع ٥١ ألفًا و٦٠٠ دولار للوحة الكبيرة، وقد بيعت الكثير منها بمئات الآلاف من الدولارات فى الماضى، ومنها لوحة مائية بيعت مقابل ١٦١ ألف دولار فى عام ٢٠١٤، و١٤ لوحة أخرى بيعت مقابل ٤٥٠ ألف دولار.
وكشفت تقارير صحفية عن أن كثيرًا من الأعمال الفنية المنسوبة إلى «هتلر» مزور، ويقدر بعض الخبراء أن اللوحات المزيفة تشكل نحو ٩٥٪ من المعروض فى السوق.
وذكرت أنه لا يمكن لأحد الجزم بأن اللوحة التى تباع بـ٤٥ ألف يورو مزورة، موضحة أن هناك مراكز اعتماد تمنح شهادات مشكوكًا فيها حول الملكية الفكرية للأعمال.
وقال «كولدهوف» إن أحد زملائه فى هولندا اشترى لوحة غير موقّعة من سوق للسلع الرخيصة، وأضاف عليها توقيع «هتلر»، ثم باعها بـ٣ آلاف و٩٩٥ دولارًا لشخص فى الولايات المتحدة يدّعى أنه خبير فى عالم الخطوط، وحصل على شهادة أصالة، التى تؤكد ملكية العمل.
وأكدت «ويدلر»، المتحدثة باسم دار المزادات الألمانية، أن الأعمال التى تباع فى المزاد، تم التصديق عليها والتأكد من ملكيتها، قائلة: «نجرى إختبارات إضاءة للتحقق منها، ونعتقد أنها تعود فعلًا لهتلر».
وقالت مؤرخة الفن، بيرجيت شوارتز، لمجلة دير شبيجل الألمانية، إن لوحات «هتلر» دليل على عبقريته، وإن الفن كان جزءًا من حياته حتى آخر ساعاته، بل لعب دورًا فى تصرفاته وسلوكياته.