رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبطال المشروعات المتوسطة والصغيرة في 6 محافظات يتحدثون لـ«الدستور»

جريدة الدستور

محمد عوض- مصطفى عبدالله - مصطفى علم الدين - عمرو الحوتى - مصطفى دياب - حسام فوزى جبر - شريف عبدالغنى - همت الحسينى - ياسمين شعيب -هبة عويضة - على حسين



يواصل جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، دعمه لآلاف الشباب الذين تملكتهم أحلام عريضة، وآمنوا بقدرتهم على تحويلها إلى واقع، فأخذ بأيديهم وقادهم إلى طريق تنفيذ هذه المشروعات على أرض الواقع، عن طريق قروض وصلت إلى ملايين الجنيهات فى كثير من الحالات. ولم يقتصر دعم «جهاز تنمية المشروعات» على الجانب المادى فحسب، بل امتد ليشمل المشاركة فى تسويق وترويج منتجات هذه المشروعات فى معارض دولية، وأخرى داخل مصر بتنظيم من الجهاز، وقبل هذا كله تدريب من لا يملك أفكارًا للمشروعات على كيفية بدء مشروع ناجح وإعداد دراسة الجدوى الخاصة به. «الدستور» التقت مجموعة من هؤلاء الشباب، فى حوارات تحدثوا فيها عن قصص كفاحهم ونجاحهم.



الإسكندرية جمال وإيهاب: ننافس بـ«المراتب ومستحضرات التجميل الطبيعية» فى أمريكا والصين

أصبح جمال عيسى، الشاب السكندرى، صاحب مصنع للمراتب الجاهزة والإسفنجية، بالمنطقة الصناعية فى العامرية، وهو المشروع الذى بدأه منذ سنتين برأسمال مليون ونصف المليون جنيه، حصل عليها من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، ليصبح لديه مشروع ينافس به فى الأسواق العالمية. وقال «عيسى» إن فكرة إقامة مصنع للمراتب الجاهزة جاءت من احتياج السوق المصرية هذا النوع من المنتجات، بدلًا من الاعتماد على المنتج المستورد، خاصة التركى الذى ينافس بقوة فى الأسواق، مضيفًا: «المشروع غيّر حياتى وجعل لى مصدر رزق، وساعد أيضًا فى خلق فرص عمل وتدريب وتعليم شباب كثيرين، ليصبحوا عناصر صالحة فى المجتمع». وذكر أنه بعد بداية المشروع ونجاحه، استكمل هذا النجاح بفتح منافذ بيع خاصة بالمصنع، فى الإسكندرية وكفرالشيخ والدقهلية، بضمان على المنتج للعملاء والموزعين، للحفاظ على مستوى معين من الجودة، مختتمًا: «نقدم منتجًا مصريًا بجودة عالية، يستطيع المنافسة فى الأسواق الخارجية بأسعار أقل من منافسيه».
ولا يقتصر دور جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة على تمويل المشروعات الجديدة فقط، بل يواصل نجاحاته فى مساندة أصحابها، من خلال فتح أسواق جديدة وتسويق منتجاتهم، من خلال المعارض التى ينظمها الجهاز داخل مصر وخارجها، كما حدث مع ابن الإسكندرية المهندس إيهاب ماضى. «ماضى» كان لديه مشروع لمستحضرات التجميل الطبيعية، ويعد من أبرز النماذج الناجحة، ويقوم بالتوزيع فى جميع محافظات مصر، إضافة إلى التصدير للخارج، مستكملًا فى ذلك مشوار جده بمجال الأعشاب، فهو حفيد أشهر العطارين بالمحافظة الساحلية.
وقال حفيد «شيخ العطارين»: «أخذت على عاتقى استكمال مشوار جدى ليظل اسمه موجودًا بالإسكندرية، وحصلت على قرض من الصندوق الاجتماعى (جهاز المشروعات حاليًا)، عام ١٩٩٦ بمبلغ ٥٠ ألف جنيه، بهدف الاستفادة من المعارض الخارجية التى يقدمها الجهاز، للنهوض بالمشروعات المتوسطة والصغيرة».
وأضاف أن الجهاز «وفر عرض منتجاتنا بالمعارض الخارجية فى جميع دول العالم، وفقًا لتوجيهات قيادته، التى تتمتع بدراية كافية بمواعيد المعارض وترتيباتها، والوقت الملائم لها، كما أنه يوفر لنا الأماكن والسفر ووسائل التنقل مجانًا، وأيضًا الاجتماع بالممثل التجارى بالقنصليات المصرية فى الخارج».
واختتم: «أفتخر بأن نجاح تسويقى خارجيًا يرجع لجهاز المشروعات، إذ استطعنا أن نصدّر منتجنا للولايات المتحدة والدول الأوروبية والخليجية»، لافتًا إلى أن آخر معرض له كان فى الصين خلال أكتوبر الماضى، التى تعد الأولى عالميًا فى تصدير منتجات منافسة، لكن المنتج المصرى الطبيعى نجح فى المنافسة هناك ولفت الأنظار.


