رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

والدة «طفل البلكونة»: «مكنش قصدى أضُره.. أنا بشقا على إخواته»

جريدة الدستور

ألقت قوات الأمن بقسم شرطة ثالث أكتوبر، القبض على السيدة التى ظهرت فى فيديو، تم تداوله على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، تُجبر فيه ابنها على دخول شقتها عبر البلكونة، ومن خلال شباك شقة الجيران بالدور الثالث، ما عرّض حياته للخطر.
وتمكنت المتابعة الأمنية لرئيس وضباط وحدة مباحث قسم شرطة ثالث أكتوبر، من تحديد المنطقة محل الواقعة بعد رؤية مقطع الفيديو المتداول، وهى مساكن «ابنى بيتك ٢»، وبإجراء التحريات وجمع المعلومات أمكن تحديد السيدة وهى «هند. ر. م»، ٣٥ عامًا، عاملة نظافة، وأصل إقامتها «كحك بحرى» بمركز يوسف الصديق بالفيوم، ونجلها «أسامة. ع. أ»، ١٣ عامًا، طالب بالصف السادس الابتدائى بمدرسة بلال بن رباح بمنطقة «ابنى بيتك ١».
باستدعاء الأم ونجلها، أيدت ما ورد بمقطع الفيديو، وقالت إنها بعد أن عادت من عملها فوجئت بأبنائها الأربعة يلهون أسفل العقار، وبسؤالهم عن المفتاح أخبرها «أسامة» بأنه أضاعه، فأجبرته على محاولة فتح الباب عن طريق شقة الجيران.
وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية بالجيزة أنه فور ضبط المتهمة انتابتها حالة ذهول لعدم توقعها أن تتسبب الواقعة فى إلقاء القبض عليها، مرددة: «أنا ماكنش قصدى إيذاءه، أنا بشتغل عشان أربيه هو وإخوته، وكنت راجعة من الشغل تعبانة وعايزه أرتاح ولقيته ضيّع المفتاح»، ومن خلال الفحص والتحرى ومناقشات سكان العقار تبين أن السيدة لم تعتد تعذيب ابنها، وإنما حاولت إجباره يوم الواقعة على الدخول للشقة عبر نافذة، لفتح الباب بعد فقدانه المفتاح.
وأفادت مصادر أمنية بأن الأم تصرفت على سجيتها، ولم تكن تعى أن بتصرفها ذلك تعرض حياة طفلها للخطر.
وحررت مباحث أكتوبر محضرًا فى حضور بعض العاملين بنجدة الطفل، والمجلس القومى للأمومة والطفولة، واقتادت، صباح أمس السبت، قوة أمنية ترأسها العميد عاصم أبوالخير، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، الأم إلى سراى نيابة أكتوبر، بإشراف المستشار مدحت مكى، المحامى العام لنيابات أكتوبر، للتحقيق معها، وبرفقتها الطفل للإدلاء بأقواله.
وأشارت مصادر قضائية إلى أن الأم تواجه تهمة تعريض حياة الطفل للخطر، وستتخذ النيابة قرارًا حسب ما ستؤول إليه التحقيقات بحق الأم والطفل، سواء بتسليمه لذويه بعد أخذ تعهد بحسن الرعاية، أو إيداعه إحدى دور الرعاية فى حالة حبس الأم.
من جانبها، استمعت نيابة أكتوبر أول، لأقوال الطفل بعد إلقاء القبض على والدته، وقال أمام إسلام عطية، مدير نيابة أكتوبر أول، إنه كان يلعب بالشارع برفقة أشقائه الثلاثة، أثناء وجود والدته فى عملها، وفوجئ بضياع مفتاح الشقة منه، وعندما عادت أمه من العمل نهرته لفقدانه المفتاح، وصعدت إلى شقة الجيران وطالبته بالخروج من النافذة والعبور إلى شُرفة شقتهم للدخول وفتح الباب لهم، خاصة أن والده لم يكن موجودًا، وذهب لزيارة جده المريض ببلدتهم بالفيوم.
وما إن انتهت النيابة من سماع أقوال الطفل حتى بدأت التحقيق مع الأم، التى نفت نيتها إيذاء، مرددة: «يا بيه أنا بشقى عليهم أنا وأبوهم.. هاموّته إزاى بس، والله ماكنش فى نيتى أؤذيه أو أعاقبه، أنا كنت عاوزه باب الشقة يتفتح».
وقال «ع. ا»، والد الطفل: «كنت أظن أن الموضوع سينتهى بمحضر فى الشرطة فقط، إحنا ناس غلابة، وأنا كنت فى الفيوم، وأنا لا أعمل حاليًا لظروف مرضى، ومراتى هى اللى بتصرف على البيت، ومن يومين اتسرق منى التوك توك اللى كنت بشتغل عليه لما ظروفى الصحية بتسمح»، مشيرًا إلى أن أحد العاملين بجامعة زويل هو من صوّر الفيديو.
من جانبها، قالت عمة الطفل: «الأم حرة، ماحدش أحن على ولادها منها، وهى مكنش معاها غير ١٠ جنيهات بس هتجيب بيهم أكل لعيالها الأربعة، ومافيش فلوس عشان تجيب نجار، عشان كده حاولت تخلى الواد يفتح الباب، ولما معرفش فضلت تصوت وتعيط صعبت على جارها اللى فى الدور السادس وبعت جاب نجار على حسابه وفتح الباب».
من جانبه، قال محسن عبدالراضى، شاهد العيان الذى صوّر الفيديو ونشره عبر صفحته الخاصة على «فيسبوك»: «أنا من صوّر الفيديو ووثق الواقعة، ولم أستطع أن أنقذ الطفل لأنى أقطن فى الدور السادس فى العقار المقابل، فلو حاولت النزول سيكون الطفل قد سقط بالفعل، فقررت أن أوثق الواقعة عشان نجيب حق الطفل».
على جانب آخر، وجهت الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، بتوفير خدمات إعادة التأهيل النفسى والاجتماعى للطفل، خاصة أنه تعرض للرعب ويحتاج لدعم نفسى من خلال دار متخصص تابع لوزارة التضامن لإزالة آثار ما بعد الصدمة التى ستتسبب للطفل فى عواقب مستقبلية بسبب تعرضه لخطر محدق.
كما وجهت الوزيرة بضرورة مناظرة حالة الأم من الناحية النفسية بشكل خاص والأسرة بشكل عام لضمان حمايتهم من الخطر، ووجهت فريق التدخل السريع و«أطفال بلا مأوى» باتخاذ اللازم وعمل خطة تأهيلية مناسبة للطفل.
وقالت الدكتورة عزة العشماوى، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، إن المجلس يرصد أى انتهاكات يتعرض لها الأطفال، ليتدخل على الفور لحماية أى طفل معرض للخطر على مدار ٢٤ ساعة.
وأكدت «العشماوى»، لـ«الدستور»، أن هناك خط اتصال مفتوحًا دائمًا مع الجهات الحكومية المختصة لوقف أى انتهاك يتعرض له الأطفال وتتم معاقبة المذنبين.