رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإحصاء يفجر مفاجآت عن نسب زواج الأطفال فى محافظات مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

◄ بورسعيد والشرقية الأعلى.. والوجه البحرى يتفوق على الصعيد في معدلات زواج الأطفال
◄السويس تضم أعلى نسبة للأطفال الأرامل.. والبحر الأحمر تتصدر معدلات طلاق الأطفال


يعتبر الزواج في سن مبكر من أخطر المشاكل الاجتماعية التي تواجهها المجتمعات بمختلف الدول خاصة العربية والإفريقية، حيث تمثل شكلًا من أشكال العنف ضد المرأة، وقد حاز الزواج المبكر على الاهتمام الوطني والدولي خلال العقد الماضي، حيث أن الزواج المبكر لا يتعلق فقط بالفقر ولكنه في حقيقة الأمر مرتبط بمجموعة من الأولويات الإنمائية الأخري مثل التعليم والحماية والمتعقدات الثقافية والسلوكية.

ويشير مصطلح الزواج المبكر إلى أن الزواج يتم قبل بلوغ سن 18 عامًا وهو متماشيًا مع تعريف الطفولة كما هو متفق عليه، ويحدد قانون الطفل المصري لعام 2008 الحد الأدنى لسن الزواج عند 18 سنة للإناث والذكور لأن الفتيات اللاتي يتزوجن قبل سن 18 تعانين منه آثار سلبية على صحتهن وتعليمهمن ومشاركتهن في سوق العمل.

وبحسب دراسة أعدها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يعتبر الزواج المبكر "الزواج الذي تم تحت السن القانوني للزواج 18 عاما" من أهم المشاكل التي تواجه المجتمع المصري عامة والإناث خاصة في جوانب حياتهن المختلفة سواء الصحية أو الصحة النفسية، وتشير بيانات الإحصاء إلى أن إجمالي عدد من سبق لهم الزواج من الأطفال 117.220 ألف طفل بنسبة 0.8% من إجمالي عدد السكان في الفئة العمرية "10-17 سنة" وذلك وفقًا لتعداد 2017.

وأظهرت الدراسة أن أعلى نسبة لحالات الزواج المبكر بين الأطفال كانت في محافظة بورسعيد بـ 95.3% تليها محافظة الشرقية 95.1%، وفي المقابل كانت أقل نسبة للمتزوجين في محافظة جنوب سيناء 68.3% يليها محافظة القاهرة 73.3%.

أما بالنسبة لحالات الطلاق كانت أعلى نسبة في محافظة البحر الأحمر 7.8%، تليها محافظة جنوب سيناء "2.4%، وأقلها في محافظة السويس 0.4%، بينما لم تسجل محافظة الوادي الجديد أي حالات طلاق بين الأطفال المتزوجين.

وفيما يتعلق بنسبة السكان "10 - 17" الأرامل توضح البيانات أن أعلى نسبة أرامل كانت في محافظة السويس بنسبة 3.1%، تليها القاهرة 2%، وأقلها في محافظة مطروح 0.2%، والدقهلية 0.3%.

وتلاحظ وجود علاقة طردية بين نسبة المتزوجين والعمر، حيث تزيد نسبتهم بارتفاع العمر، كما تلاحظ إرتفاع نسبة الإناث المتزوجات عن الذكور المتزوجين، وقد سجلت أعلي نسبة للمتزوجين 94.2% في الفئة العمرية "16-17 سنة"، وأقل نسبة 66.3% كانت في الفئة العمرية "10-11 سنة".

أما بالنسبة لعقد القران فقد بلغت نسبتهم حوالي 6% علي مستوى الإجمالي وكانت أعلي نسبة 26.6% في الفئة العمرية "10-11 سنة"، كما تلاحظ وجود علاقة عكسية بين نسبة حالات عقد القران وارتفاع العمر فكلما ارتفع العمر انخفضت نسبة عقد القران في الفئة العمرية "10-17 سنة" مع ارتفاع نسب الذكور عن الإناث.

وعلى مستوي الأقاليم تلاحظ أن أعلى نسبة للمتزوجين بلغ 93.6% سجلت في إقليم الوجه البحري، بينما مثلت أقل نسبة للمتزوجين 78.1% في محافظات الحدود، أما بالنسبة للكان "10-17 سنة" الذين تم عقد قرانهم فقد بلغت أعلى نسبة في محافظات الحدود 20.6%، بينما سجلت أقل نسبة للأرامل والمطلقين 1، 0.5% على التوالي في الفئة العمرية 10-17 سنة ممن سبق لهم الزواج.

وأرجع الإحصاء أسباب ظاهرة الزواج المبكر، إلي الصورة السائدة في المجتمع عند النساء اللواتي يتأخرن في الزواج، وقلة حظوظهن، مما يساهم في زيادة خوف الأهل، ورغبتهم في تزويج الفتيات في سن مبكر، تفاديًا لتأخرهن في الزواج، وانتشار مفاهيم مثل السترة، العنوسة، الوضع الاقتصادي للأسرة والذي قد يعده كثيرون مبررًا كافيًا لتزويج الفتيات مبكرًا.

وسجلت نسبة الأميين في الفئة العمرية بين 10-17 سنة الذين سبق لهم الزواج حيث بلغت 39.6%، تليها نسبة الحاصلين علي الشهادة الإعدادية بنسبة 27%، أما أقل نسبة فكانت للحاصلين علي التربية الفكرية بنسبة 0.2%.

مثلت أعلي نسبة الأطفال المتزوجين المتسربين من التعليم في محافظة أسوان بنسبة 68.6%، يليها محافظة قنا حيث بلغت 47.7%، بينما كانت أقل نسبة 25.%% في محافظة المنيا ثم محافظة السويس بنسبة 21.1%.

وأوصت الدراسة بتعزيز نظم حماية السكان في الفئة العمرية "10-17 سنة" عن طريق زيادة وفاعلية أليات الإبلاغ عن الزواج المبكر، وزيادة الاستثمار في التعليم عن طريق الوصول إلي المناطق الأكثر حرمانًا من التعليم، وتهيئة الفرص للتغيير السلوكي والمجتمعي من أجل التصدي لظاهرة الزواج المبكر عن طريق إشراك رجال الدين ووسائل الإعلام، إضافة إلي جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالأثار الإجتماعية والصحية لظاهرة الزواج المبكر من ـجل صورة أوضح عن حقوق الطفل.