رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لحظة الاستقبال" تحرج أمير قطر في جولته الآسيوية الأخيرة

جريدة الدستور

"لحظة الاستقبال".. دقائق قليلة يمضيها الزعماء أمام سلم الطائرة لاستقبال نظرائهم من الدول الأخرى، إلا أن هذه الدقائق تحمل في طياتها دلائل سياسية تتابين أهميتها في مستوى تمثيلها من زعيم إلى آخر وفقًا لمكانة بلاده وتأثيره في صناعة السياسات الخارجية وإرساء موقعه من صراعات المنطقة.

وتطبيقًا لهذا الأمر بالنسبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، فإن اللحظات الأولى من الاستقبال لدى وصل طائرته خلال جولته الآسيوية الأخيرة، تعكس انخفاض مستوى الاستقبال أثناء لحظات الوصول الأولى.

وفي 27 يناير الجاري، بدأ أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، جولة آسيوية هي الثانية من نوعها منذ بداية المقاطعة العربية، والتي شملت زيارة كل من: "كوريا الجنوبية، اليابان، والصين".

وعلى الرغم من اللقاءات التي عقدها الأمير القطري مع كبار قادة هذه الدول، وإقامة مراسم الاستقبال الرسمية وفقًا للبرتوكولات الدولية، إلا أن "لحظة الاستقبال" الأولى لم تشهد تمثيلًا كبيرًا يرقى إلى منصب وزير الخارجية – على الأقل - في أية بلدٍ منهم.

• كوريا الجنوبية
- كانت مدينة سول عاصمة كوريا الجنوبية، أولى محطات جولة الأمير تميم، التي بدأها في 27 يناير الجاري، وكان في استقباله لدى وصوله قاعدة سول الجوية، "كيم يونج تشون" وزير المحيطات والثروة السمكية الكوري، والسفير القطري لدى كوريا الجنوبية محمد عبدالله الدهيمي، بالإضافة إلى السفير الكوري لدى الدوحة "كيم تشانج مو"، وعقد الأمير القطري، جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس كوريا الجنوبية.

• اليابان
- وفي العاصمة اليابانية طوكيو، ثاني محطات جولة "تميم" الآسيوية، كان في استقبال الأمير القطري لدى وصوله مطار طوكيو الدولي (هانيدا)، نائب وزير الخارجية الياباني، "نوريزاكو سوزوكي"، والأمين العام لرابطة الصداقة اليابانية القطرية "تاداهيكو إيتو"، والسفير القطري لدى اليابان "حسن بن محمد رفيع العمادي"، كذلك السفير الياباني في قطر "سييتشي أووتسوكا".

وخلال زيارته إلى اليابان، التقى الأمير تميم، إمبراطور اليابان بالقصر الإمبراطوري في طوكيو، وولي العهد الياباني، ووزير خارجية اليابان، ورئيس الرابطة البرلمانية اليابانية للصداقة.

• الصين
- ومن اليابان إلى الصين، حيث يختتم الأمير تميم، جولته الآسيوية الثانية منذ المقاطعة، وكان في استقباله لدى وصوله مطار بكين الدولي مساعد وزير الخارجية الصيني لشؤون الشرق الأوسط، "تشن شياو دونج"، والسفير القطري لدى الصين "سلطان بن سالمين المنصوري"، والسفير الصيني لدى الدوحة "لي تشن".

وعقد "تميم" جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس الصيني في قصر الشعب بالعاصمة بكين، وخلال زيارته، كما التقى أمير قطر، صباح اليوم الخميس، رئيس مجلس الدولة الصيني "لي كه تشيانج"، ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني "لي زانشو".


• الجولة الثانية
وتعد جولة تميم بن حمد، ثاني جولاته الآسيوية منذ بداية الأزمة الخليجية، إذ قام الأمير القطري بجولته الأولى في منتصف أكتوبر 2017، بعد أربعة أشهر من اندلاع المقاطعة العربية للدوحة، وشملت زيارة ثلاث دول "ماليزيا، سنغافورة وإندونيسيا".

وتأتى جولة تميم بن حمد، الثانية إلى آسيا، في ظل استمرار الأزمة القطرية التي دخلت عامها الثاني بعد أن أعلنت دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب "السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر" في الخامس من يونيو 2017، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، بسبب تعاونها مع إيران ودعمها للإرهاب، وهو ما تتنصل منه قطر حتى الآن، فيما آثرت الكويت ممارسة دور الوسيط العربي لإنهاء الخلاف.

ومنذ بداية المقاطعة العربية لها، شرعت قطر في البحث عن بدائل جديدة وتعزيز أواصر التعاون مع الدول الأوروبية والآسيوية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من خلال عقد الصفقات العسكرية وإبرام الاتفاقات التجارية، لا سيما مع كل من إيران وتركيا، باعتبارهما أول الداعمين لقطر منذ اندلاع أزمتها مع دول الجوار.