رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"العين بالعين".. الكتاب الممنوع من النشر عن انتقام اليهود من الألمان

العين بالعين الكتاب
"العين بالعين" الكتاب الممنوع من النشر عن انتقام اليهود من ا

قال الكاتب الصحفي اليهودي جون ساك، أن 85 ألف كتاب صدروا حول العالم، في بحث وتوثق الروايات اليهودية التفصيلية بشأن ما تعرضوا له في المعسكرات النازية على يد الألمان النازيين فيما يسمي بـ "الهولوكوست"، حتى أصبحت رواية استهلكت أطنانًا من الأوراق والكتب وكل أشكال النشر في كافة أنحاء العالم.

وقال ساك في كتابه "العين بالعين": إن هناك روايات يستقبلها كثيرون في الغرب كحقيقة لا تقبل الجدل، ومن ينكرها يحاكم في بعض الدول ويحاصر ويضطهد في دول أخرى، كاشفًا عن أن اليهود انتقموا من الألمان في المقابل، لكن وقائع انتقامهم من الألمان ليست معروفة، ومن يتحدث عنها أو يبحثها فسيحاصر ويضطهد ويمنع من مخاطبة القراء بوسائل شتى.

وأضاف، أن كتابه الوحيد عن انتقام اليهود من الألمان ممنوع من النشر، وأن صحيفة يومية ومجلة شهرية وثلاث دور نشر دفعت للمؤلف 40 ألف دولار، ثم امتنعت عن النشر أيضًا، كما أن إحدى دور النشر الأمريكية طبعت 17 ألف نسخة من الكتاب، ثم أخفتها دون أن تباع في الأسواق.

وذكر ساك أن عشرون صحيفة وناشر قرأو كتابه وأثنوا عليه وكتبوا لمؤلفه تعليقاتهم عليه بأنه كتاب صادم ومثير ومدهش وفوق العادة وأثار إعجابهم لكنهم جميعًا رفضوا نشره، واعتبره أحدهم كتابًا لا يجرؤ على عرضه أحد.

وأكد في كتابه أن اليهود أداروا 1255 معسكرًا لاعتقال الألمان المدنيين، ضمت رجالًا ونساءً وصبية وأطفالًا رضع أيضًا، وهناك تم ضرب وجلد ثلاثة ملايين ألماني معظمهم مدنيون، وقتلوا تحت التعذيب 50 ألف منهم.

وأضاف أنه في الشهور العشرة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية تولي عدد من اليهود قيادة معسكرات لإعتقال ألمان في بولندا، ومارسوا فيها التعذيب والقتل بأبشع الصور، مشيرًا إلى أن معسكر واحد قتل ما يزيد عن 1500 ألماني، وهرب قائده إلى إسرائيل التي رفضت تسليمه إلى القضاء البولندي لمحاكمته بعد ذلك.

وقال الكاتب، إنه تم دعوته لمحاضرة عن كتابه في متحف الهولوكوست التذكاري في واشنطن، لكن الدعوة ألغيت فأقام مؤتمرًا صحافيًا في نادي الصحافة الدولي على نفقته ليحكي قصته.

وتابع: في عام 1989 زار جون ساك الأرشيف الألماني الإتحادي وعثر على خمس شهادات لألمان كانوا معتلقلين في سجن "لولا، كما التقي بهم ووجد ثلاثة حراس ممن عملوا فيها، وزار السجن نفسه.

وذكر أنه منذ أكثر من ستين عامًا لم يتعرض في الولايات المتحدة كتاب للمنع والقمع بمنتهي العنف مثلما حدث لكتاب "العين بالعين"، والذي يحكي قصة اليهود الذين انتقموا من الألمان ردًا على الهولوكوست.

وروي الكاتب الصحفي الأمريكي، أنه صادف ذات يوم معلومة عن تولي اليهود قيادة معسكرات اعتقال للألمان في بولندا خلال الشهود العشرة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وأن التعذيب والقتل مورسا فيهم بأبشع الصور ولم يسمح له ضميره بالصمت أمام ما اعتبره حقائق غائبة يساعد في الكشف عنها والإعتراف بها على الخروج من دائرة الكراهية التي تركت ظلالها على تاريخ اليهود في أوروبا.

وخلال بحثه تأكد ساك بأن يهوديًا واحدًا كان مسئول عن تعذيب وقتل 1580 ألمانيا في معسكر اعتقال واحد، وأنه هرب إلى اسرائيل التي رفضلت تسليمه إلى القضاء البولندي لمحاكمته على جرائمه ضد الإنسانية، وكذلك رفضلت بريطانيا، وكندا تسليم آخرين.

واليوم يتوافق مع اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وهي الجرائم التي ارتكبها النظام الألماني في الفترة من بداية ثلاثينيات القرن الماضي حتى منتصف أربعينات نفس القرن، ويطلق عليها أيضًا محرقة اليهود.