الجيزة سعاد: الدولة مولتنى.. وعامر: أتاحت عرض سجادى بأوروبا

فى محافظة الجيزة، أسهم جهاز تنمية المشروعات الصغيرة فى إقامة العديد من المشروعات التى أسهمت فى تغيير جذرى لحياة المواطنين، من بينها إنشاء السيدة سعاد حسين مصنع زيوت عطرية بمليون و٥٥٠ ألف جنيه على ٣ مراحل.
وقالت «سعاد»، صاحبة مصنع الزيوت العطرية فى منطقة المريوطية، إن الوضع المادى لأسرتها بعد وفاة زوجها ازداد سوءًا، خاصة أن لديها أولادًا بجميع مراحل التعليم المختلفة، وهو ما جعلها تفكر فى إنشاء مشروع لتنفق من أرباحه على أولادها.
وأضافت أنها بدأت مشروعها بالمصادفة، عندما توجهت مع إحدى جاراتها إلى جهاز تنمية المشروعات الصغيرة بالجيزة، لحصول جارتها على قرض متناهى الصغر لشراء ماكينة خياطة، وبسؤال الموظف المسئول عن إمكانية حصولها على قرض، أوضح أنه يحق لها فى حالة وجود مشروع، وفى حالة عدم وجوده، يعقد الجهاز دورات تدريبية قبل الحصول على القرض لمدة يومين مجانًا لتعليم كيفية التفكير فى إقامة مشروع ناجح وإجراء دراسة جدوى له.
وتابعت أنها التحقت بالفعل بمحاضرات جهاز المشروعات، وتم خلالها التدريب على كيفية التفكير فى إنشاء مشروع صغير، وكان من أهم المشروعات التى لفتت نظرها: تقطير الزيوت العطرية والمنسوجات اليدوية.
قدمت «سعاد» على قرض بمبلغ ١٠٠ ألف جنيه كمرحلة أولى، وبعد تشغيل المشروع وبدء إقبال أصحاب المحال على الشراء، قررت التوسع فى المشروع حتى حصلت على مبلغ ٨٠٠ ألف جنيه، وبعد نجاح المشروع وصل إجمالى القروض مليونًا و٥٥٠ ألف جنيه، وأصبح مصنعًا كاملًا يوزع منتجاته بمعظم المحافظات.
من جهته، قال عامر أبوخميس، صاحب مصنع سجاد فى منطقة «الحرانية» على طريق سقارة بمحافظة الجيزة، إنه بدأ مشروعه عام ٢٠٠٤، بقرض من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، بلغت قيمته ٤٧ ألف جنيه، مضيفًا: «لم أقتصر على قرض واحد، وحصلت من الجهاز على أكثر من قرض، حتى أصبح المشروع مصنعًا لجميع أنواع السجاد المصنوع من الحرير والصوف».
وأشار إلى استعانته بعدد كبير من العمال خلال ١٥ عامًا، هى عمر المشروع، بعضهم قرر أن يخوض التجربة والبدء بمشروع خاص به، بعد أن تعلم حرفة تصنيع السجاد.
وأضاف «أبوخميس» أن أكبر مشكلة كانت تواجه المشروع هى عملية التسويق، لكنه نجح فى حلها عن طريق جهاز المشروعات الصغيرة «الصندوق الاجتماعى للتنمية سابقًا»، من خلال تنظيمه وإتاحته مشاركة منتجات المصنع فى العديد من المعارض، فى القاهرة والصعيد، وإسبانيا وإيطاليا.


