رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب عمرو الجندي: رواية "الآلة" تتحدث عن ما بعد الموت.. وهذه أسباب عزلتي (حوار)

الروائي عمرو الجندي
الروائي عمرو الجندي

- رواية "الآلة" ثلاثية.. وتتحدث عن ما بعد الموت
- تجربتى مع دور النشر بالخارج مازالت ناقصة
- اختفيت لسنتين لظروف عائلية قهرية.. وأيضًا لترتيب أوراقي
- "البيست سيلر" ليست "ظاهرة".. وجذبت المزيد من القراء
- لم يخطفني أي من الكتاب الشباب.. وأعيب على دور النشر التى تقبل هذه الأعمال


لم يرضخ للتقليدية البحتة، يبحث دائمًا عن التجديد والإثارة إلى الحد الذى جعل رواياته توصف بالجنون، كتاباته شبيهة بالمنطق، يتبنى فلسفة وجودية، ويتحدث عن اللامعقول فى الحياة، أثار جدلا كبيرا بعد إصداره رواية 313 التى اختارها القراء لتكون من أفضل خمس روايات عربية صدرت لعام 2013. التقت "الدستور" الكاتب عمرو الجندي الذى طرح روايته الأخيرة "الآلة" بعد غياب دام سنتين عن الساحة الأدبية.. وإلى نص الحوار:

• في البداية.. حدثنا عن رواية "الآلة" وما تمثله لك؟
- رواية الآلة فلسفية "فانتازيا" وتاريخية، وتأتي في ثلاثة أجزاء، وتعتبر بداية الخيط لفكرة فلسفية أبحث عنها، فهي اتجاه مختلف، وخلاصة لفلسفة عامين مررت خلالهما بأسوأ تجارب الموت، واخترت أن يدور الجزء الأول منها فى إنجلترا عن فترة الحرب العالمية الأولى من 1898 حتى 1920، وهي تتحدث عن ما بعد الموت وهل نموت أم لا؟، وماذا لو كانت الحقيقة أننا لم نمت من الأساس؟
وأود أن أقول أن كل الإثباتات من القرآن، ودرست الرواية لفترة كبيرة جدا، وأنا سعيد الآن لاحتلالها كتاب الشهر فى جميع مكتبات "فيريجن"، والجزء الثانى تحدد عن الحرب العالمية الثانية، وسيشارك معي أصدقائى من فرنسا وإنجلترا وأمريكا وتركيا، حيث سيدخل فيه تفكك الدولة العثمانية ولن يكون مكملا للجزء الأول بل هي خطوط الحياة التى نسير على شاكلتها، فهى رواية ثقيلة للغاية وجديدة ولأول مرة يتم مناقشتها فى الوطن العربى بذلك الشكل، وتعليقات القراء حتى الآن هى وصفها بالجنون، فمابالك بالجزء الثانى الذى سيكون عن الحرب العالمية الثانية.

• لماذا قررت أن يظهر عملك الجديد على شكل ثلاثية؟
- فى المطلق الرواية تفرض نفسها علىّ، فهى روح مستقلة، كرواية "لعبة العروش" للمؤلف الأمريكي جورج ر. ر. مارتن، التى وصلت إلى سبعة أجزاء، وسلسلة "توايلايت" للأمريكية ستيفاني ماير، روايات تجعل المؤلف يشعر عند كتابتها أنها لم تكتمل بعد، لكن إذا تحدثت عن روايتي ففكرتي مازالت تحتاج إلى المزيد، ويوجد لدي مساحة كبيرة لعرض وجهة نظري، ففلسفتي لها أكثر من شق.

• تواريت عن الظهور طويلا.. هل كانت "الآلة" السبب؟
- انعزالي لمدة سنتين كان له العديد من الأسباب، منها إعادة ترتيب أوراقي، وتفرغي للحصول على "كورسات" فى الميديا خارج مصر، بجانب بعض الظروف العائلية فقد توفيت أختي وبعدها ابنى الصغير، فكانت حالتى النفسية سيئة ولم أستطع أن أتغلب على ذلك ببساطة، إلى جانب كتابة الجزء الأول من الآلة.

• لماذا اخترت دار الرسم بالكلمات لنشر روايتك الجديدة "الآلة"؟
- لأن مديرها محمد المصري شخص طموح للغاية، وينظر دائما إلى المستقبل، وهذا ما توافق مع شغفى، ومن الطبيعى أن أقرر اختيار ما يشبهني، ومن يكمل اختياراتى الحرة لتصل الرواية إلى أقصى حد ممكن، والدار تدرك جيدا حجمى وتصنيفي كـ"بيست سيلر" وهذا ماسيجعلهم يعملون بشكل جيد.

• كـ"بيست سيلر".. ما رأيك في تلك الظاهرة.. خصوصًا وأن البعض يهاجمها ويعتبرها أضرَّت عالم الأدب؟
- أنا أرفض كلمة ظاهرة؛ لأنها متواجدة منذ قديم الزمان فى العالم كله، ومتعلقة بالتسويق، وكان لها الفضل فى جذب الكثير من الجمهور للقراءة، ورفع مستوى السوق الأدبى "رُمانة الميزان".

