رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات مشردين على أبواب السيدة زينب ينتظرون "حياة كريمة"

جريدة الدستور

عيون تزرف دمعًا، قلوب تدعو الله أن تجد من يعيدها لحياتها القديمة، أحلام ترفرف بحياة أكثر آدمية، راحة بال، وجبة طعام جيدة، منزل صغير يحميهم من لسعات البرد، طموحات علقت في عقول المشردين والأطفال بلا مأوى فى شوارع القاهرة بعد تدشين حملة "حياة كريمة".

"أهلي ماستحملوش مرضي وكانوا عايزين يرموني في مستشفى وهربت"، بهذه الكلمات أوضحت فتحية محمد التي أخذت من ميدان السيدة زينب مأوى لها، بعد هروبها منذ حوالي ١٠ سنوات من أهلها، فكان السبب هو مرضها النفسي إثر تعرضها لضغط نفسي بسبب زوجها.

لاقت فتحية الكثير من الضغط بعد زواجها من رجل لا تحبه، أخذ يعنفها ويضربها من أول أيام زواجهما، حتى وصل بها الحال للهروب من الواقع بالإصابة باكتئاب ثنائي القطب، والذي تسبب في معاناة أهلها في محاولة علاجها من ذلك المرض، وبعد مرور حوالي عامين واستمرار سوء حالتها قرروا وضعها بمصحة نفسية، وعليه ذهب بها أخيها الأكبر للصحة النفسية بمنطقة حلوان.

ذلك المكان الذي أثر على نفسيتها أكثر، فلم يضف لها شيء سوى المرض أكثر، فقررت حينها الهرب وذلك في عام ٢٠٠٨، ومنذ ذلك الوقت وهي مشردة بشوارع القاهرة ولم يصادف سماعها خبر عن أهلها الذين يعيشون بعيدا عنها بمسافة ساعتين بمحافظة بني سويف.

تعودت على صقيع الشتاء وحرارة الصيف، حشرات الشارع، حتى جاءت إليها مبادرة "حياة كريمة" كنجدة لها إذ وصل لسمعها أنهم يقدمون الغطاء، الكشف الطبي عليهم، ويساعدونهم في إيجاد مأوى.

"طفشت من مرات ابني"، جملة قالتها زينب محمد عن سبب جلوسها في الهواء الطلق بجانب سور السيدة زينب، بعد أن زوجت ابنها من ابنة أخيها بمنزلها، أملة في أن تقوم بخدمتها بعد عدم قدرتها على التحرك بسبب الخشونة.

لم تكن ابنة أخيها مثلما تخيلت زينب، فظلت تخلق المشاكل حتى جعلت ابنها يطرد والدته خارج المنزل، فاستمرت في البحث عن مأوى حتى وصلت للسيدة زينب، جالسة على الرصيف أملة في أحد أن يساعدها حتى بأخذها لدار مسنين، وعندما علمت عن عربات جمع المشردين، شق الأمل طريق قلبها واستمرت في الشعور بالأمل.

منصور عبدالمحسن، عجوز في عقده الثامن خرج حاملًا عكازه، وحقيبة علاجه بعد طمع أولاده الخمسة في ميراثه، فقرر أن يترك لهم كل شيء قبل أن يقوموا هما بطرده، فقرر أن يبحث عن رزقه في ملكوت الله حسبما أوضح.

ظلت رحلته بشوارع القاهرة مستمرة دون فقد الأمل، حتى وصل لمجموعة من اللاجئين مثله، وجاءه الأمل عندما سمع هو وأقرانه المشردين عن سيارات تجمعهم، فقرر أن يبحث عنهم هو بنفسه قبل أن يبحثوا هم عنه، لذلك طاف بالشوارع.