رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى انتظار إعلام تصحيح الصورة


بصراحة وجرأة لم نعهدها فى السابق من جانب ممثلى الإعلام المصرى فى المؤتمرات الصحفية للرؤساء الضيوف، وجه الكاتب الصحفى والإعلامى محمد الباز سؤالا مباشرا للرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره المصرى الرئيس عبدالفتاح السيسى: «سبق أن قلت سيادتكم بشكل واضح جدا إنك ترفض أن تتدخل أى دولة فى الشئون الداخلية لدولة أخرى، وأعلنت أيضا بوضوح أنه ليس عليك أن تلقى محاضرة على المصريين حتى تقول لهم ما الذى يجب أن يفعلوه، لأن المصريين يعرفون ما الذى عليهم أن يفعلوه، وبالأمس ولساعات قليلة ماضية اطلعت كما اطلع الجميع على التصريحات المنسوبة لسيادتكم، نشرتها وكالات الأنباء والمواقع، سأسأل سيادتك فى البداية عن مدى دقة هذه التصريحات، لكن ما قلته الآن عن ملف حقوق الإنسان أكد لى أن التصريحات دقيقة بنسبة ١٠٠٪.. ما الذى تغير خلال هذا العام لدى سيادتكم لتتغير قناعتك ولتتراجع عما أعلنته من قبل؟ وهل نحن أمام سياسة جديدة ستنتهجها فرنسا فى المنطقة؟».

كانت إجابة الرئيس الفرنسى على السؤال: «شكرا جزيلا على هذا السؤال، سياسة فرنسا لم تتغير وسوف أفسر لك كيف، أعتقد وأنا مقتنع بقوة بمبدأ سيادة الشعوب، الشعب هو الذى يقرر مستقبل بلده، ولهذا ومنذ أن انتخبت رئيسًا لجمهورية فرنسا لا نمارس سياسات تتدخل فيها لتفسر لكل شعب كيف يجب أن يرسم مستقبله.. نحن نحرص فقط على المصالحة وعلى أن يتمكن الشعب من التعبير عن رأيه عندما يكون محروما منه، وهذا ما نفعله فى سوريا معا، وهذا لا يعنى أبدا أننا نحاول أن نملى من الخارج أى شىء على حكومة وأن نغير مسيرة الأمور، هذا هو المبدأ فى قلب السياسة الدولية التى ننفذها».

وكان رد السيسى: «إنه يتوجب علينا النظر إلى مجال حقوق الإنسان فى سياق الاضطرابات الإقليمية والحرب على الإرهاب»..
وقد يكون من المناسب تذكير الرئيس الفرنسى الحالى بما صرح به الرئيس الفرنسى السابق «فرانسوا أولاند» فى مؤتمر «الديمقراطية فى مواجهة الإرهاب»، وهو ما يؤكد رد الرئيس السيسى وتأكيده أنه يجب علينا الكفاح جميعا ضد التطرف والإرهاب، ولا بد من العمل على بناء «إسلام فرنسى»، وأضاف «أولاند» أن الفرنسيين مع اختلاف دياناتهم والعرق واللون لهم حقوق وواجبات متساوية، ففرنسا لا تميز بين أبنائها وهو سبب قوتها وفخر أبنائها بها.. وتابع: «النموذج الفرنسى مهدد، ونرى سباقا لتفكيك النموذج الاجتماعى، وهنا يكمن الخطر، لأن النموذج الاجتماعى لا بد أن يتم إصلاحه ليكتمل ويتكيف مع التطلعات الفردية».. فهو يحدثنا عن ديمقراطية مهددة بالإرهاب وهى الخصوصية لظروف الزمان والمكان التى أوضحها بكل جلاء ومنطقية الرئيس السيسى عندما أضاف، موجها حديثه لصحفى فرنسى حول سؤاله عن حقوق الإنسان: «لا تنس أننا نتحدث عن منطقة مضطربة ونحن جزء منها». وشدد على أن مشروع إقامة دولة دينية فى مصر لم ينجح وترتب على ذلك «تحديات». ووجه السيسى سؤالا إلى الصحفى الفرنسى قائلا: «ماذا كنتم تستطيعون أن تفعلوا لنا لو أن حربا أهلية قامت فى مصر؟». وتابع أن «القضايا فى مصر مختلفة تماما عن الطريقة التى تفكرون فيها.. أنتم مطالبون بأن ترونا بالعيون المصرية وليس بالعيون الأوروبية، كما نراكم نحن بالعيون الأوروبية».
وحتى الرئيس «ماكرون» نفسه قال فى معرض إجابته عن سؤال للكاتب الصحفى خالد ميرى، رئيس تحرير جريدة الأخبار، بأن هناك مخربين يندسون بين متظاهرى السترات الصفراء، وأكد أنه سيتم التعامل مع المخربين الذين ألقى القبض عليهم بالقانون!!.
وأظن أن ذلك الحوار أمر كاشف لوصول الصورة للغرب إن لم تكن منقوصة، فهى مشوهة، وهو ما يتطلب المزيد من الجهود الإعلامية فى الخارج، وأيضًا أهمية أن تعقد مصر مؤتمرًا دوليًا لمناهضة الإرهاب على طريقة وبنفس أداء وروعة المؤتمر الاقتصادى ومؤتمرات الشباب لشرح بشاعات جماعة الإخوان وغيرها من جماعات الإرهاب منذ تولى «مرسى» وحدوث بؤرة «رابعة العدوية» وهدم وتفجير الكنائس ومن بعدها المساجد والكوارث المتوالية التى ارتكبوها، ولدينا من الوثائق والمستندات ما يؤكد خصوصية تلك الظروف التى نعيشها.
لقد ظل مبارك على مدى السنوات العشر الأخيرة فى زمن حكمه ينادى بشكل غريب دول العالم لعقد مؤتمر دولى للإرهاب، وكنا نكتب ساخرين: ولم لا نعقده نحن وندعو كل الدنيا لحضوره؟!!!
وأظن قد حان أوان الفعل.. ولا إيه؟!!.