رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الضحك أدب ودين.. دراسة تنفى مقولة «لا دعابة فى الجنة»

جريدة الدستور


كشفت دراسة اجتماعية أجراها فريق بحث تابع لجامعة سنغافورة، عن وجود تعارض بين مفاهيم الفضيلة والفكاهة، لدى البشر المنضبطين أخلاقيًا، اعتبر علماء آخرون أن الفكاهة أحد الأشياء التى خلقها الله لإسعاد البشرية.

قارنت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، بين نتائج الدراسة التى أكدت ابتعاد الأشخاص المؤمنين ببعض القيم والفضائل، عن الفكاهة، باعتبارها تصرفات غير أخلاقية، واقتناع آخرين بضرورة وجود الفكاهة فى الحياة، ناقلة عن «مارتن لوثر» تعليقه على مقولة «لا دعابة فى الجنة»، بقوله: «إذا لم يُسمح لى بالضحك فى الجنة، فأنا لا أريد الذهاب إلى هناك».
وبحسب «ديلى ميل»، قال الباحثون إنه «فى الجنة، سنترجم أفراحنا إلى ضحك وفكاهة، والأنبياء سيشاركوننا الضحك أيضًا، وسيكون الله سعيدًا بذلك الفرح، هذه الحالة هى الترجمة الفعلية للمحبة بين البشر، وهى التعبير الأمثل عن السلام والخير بين الناس».
وتساءل الباحثون: «أين نشأت الفكاهة؟»، موضحين: «الله أنشأها، ليس فقط لتكون بين الناس، وإذا لم يكن لدى الله حس الفكاهة، فلم يكن ليخلق حيوانات مسلية ومضحكة مثل القردة التى تثير قهقهاتنا بحركاتها ودعاباتها، فنبتسم بمجرد النظر إليها».
وأضافوا: «الله خلق تلك الأشياء لنضحك ونسعد، والكتاب المقدس، أظهر الملتفين حول مائدة العشاء الأخير، مبتسمين وكأنهم فى ملكوت الله أو فى الجنة، وهو نفس الشعور الذى يبعث على الطمأنينة بين المجتمعات الحالية، فليس هناك أجمل من أن يلتف الناس حول الدعابة والمرح».
وذكروا أن «الناس فى حاجة ماسّة إلى الفكاهة، فى جميع المناسبات، نحن فى حاجة إلى المرح سواء كنا بين أفراد أسرنا أو فى أعمالنا، فقد جعلنا الله نضحك ونحب أن نضحك، من أجل أن تعيش البشرية فى أمان وسلام».
ونوه الباحثون إلى الآية القرآنية التى تتحدث عن الضحك أو البكاء فى قوله تعالى: «وأنه هو أضحك وأبكى»، متسائلين: «كيف سنشعر بالرضا ونحن فى الجنة إذا لم نضحك؟، فالفرح والمرح هو المكافأة الكبرى فى السماء، وهو هدية الله إلى البشرية، كما أن المرح يرتفع إلى مستويات أعلى وأكثر بهجة فى الجنة».
وأشاروا إلى أن هناك الكثير من الآيات فى الكتب السماوية التى تتحدث عن الفرح كأحد مظاهر مكافأة الله لعباده المخلصين، مثل قوله تعالى: «فرحين بما آتاهم الله من فضله»، مضيفين: «المرح سيكون مكافأة على الحزن الذى شعر به الإنسان فى الدنيا، بأن يضحك ويمرح فى الجنة».
وأجرى الباحثون خلال الدراسة، سلسلة من المقابلات، استخدموا خلالها عددًا من النكات والدعابات والإيماءات المرحة، لاختبار ردود فعل الناس، ولبحث الروابط بين الضحك على النكات وشخصيات الأفراد، وتبينوا أن الأشخاص الذين يتحلون بالأخلاق الرفيعة، يرفضون الضحك على النكات بشكل تلقائى، لأنهم يخشون أن يتم ربط ذلك باعتباره سلوكيات سيئة.
وقال الباحثون: «إن البيانات التجريبية والميدانية، تشير إلى أن التوتر الناشئ داخل الأفراد الذين يؤمنون بالتعارض بين الأخلاق والمرح، لا يعنى فقط اعتقادهم أن الفكاهة والمرح قد يؤثران على الأخلاق، لكن يؤثران بشكل سلبى على شعبيتهم فى أوساط المجتمع، ومدى قبولهم لدى الناس».
وحللت الدراسة النظرية القائلة بأن الكثير من الفكاهة يعد انتهاكًا للقواعد الاجتماعية المتفق عليها، وتبين أن المؤمنين بذلك، يشعرون بتوترات كبيرة حال تعرضهم لمواقف ضاحكة أو فكاهية، وتبين أن الموظفين والقادة الذين يتمتعون بسمات أخلاقية مميزة، ينظر إليهم على أنهم أقل مرحًا من قبل زملائهم.
وذكرت الدراسة «أن الموظفين أو الاشخاص الذين يرون فى أنفسهم حسًا أخلاقيًا، يستطيعون تحقيق الكثير من الفوائد، من خلال التناغم وعدم التعارض بين المرح والأخلاق».
وأردفت: «الذين يعارضون الضحك، غالبًا ما يصابون بالإحباط والتوتر والاكتئاب المزمن»، مضيفة: «أصحاب النوازع الأخلاقية، لا يستطيعون إلقاء النكات أو حتى فهمها، ويشعرون دائمًا أنهم غير مقبولين بشكل كبير».