• هل نشرك خارج الدار المصرية اللبنانية وراءه خلافات؟
- لا يوجد أى خلافات مع المصرية اللبنانية، بل توجد العديد من الأعمال القادمة مع الدار والتى تتمثل فى شركة جديدة لى خاصة بالدعم الأدبي والتصميمات، لكن خروجى منها ككاتب كان من باب أننى أردت خوض تجربة جديدة، والجميع رحب بالأمر، ويعرفون أن عمرو الجندى لن يقف عند نقطة بعينها فأنا لا أحب "المنطقة الدافية"، وأريد التعلم واكتساب المزيد من الخبرات.

• نشرت أعمالك مع دور نشر داخل مصر وخارجها.. فهل يمكن لك أن تستعرض الفارق بين التجربتين؟
- كل دور النشر سواء داخل مصر أو خارجها لها ظروفها وفقا لطبيعة المادة والحالة، فالنشر داخل مصر مع دور محترفة مثل "الرواق" أو "المصرية اللبنانية" يجعلك تشاهد عمل محترف وتوزيع مختلف على مستوى الوطن العربى، فقد حضرت العديد من المعارض العالمية فى فرنسا وتركيا وغيرها وحققت مبيعات هائلة، وأول رواية ليّ "فوجا" مع دار "الرواق" حققت نجاحا هائلا على الرغم من قلة عدد الكتاب الظاهرين على الساحة فى تلك الفترة - وقت الثورة - إلا عصام يوسف وأحمد مراد، أما عن دور النشر خارج مصر فتكمن المشكلة فى أن قوة التوزيع خارج الوطن العربي لا تضاهى ما بداخله - البلد الأم للكاتب -، وبالتالى فإننى أشعر أن تجربتى مع دور النشر بالخارج مازالت ناقصة، وأحتاج إلى التعامل مع المزيد من أجل تقييمها.

• لماذا لم تعد رواياتك توزع مثلما كانت من قبل؟
- لأننى قررت أن أعيد توزيع رواياتى بشكل جديد، ولذلك كان من الطبيعي أن أستنفذ كل الطبعات المتواجدة فى المخازن، وأضع رؤيتى الجديدة، فـ"فوجا، و9 ميللى، و313"، سيعاد توزيعهم، ومازالت متواجدة فى الوطن العربي، لكن السوق المصري بالنسبة لى يحتاج إلى إعادة جدولة، لأجابة تطوراته وأحافظ على اسمي، وأصل إلى قاعدة جديدة من الجماهير.

• البعض اتهمك بأن روايتك "313" مأخوذة من فيلم أجنبى وهو "جزيرة شاتر" أو "shutter island".. ما ردك؟
- قلت كثيرا إن فكرة علاج السيكودراما التى تدور حولها أحداث الرواية واحدة، ولذلك فإن تشابه ظروف العلاج مع الفيلم الأجنبي لا يدينني على الإطلاق، بل على العكس توجد العديد من الأفلام التى عالجت الموضوع بنفس الحنكة، لكن شهرة الفيلم قد وضعت روايتي فى مأزق، ولذلك طالبت حينها بمشاهدة الفيلم وقراءة تفاصيل الرواية، ثم يتم الحكم بعد ذلك، وأشعر أن مثل هذا الكلام الذى تم تداوله كالسرقة وما إلى ذلك ماهى إلا طفولة بحتة لإناس غير ناضجين لا يستطيعون تقديم نقد موضوعي.
وكذلك فإنه كان من غير المنطقى أن أستخدم طريقة العلاج المحلية فى الرواية لأنها فقيرة للغاية، وغير شائعة فى مصر، هذا بجانب دراستي لجميع خطوات السيكودراما وهذا ماجعلني متمكن من التعبير عنها كتابة، وببساطة شديدة كان من المتوقع أن تتعرض الرواية لمثل هذا الهجوم بسبب احتلالها الأعلى مبيعا فى تلك الفترة، وليس جديدا أن أتعرض لمثل هذه الانتقادات التى صاحبتنى منذ "فوجا"، والفيصل ليس فى كلام المتطرفين بل فى النجاح الذى وصلت إليه الرواية.

• من تفضل القراءة له من الكتاب الشباب؟
- لم يستطع أحد أن يخطفني لمتابعته، ومشكلة الكتاب الشباب هى الاستسهال، فعندما عدت بعد غيابي لم أجد مادة فى السوق تستحق أن تكون محفل أدبي، وهذا ليس هجوما عليهم، لكننى أعيب على دور النشر التى تقبل هذه الأعمال خاصة فى أدب الرعب التى تصنف كذلك، لأن ذلك الفن له موال آخر، ولا يوجد توجيه حقيقي، فيضطر الكاتب لتعليم نفسه، ويظلم القارئ الذى أصبح معتادا على مثل تلك النوعيات، فى حين يرى حينها أن الروايات التى تحتوى على فكرة غريبة وثقيلة هو نوع من الفلسفة الأدبية لكاتبها، لكن ذلك هو المعنى الحقيقى للأدب الروائي الذى لابد أن يحتوى على العمق والتاريخ والتوثيق والتطوير الذى نسعى له دائما.