الغربية هانى زايد: حققت حلمى بتأسيس أفضل مطعم فى زفتى

ظل هانى زايد، أحد شباب مدينة «زفتى» بمحافظة الغربية، يحلم بأن يكون صاحب مشروع لإعداد وبيع المأكولات الشعبية، وبعد سنوات طويلة استطاع أن يبدأ مشروعه بمحل بسيط لبيع الفول والطعمية، ليعمل بعدها على تحويله إلى سلسلة محلات كبرى، بعد حصوله على قرض برنامج «مشروعك»، للمشروعات متناهية الصغر، التابعة لوزارة التنمية المحلية.
«زايد» الذى يرى أن الوظائف مهما كانت مكانتها، لم تعد تكفى لتسيير حياة بكل جوانبها، قال إن أصحاب الدخل الثابت يعانون من الأزمات المالية المتكررة، خاصة بعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير، مشيرًا إلى أن مقولة «إن فاتك الميرى اتمرغ فى ترابه» أصبحت غير مجدية، وأنه على الجميع أن يُدرك أن قدر اجتهاده وإتقانه عمله سيرزقه الله بالمصدر المناسب للتمويل، ومن ثم المكاسب المادية والمعنوية، شرط أن يتقى الله.
وأشار إلى أنه ينتمى لأسرة تعمل فى مجال المأكولات الشعبية منذ عدة عقود، داخل مدينة عريقة هى زفتى، إحدى أكبر مدن محافظة الغربية من حيث الكتلة السكنية والمساحة، وأقدمها تاريخيًا، لكن المال دائمًا ما كان العائق أمام إثبات ذاته وتنفيذ حلم أسرته الصغيرة، مضيفًا: «كنت متأكدًا من أن الفرصة ستأتى وأن الموضوع مجرد وقت، وسأقوم بتنفيذ حلمى، وفرض موهبتى وصنعتى على الجميع، حال توافر الدعم المناسب». وما أن أعلن مجلس مدينة زفتى بالتعاون مع أحد البنوك، تفاصيل التقدم للحصول على القروض متناهية الصغر، بداية من ألف جنيه حتى ٧٥ ألف جنيه، بشروط ميسرة وسعر فائدة سنوية منخفض، ضمن برنامج «مشروعك» الذى يهدف لزيادة إنتاج المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر، تقدم «زايد» للحصول على القرض، ويقول عن تلك اللحظة: «بالفعل بدأت ونجح مشروعى الأول (مطعم زايد للمأكولات الشعبية)، بفضل الله ثم لإخلاصى فى العمل، إذ جعلت منه المطعم الأفضل فى المدينة، الذى يعمل على مدار اليوم». وتابع: «الآن بعد ما يقرُب من عامين، أسعى لافتتاح الفرع الثانى، بجمهورية زفتى، وأواصل العمل حتى تصبح لدىّ سلسلة محلات لا تنتهى، وسأظل أحارب من أجل حلمى، مدينًا بالفضل لله ثم لمن فكر ومن نفّذ فكرة مساعدة الشباب ودعمهم، بالحصول على القرض بهذه الطريقة بفائدة صغيرة دعمًا للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر».




مطروح عبدالعزيز: بدأت بـ3 ماكينات خياطة وتطريز




تحدى محمد عبدالعزيز، ابن محافظة مطروح، البطالة والفقر، وبدأ فى تأسيس ورشة تصنيع مفروشات برأسمال ١٥ ألف جنيه، ثم استغل دعم جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب فى تطوير مشروعه، بعدما اقترض ٢٥٠ ألف جنيه، استخدمها فى تصدير منتجاته إلى الدول العربية.
«عبدالعزيز»، صاحب الـ٢٨ عامًا، عمل منذ طفولته فى مصانع وشركات تصدير بمدينة المحلة الكبرى، لمكافحة الفقر والاعتماد على نفسه، وظل حلمه يراوده حتى أنشأ ورشة لتصنيع المفروشات برأسمال ١٥ ألف جنيه، واشترى ٣ ماكينات للخياطة والتطريز، وعندما احتاج تطوير ورشته، اقترض ٢٥٠ ألف جنيه من جهاز تنمية المشروعات، لشراء ماكينات أخرى لزيادة المنتج وتنوعه، بالإضافة إلى دعم الجهاز فى إنهاء إجراءات تسجيل المشروع.
وقال «عبدالعزيز» إن محافظة مطروح مستهلكة وليست منتجة، لذا قرر فى بداية مشروع تصنيع المفروشات بأقل الإمكانيات خلال المرحلة الأولى، ثم الاقتراض من جهاز تنمية المشروعات فى المرحلة الثانية لتطوير المشروع وزيادة الماكينات لزيادة المنتج والتوزيع بالجملة لجميع محال مطروح.
وأضاف، لـ«الدستور»، أنه فى ظل زيادة إنتاج مشروع تصنيع المفروشات والتوزيع فى أنحاء محافظة مطروح والمحافظات المجاورة، عمل على تدريب فتيات من مطروح لديهن هواية الخياطة والابتكار، للمساهمة منه فى حل أزمة البطالة.


