رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موقع أمريكى: 4 سيناريوهات لنهاية «ديكتاتور تركيا المجنون»

جريدة الدستور

كشف عن أن أردوغان جمع ثروة بالمليارات طيلة 15 سنة فى الحكم
يبدو مستقبل الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، غامضًا وسط مؤشرات تراجع هائلة تعصف بشعبيته خلال السنوات الأخيرة، حيث باتت تركيا دولة فى قبضة أمنية لا تعرف الرحمة، ولا تتسامح مع أى صوت معارض أو ناصح للديكتاتور الذى يتملكه «جنون العظمة»، والذى تسبب فى كوارث سياسية واقتصادية طاحنة ضربت المجتمع التركى بلا رحمة.
مصير مجهول وغامض، هذا ما توقعه الباحث الأمريكى، مايكل روبين، من خلال مقاله الذى نشره موقع «واشنطن إكسمينر»، وتنبأ فيه الكاتب الأمريكى بأربعة سيناريوهات لنهاية «ديكتاتور تركيا»، هى: الموت، أو النفى خارج البلاد، أو السجن، أو الإعدام.
وأضاف «روبين»: «بعد حوالى ١٥ سنة من تولى أردوغان رئاسة الوزراء، ثم رئاسة الجمهورية، يبدو أنه وثق من سلطته، لكن الأحداث الأخيرة التى تشهدها تركيا تجعل فترة حكمه على وشك الانتهاء.. كيف؟ هناك أربعة احتمالات فقط».
وأوضح الكاتب الأمريكى: «إن الجنازة الرسمية، أو النهاية الهادئة، أكثر ما يفضله أردوغان، خاصة أن الرئيس التركى حقق ما كان يتمناه، فبعد سنوات من الفقر، يملك الرجل حاليًا ثروة تقدر بمليارات الدولارات، ومن أجل الحفاظ على ذلك يتردد الرئيس التركى فى المخاطرة بتخفيف قبضته على مقاليد السلطة».
وأضاف: «ربما كان الدافع الأكبر لأردوغان للبقاء فى السلطة هو ضمان إرث عائلته، ويبرر ذلك عدم اكتراثه كثيرًا بحزب العدالة والتنمية الحاكم».
وتابع: «عمل أردوغان على ضمان مستقبل أسرته، فخصص ابنيه أحمد وبلال لتولى مسئولية ثروات العائلة، التى تبلغ عدة مليارات من الدولارات، ويقال إنه يعد صهره بيرات ألبيرق، الذى يشغل حاليًا منصب وزير المالية، لخلافته».
سيناريو ثانٍ يرسمه الباحث الأمريكى لنهاية أردوغان، لكن هذه المرة سيكون أكثر دراماتيكية، فحسب «روبين»: «جنون العظمة الذى تمكن من أردوغان يجعله يظن أنه ليس آمنًا فى سلطته بالقدر الكافى.. تركيا هى وعاء ضغط، وقوات أردوغان الأمنية هى الغطاء، لكن مع كل عملية اعتقال ومصادرة وفصل وتسريح وتراجع اقتصادى تلوح فى الأفق، يزيد الضغط، وقد تكون مسألة وقت فقط حتى يحدث الانفجار (الثورة التى تطيح به)».
وتساءل الكاتب الأمريكى: «إذا ثار الشعب التركى، ماذا سيفعل أردوغان؟ قد يكون أفضل خيار له هو الفرار إلى المنفى، لكن سلوك أردوغان الغريب قد يحد من خياراته، لأن روسيا مثلًا ليست رهانًا جيدًا، فبالنسبة لفلاديمير بوتين، يرى الرئيس الروسى نظيره التركى مفيدًا بعض الشىء، لكنه فى نهاية المطاف يلعب دورًا فى محاولة إزعاج الغرب فقط».
وتابع: «عندما يعجز أردوغان عن القيام بهذه المهمة، سوف يتخلص منه بوتين مثل القطة التى تتخلص من جثة فأر، أما صديقه فى فنزويلا، نيكولاس مادورو، فقد لا يستمر لفترة أطول فى الحكم، وهذا يجعل أردوغان أمام خيارين للهرب، إما قطر أو أذربيجان، وحينها عليه أن يفكر فى شراء عقارات فى إحدى هاتين الدولتين، قبل أن يقوم خلفه أو أعداؤه فى المجتمع الدولى بتجميد حساباته الكثيرة».
وانتقل الكاتب الأمريكى إلى مرحلة أكثر تشاؤمًا بالنسبة لنهاية الرئيس التركى، حسب مقاله، وكتب: «إذا اندلع الغضب العام وتغير النظام فى تركيا، يمكن للمدعين أن يختاروا ما يحلو لهم من سجل جرائم كبير يلاحق أردوغان».
وتابع: «عندما انتُخب رئيسًا للوزراء، كانت هناك بالفعل ملفات فساد معلقة تعود إلى عهده عندما كان عمدة إسطنبول، فثروته الهائلة ليس لها تفسير قانونى، كما شهد زملاؤه من حزب العدالة والتنمية على حساباته المصرفية الأجنبية، إلى جانب تورطه فى قضية غسل أموال، واتهامه بتدميره البلدات الكردية، وهى جرائم ضد الإنسانية».
وأضاف: «باختصار، إذا استمر أردوغان طويلًا فى الحكم فى مواجهة الاضطرابات المدنية، فقد يجد نفسه مدانًا بعقود من السجن، إن لم يكن أسوأ من ذلك».
وفى النهاية، يضع «روبين» أسوأ كوابيس أردوغان، كسيناريو محتمل لنهايته، حيث كتب: «لن يكون أردوغان أول زعيم تركى يواجه مصير السجن، وإذا ما حاول خصومه الانتقام، وسمح نظام العدالة بذلك، فربما يُعدم».