رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلمات سطرها التاريخ فى ذكرى زواج صافيناز من الملك فاروق

زواج صافيناز من الملك
زواج صافيناز من الملك فاروق

هزت عرش الملك فاروق حينما أوقع طلاقها في 19 نوفمبر 1948 وخرجت التظاهرات وهتفت الجماهير "حذاء فريدة فوق رأس فاروق"، "خرجت من بيت الدعارة إلى بيت الطهارة" وأعتبرها أبناء الشعب بطلة قومية لمقاومتها فساد الملك، واعتبروها الوحيدة التي قالت لفاروق لا عندما رفضت حياته النسائية.. هكذا كانت حياة الملك الذي تزوج في سن الـ17 عامًا من الملكة فريدة صاحبة الـ15 عامًا.

يقول الكاتب أشرف مصطفي توفيق، في كتابه "نساء الملك فاروق.. العرش الذي أضاعه الهوي"، لم تكن "صافيناز ذو الفقار" والتي سميت الملكة فريدة بعد زواجها غريبة عن الملك فاروق، ولم تكن شخصية مجهولة ما زالت تحتاج للدراسة قبل أن يتزوجها، فقد كانت أمها زينب وصيفة من وصيفات الملكة نازلي في بداية زواجها من الملك أحمد فؤاد الأول، ونازلي رشحت صافيناز للزواج بالملك الشاب فاروق الأول.

وأضاف، أن نازلي طلبت من زينب أن ترسل صافيناز لتصاحب فاروق وأخواته البنات في رحلة لأوروبا لأيام، وقد تعلت أمها بأن الأمر بيد والدها يوسف باشا ذو الفقار قاضي محكمة الإستنئناف، لكن نازلي أصرت وقالت إن الأميرات أخوات فاروق يصررن على أن تصحبهن صافيناز وإلا فإنهن لن يسافرن وإذا أصر يوسف باشا على الرفض فقولي له إن هذا أمر ملكي.

وسافرت صافيناز بصحبة نازلي وفاروق وأخواته إلى أوروبا، وحين تلاقت العيون خفق قلب صافيناز للملك الصغير الوسيم القوي، وحدثت حوارات طويلة بينهما في رحلة أوروبا، وبعد وصولهم استدعى الملك خادمه، وقال له قل للجنرال فتحي سنذهب إلى الإسكندرية حالًا، وفي الطريق أوقف فاورق السيارة أمام منزل يوسف باشا ذو الفقار، وأمام شرفة حجرة صافيناز ناداها ووقف في مواجهتها وصاح الملك صافيناز هل تتزوجيني، فأحمر وجهها، وقالت إنه لشرف كبير، ولكن يجب أن تسأل أبي وأمي أولًا.

وعرض الأمر على والدتها فأبدت موافقتها، وتعللت بسفر الأب، وقد كان والد صافيناز مسافرًا إلى بورسعيد ليبحر منها إلى بيروت بلبنان عندها أمر البوليس بإحضار والد صافيناز إلى القاهرة بمجرد وصوله بورسعيد، وترتب على ذلك أن تصرف البوليس مع القاضي يوسف باشا بطريقة عنية لإحضاره.

هكذا تمت الخطبة، وكانت صافيناز وقتها ما زالت تحمل كتبها على صدرها كتلميذه في مدرسة، وبعد زواجها تعرفت على الأميرة "بيرس كاندورف" التي تقابلت معها عام 1980، وجمعت بينهما صداقة كبيرة على الفور للتشابه بينهما، لكن صافيناز فضفضت مع بيرس عن حياتها الخاصة، واعترفت لها أن فاروق اعتاد تناول أدوية ومنشطات لإنجاب الأطفال.

تسربت الأخبار للصحف الغربية التي صدرت حياة الملك فاروق بأنه مخنس ضعيف وأحدثت فضفضة فريدة أزمة، وأصبح السؤال التاريخي ماذا عن الجنس وفاروق؟ إن فشله مع فريدة جعل موضوع الجنس أول شئ يستفسر عنه أي واحد بالنسبة لفاروق لم يسألوا عن فكرة وسياسته واهتماماته الإجتماعية وموقفه من الفلاحين وموقفه من إسرائيل.

كل ذلك أدى لتفاقم المشكلات عندها حسم المشكلة بأن فريدة لا تستحقه، وترددت الإشاعات عن طلاق فاروق لزوجته لكن لم يطلقها ولم تظهر العلاقات السيئة بينهما إلا في عام 1944، أي بعد عامين، حينما اتهمها الملك بعلاقة آثمة مع وحيد يسري وتبين عدم جديتها.

وطلاقها أوقع الملك مع الأزهر في مشكلة عندما طلب من الشيخ المراغي أن يفتي بتحريم زواجها مرة أخرى فرفض الشيخ المراغي إصدار الفتوي، وقال قولته الشهيرة "أما الطلاق فلا أرضاه وأما التحريم فلا أملكه"، وأفهم الملك فاروق أن تحريم الزواج بأمهات المؤمنين زوجات الرسول خاص بالرسول فقط.

ويتوافق اليوم مع ذكرى زواج الملك فاروق ملك مصر من صافيناز ذو الفقار، والتي أصبحت تلقب بالملكة فريدة، ورفضت ممارسات الملك مع النساء، وفضحت ذلك وقالت له: "أنا أو الحاشية الزفت دي"، واعتبرها الغرب أنها امرأة غيورة، أخرجت كل أسرار الملك خاصة إلى أقاربها، كانت تحدث رؤساء الوزراء عن مفاسد الملك فيستغلون ذلك ضده، بل إنها حررت محضرًا رسميًا لإحدى عشيقاته.