المنيا علاء عباس: منتجات مصنعى للزيوت نجحت فى غزو الكويت

رحلة كفاح بدأها علاء عباس، ابن محافظة المنيا البالغ ٤٠ عامًا، من تجارة الزيوت إلى امتلاك مصنع لإنتاج زيوت الطعام والصابون، وذلك بعد الحصول على قرض من أحد البنوك عن طريق جهاز تنمية المشروعات الصغيرة بالمحافظة.
وقال «عباس»، إنه كان يعمل فى تجارة الزيوت مع والده، وسمع من خلال وسائل الإعلام أن هناك قروضًا تقدم من قبل جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ففكر فى الحصول على قرض وإنشاء مصنع لإنتاج الزيوت والصابون.
وأضاف: «بالفعل ذهبت للجهاز وعرضت فكرة المشروع على المسئولين، الذين رحبوا بالفكرة وطلبوا بعض الأوراق، وبعد تجهيزها عاينوا مكان المصنع، ثم وافقوا على حصولى على قرض بمبلغ ٢ مليون جنيه من بنك الاستثمار العربى، واشتريت الأجهزة والمعدات اللازمة وبدأ المصنع يعمل ودارت عجلة الإنتاج». واختتم: «هذا المشروع أحدث نقلة كبيرة فى حياتى، لم تكن الوظيفة الحكومية تستطيع أن تحققها لى، فقد أصبحت الآن من أصحاب الأعمال، والسعادة تغمرنى وأنا أشاهد منتجات مصنعى فى المنطقة الصناعية بمدينة المنيا الجديدة تغزو الأسواق، بل تمتد لأسواق دولة الكويت».



الدقهلية عمرو معروف: سددت قرضًا بـ50 ألفًا من مشروعى للملابس

لم يستسلم عمرو معروف، أحد أبناء مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، البالغ من العمر ٣١ عامًا، لفشله فى العثور على وظيفة حكومية بعد تخرجه منذ سنوات، وقرر أن يدشن مشروعه الخاص، فى صناعة الملابس، سواء الرجالى أو الحريمى. يقول «معروف»: «رغم أننى لم أجد عملًا حكوميًا بعد التخرج، فإننى لم أيأس أو أستسلم لظروفى الصعبة، وقررت أن أبدأ مشروعًا صغيرًا لتصنيع ملابس الرجال والسيدات داخل أحد أركان المنزل الذى أقيم فيه، ومع تزايد المشروع يومًا تلو الآخر احتجت إلى أموال أكثر مما لدىّ فى الوقت الحالى».
وللحصول على هذه الأموال، قررت الاستعانة بجهاز تنمية المشروعات الصغيرة: «اقترضت ٥٠ ألف جنيه، والحمد لله سددتها بعد نجاح مشروعى بصورة كبيرة»، موجهًا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى ومسئولى الجهاز.
وعن أوجه صرف القرض الذى حصل عليه من جهاز المشروعات الصغيرة، قال: «فى بداية طريقى واجهنى العديد من العقبات، من بينها أسعار الخامات، وعدم شهرتنا، وهو ما تغلبت عليه من خلال إنفاق القرض على تطوير مصنعى ومنتجاته، بزيادة الكميات المنتجة، وبجودة فى غاية الإتقان، وذلك بمساعدة والدى الذى يمتلك خبرة فى مجال الملابس».
وأضاف: «تمكنا من إنتاج بلوفرات شتوية، رجالى وحريمى، سعرها أقل من المحال وبنفس الجودة، لذا أصبحت أكثر رواجًا، والإقبال عليها يتزايد بشكل كبير، وهو ما جعلنا نفكر فى خطوة التصدير، التى سنتخذها فى أقرب وقت». واختتم موجهًا نصيحته للشباب: «لا تنتظروا العمل الحكومى، ولا يرمى كل منكم همه على الحكومة ويلومها، إذ يمكنكم بقروض جهاز المشروعات الصغيرة من إقامة مشروعات عديدة، لكن عليكم باختيار المشروع الذى يلائمكم».