رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قادتها ناهد رشاد.. قصة أول ميليشيا مسلحة فى مصر

كانت بقيادة ناهد
كانت بقيادة ناهد رشاد.. قصة أول ميليشيا مسلحة فى مصر

يصادف أمس الإثنين الموافق 4 فبراير واقعة حصار الجيش البريطاني للملك فاروق في قصر عابدين، وتخيره إمّا أن يكلف زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس بتشكيل الحكومة أو أن يتنازل عن العرش، وانتهى الحصار بتنفيذ الملك فاروق لشروط الإنجليز ما أدى لشعور الملك فاروق بالذل وتفكيره في تكوين تنظيمات مسلحة تواجه خطر الأنجليز.

وقال الدكتور محمود متولي، أستاذ التاريخ الحديث المعاصر بجامعتي القاهرة والمنيا، حسبما يروي الكاتب أشرف مصطفى توفيق في كتابه "نساء الملك فاروق.. العرش الذي أضاعه الهوي"، إن الملك فاروق كلف "ناهد رشاد" بتشكيل تنظيم مسلح ينتقم له.

وأضاف أن "ناهد"، أصبحت الخيط الرفيع الذي ربط الملك بهذه التنظيمات وفي غضون شهور قليلة حازت ثقة مولانا وأصبحت بمثابة المستشار الخاص له، ليس فقط في المجال الأنثوي لكن وفي المجال السياسي أيضًا وكانت مهاراتها في تجنيد الأتباع تعجب فاروق، ومن هنا يمكن أن يقال إن ناهد رشاد هي الرئيس الفعلي لـ"الحرس الحديدي" وكانت تتبع أسلوبًا غريبًا للسيطرة على كل من يكلف بعملية ما لحساب الملك، مشيرًا إلى أنها أول أمراة في مصر تصبح رئيسًا لميليشيا مسلحة من الرجال وظيفتها الانتقال من أعداء الملك.

وأوضح أن هذه الميليشيا المعروفة بـ"الحرس الحديدي" جاءت بعد حادث 4 فبراير 1942 كفكرة راودت الملك والقصر حينما ضربت الدبابات البريطانية حصار حول قصر عابدين وأنذر السير "مايلز لامبسون" السفير البريطاني الملك فاروق بأنه أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يعهد بالوزارة إلى النحاس باشا أو أن يتنازل عن العرش، حيث جعل هذا الحادث الملك والقصر يشعران بالذل والهوان والتقويض سياسيًا، ولذا رسم أحمد حسين باشا طريقًا للانتقام يقوم في ثلاث نقاط كالتالي:

- أن الوفد حزب الأغلبية الذي تولى السلطة بعد إنذار بريطانيا للملك لابد أن ينكسر، كما أن "مايلز لامبسون" المعروف بكليرن لابد أن يخرج من مصر بإعتباره عدو الملك تجرأ عليه وأنذره بطريقة فظة ومهينة، لابد من التعامل بحزم مع أعداء القصر، خاصة أمين عثمان، ومصطفى النحاس.

وذكر أن أحمد حسنين باشا استطاع أن يحقق الانتقام الأول بتقويض الوفد حزب الأغلبية، حينما دق أسفينا بين مصطفى النحاس وصديقه مكرم عبيد بظهور "الكتاب الأسود" الذي فضح مصطفى النحاس عن طريق التركيز على تجاوزات زوجته السيدة زينب الوكيل ومما يؤكد ذلك الكشف عن النسخة الأصلية للكتاب في خزينة أحمد حسنين نفسه بالقصر؛ بل أن القصر قام بطبع هذا الكتاب سرًا تحت رعايته.

وبقيت بنود الانتقام الثلاثة حتى جاء الحادث الثاني وهو حادث القصاصين في 15 نوفمبر عام 1943، حيث أصيب فاروق في حادث سيارة على طريق الإسماعيلية وتحطمت سيارته نتيجة اصطدامها بلوري تابع للجيش البريطاني.

وهنا دخل يوسف رشاد القصر مع زوجته ناهد ليتم تنفيذ فكرة الحرس الحديدي عن طريقهما، وفي الوقت الذي نجح فيه سفير مصر في لندن في إقصاء "مايلز لامبسون" بالطرق السياسية عام 1946 نجح القصر عن طريق جماعة الحرس الحديدي في التعامل بحزم مع النحاس وعثمان.

لكن التنظيم المسلح الملكي واحه الفشل في أعماله المتعلقة بالتصفية الجسدية الأمر الذي جعل الملك يعتمد على فئة أخرى من الضباط الجدد.