رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنطقة الآمنة.. مراوغة "أردوغان" لتحقيق أطماعه فى سوريا

أردوغان
أردوغان

أعلنت الرئاسة التركية عن اتفاق تركيا والولايات المتحدة، على "التعاون الوثيق" بينهما من أجل إقامة المنطقة الآمنة شمال سوريا ومواصلة التنسيق المشترك حول انسحاب القوات الأمريكية منها.

ويأتي هذا الإعلان في ظل تزايد التعاون بين الولايات المتحدة منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي عن سحب القوات الأمريكية من سوريا بحجة نجاح واشنطن في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي.

وكشفت الرئاسة التركية عن أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، بحث مع إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، تفاصيل المواضيع التي اتفق عليها رئيسا البلدين، رجب طيب أردوغان وترامب، خلال الاتصال الذي جرى بينهما الأسبوع الماضي.

وركز "قالن" و"بولتون" بشكل أكثر على التطورات في سوريا، حيث اتفقا على مواصلة التنسيق بشأن الانسحاب الأمريكي من سوريا، والتعاون الوثيق حول تشكيل المنطقة الآمنة وتفعيل خريطة طريق منبج.

ويرفض الأكراد الاتفاق الأمريكي التركي، الذي من شأنه أن يعزز الوجود التركي وأطماع أردوغان في سوريا، حيث يستهدف دعم نفوذه شمالي البلاد بطرد الجماعات الكردية من هناك بالتفاهم مع ترامب.

وكان أردوغان أعلن في نوفمبر الماضي استعدت تركيا لشن عملية عسكرية واسعة في شمال سوريا تستهدف منطقة شرق الفرات ومدينة منبج لطرد "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تمثل الهيكل العسكري لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، الحليف الأكبر للولايات المتحدة.

وضمن اتفاق ترامب وأردوغان السري، أعلن أردوغان في ديسمبر الماضي تأجيل إطلاق العملية بعد مكالمة هاتفية مع ترامب يوم 14 من الشهر ذاته،
واتضحت الاتفاق بين ترامب وأردوغان شيئًا فشيئًا بمنح أدروغان المنطقة الامنة التي طالما طالب بها.

وكشفت صحيفة يني شفق التركية، في تقرير لها أن أردوغان يركز بشكل أساسي على تشكيل المنطقة الآمنة شمالي سوريا التي تشمل إعلان مدن منبج وتل أبيض ورأس العين مناطق آمنة، وهي المناطق التي أراد أردوغان السيطرة عليها لطرد الأكراد منها؛ إلا أنه لم ينجح في ذلك بسبب رفض أمريكا في السابق بخلاف رفض الجيش السوري لهذا الأمر.

ومن المقرر أن تنفذ المنطقة الآمنة التي تسعى إليها تركيا بالتعاون مع الولايات المتحدة على مراحل متعددة، وتؤكد "يني شفق" أن البدء في التنفيذ المنطقة بات قريبًا جدًا.

وبمجرد السيطرة على هذه المدن، وفقا للصحيفة فإنه سيجري التحقق من هويات السكان بها، وسيتم بعدها تدريب فرق أمنية موالية لتركيا لطرد الأكراد لكنها ستأتي بزعم حماية المدنين، وطرد المقاتلين الأجانب الذين جاؤوا إلى سوريا.

ولعلم الأكراد بالمخطط التركي الخبيث منذ قرار ترامب بسحب قواته، وحشد تركيا قواتها لدخول مدينة منبج وسلمت الوحدات التركية للجيش السوري وأسلحتها من أجل التصدي للغزو التركي للأراضي السورية بزعم مواجهة داعش.

وإثر قرار ترامب وبدء أردوغان في تنفيذ أطماعه، وأعلنت دول عربية على رأسها الإمارات والبحرين عن عودة علاقاتها مع سوريا وإعادة فتح سفارتيهما من أجل التصدي للتهديدات التركية والإيرانية التي تستهدف دول المنطقة.

وإلى جانب ذلك بدأت تحركات فعلية ومطالبات عربية بعودة سوريا إلى الجامعة العربية من أجل دعمها في مواجهة الخطر التركي، الذي فشل في الدخول بقواته إلى منبج ويريد الآن التستر خلف المنطقة الآمنة لدعم أطماعه.

ويريد أردوغان أن تكون مساحة "المنطقة الآمنة" على طول الحدود مع سوريا وأن يكون عرضها 32 كيلومترا، بزعم إقامة منطقة عازلة لمنع وجود تهديدات إرهابية لبلاده وبجانب جعلها منطقة آمنة للاجئين والفارين السورين من الحرب.