رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإحساس نعمة.. محللة: أصحاب المشاعر المرهفة الأكثر تأثيرًا على المجتمع

جريدة الدستور

فى دراسة للمحللة الروحية البريطانية، ميل كولينز، ذكرت أن واحدًا من كل ٥ أشخاص حول العالم يتميزون بالحساسية الشديدة، ما يعرضهم لأزمات كبيرة ومواقف صعبة ومرارة، بخلاف غرقهم فى الأحزان، لكنها مع هذا تكسبهم قدرة على التواصل والتأقلم مع المجتمع المحيط.
قالت إن هؤلاء الأشخاص لا ينسون أبدًا أحزانهم، ويشعرون بالمرارة دائمًا كلما تذكروا الأشياء السيئة، لدرجة أنهم يشعرون بالذنب ويمارسون جلد الذات، لو أحسوا بأنهم قالوا كلمة لا تليق، أو من الممكن أن تمس مشاعر أى إنسان، حتى لو ذكروها بشكل عفوى.
وأشارت «كولينز» إلى أنه على الشخص الحساس أن يتوقف عن أخذ الأمور على محمل الجد، مشيرة إلى أن الإنسان الذى يعبر عن عواطفه بعمق أكثر من الآخرين، هو الشخص الأكثر تفاعلًا بين الناس، والأكثر قدرة على التعامل والتأقلم مع المثيرات البيئية، كما أنه يصاب بالارتباك والقلق والانزعاج بسبب الضوضاء العالية، أو الإضاءة الكبيرة.
وأضافت أنها حاولت كثيرًا تحليل الشخصية الحساسة لفهم أبعادها وأزماتها، ومعايير اكتشافها، والحكم عليها، منوهة إلى أن الطبيب النفسى السويسرى، كارل يونج، ناقش أيضًا مفهوم «الحساسية الفطرية»، معرجة على جهود الطبيبة الأمريكية الدكتورة إيلين أرون، التى اعتبرت الحساسية العالية سمة مزاجية فطرية، تتكون فى الدماغ، وتحديدًا فى المناطق المسئولة عن ردود الأفعال حيال العواطف والوعى بالأشياء.
وترى أنه على الشخص الحساس أن يفهم سبب ردة فعله العنيفة تجاه المواقف التى تواجهه، وأن يحللها، وأن يعى أن حساسيته المفرطة والعالية تعد هدية، وليس عيبًا أو لعنة، قائلة: «إحدى الطرق العملية لاكتشاف حساسيتك، هى أن تتعامل مع الأشياء بإيجابية أكثر، جرب أن تقول لنفسك: أنا فريد، أنا أؤمن بحساسيتى، وأنا أقدر الهدايا التى أعطاها الله لى».
وتعتقد «كولينز» أن الشخص الحساس يعانى أزمات فى الرومانسية والحب بسبب عدم فهم الشريك خصائصه أو مشاعره المرهفة، وغالبًا ما يجد صعوبة فى إخراج مشاعره السلبية، مثل الغضب، لأنها من وجهة نظره يمكن أن تؤدى إلى انفعالات وتصرفات غير لائقة، مضيفة: «على الشخص الحساس أن يتقبل نفسه كما هى، وأن ينتظر الحب من شخص يقدر حساسيته، وألا يخجل من إطلاق مشاعره عند الغضب أو الفرح أو الرغبة».
وتنصح الشخص الحساس بقضاء الوقت فى التفكير فى مهاراته وصفاته، بإعداد قائمة بكل المميزات التى لديه، متابعة: «يجب وضع استراتيجيات للتحكم فى فرط الحساسية، مثل أخذ فترات راحة منتظمة، والتجول فى الهواء الطلق، كما يجب أن يسمح الشخص الحساس لنفسه بالهروب أحيانًا من مشاعر القلق التى تحاصره».
وذكرت «كولينز» أن الأشخاص الحساسين ربما يكونون من أكثر الناس الذين يستطيعون أن يحدثوا فرقًا فى المجتمع، وتأثيرًا على المحيطين بهم، موضحة أنهم عادة ما يشعرون بالذنب لأقل خطأ غير مقصود تجاه الآخرين، ويحاولون دائمًا أن يتقنوا فن الاعتذار والحب دون غاية، وهم قادرون على ذلك.
واقترحت أن يأخذ الحساسون فترات راحة منتظمة فى العمل، وخلال المناسبات الاجتماعية، بدلًا من دفع أنفسهم فى المواقف التى لا يمكن تجنبها، لأن الشخص الحساس، وبسبب عمق أدائه العاطفى، يمكن أن يقع ضحية الأذى والأكاذيب والخيانات الكبرى، ولا بد أن يحاول نسيان كل ما تعرض له، وأن يحدد مشاعره.
وواصلت نصائحها: «مهما فعلت، من فضلك تذكر أن الحساسية العالية ليست نقطة ضعف أو عيبًا، إنها هدية يمكن أن تعزز حياتك، ويمكن ممارسة التمارين الرياضية لضبطها، خاصة رياضة المشى أو التأمل، فهى تساعد على تقبلك للمواقف المختلفة فى الحياة».
وترى أنه على الشخص الحساس أن يخذ قسطًا من النوم، مضيفة: «هذا سيساعد على تقبل مواقف الحياة بطريقة أفضل، فالنوم الجيد يعمل على التهدئة».