رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإمبراطور الأخير.. تقارير عالمية تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل خروج الشاه من إيران

جريدة الدستور

فى مثل هذا اليوم، منذ ٤٠ عامًا، هرب شاه إيران محمد رضا بهلوى هو وزوجته فرح ديبا، وخلال أسبوعين عاد روح الله الخمينى من فرنسا، ليعلن نجاح «الثورة الإسلامية» الإيرانية، وبداية عهد استمر ٤٠ عامًا.

بمناسبة الذكرى الأربعين لـ«الثورة الإسلامية» الإيرانية، نشرت وسائل إعلام عالمية عدّة معلومات وتفاصيل وأسرار فى حياة «الخمينى» و«الشاه»، وأطراف الصراع الإيرانى، ونقلت عن أستاذ فى الدراسات الإسرائيلية بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، هو «كولين شندلر»، أن «الموساد» أخطأ فى قراءة الثورة الإيرانية.
وأوضح «شندلر» أن آخر رئيس وزراء إيرانى تحت حكم الشاه، شابور بختيار، طلب من رئيس «الموساد» وقتها إسحق حوفى، اغتيال «الخمينى» فى فرنسا، لكن المخابرات الإسرائيلية رفضت طلبه قبل أشهر فقط من اندلاع ونجاح الثورة فى يناير وفبراير ١٩٧٩.
وقتها قال رئيس «الموساد» إن «الخمينى لن يدوم طويلًا، دعوه يعود والجيش سيتعامل معه»، لكن تقدير «الموساد» لم يكن فى محله، واستطاع قائد الثورة الإيرانية والمرشد الأعلى الانتصار والعودة إلى إيران بعد سلسلة من الاحتجاجات شاركت فيها فئات مختلفة من الإيرانيين ضد الشاه المدعوم من أمريكا وإسرائيل وقتها، وأنهت النظام الملكى إلى نظام الملالى أو الجمهورية الإسلامى، ليهرب «بختيار» من طهران ثم قُتل فى وقت لاحق داخل منزله فى «سورسينس» بالقرب من باريس على أيدى إيرانيين فى أغسطس ١٩٩١.
من جهة أخرى، وعلى الجانب الإيرانى، كشف محمد موسوى خوئينيها، المقرب من «الخمينى»، أن المفكر والفيلسوف والزعيم الشيعى موسى الصدر لم يؤيد الثورة ضد «الشاه»، موضحًا أن «الصدر التقى الشاه قبل الثورة فى اجتماعات سرية لإحباط مخططات الخمينى، ورفض أى تعاون مع (روح الله)، قبل أن يختفى فى ليبيا وقت حكم العقيد معمر القذافى بعد الثورة بشهور قليلة تحديدًا فى أغسطس ١٩٧٩».
ومؤخرًا، ظهرت رواية جديدة فى كتاب أمريكى بعنوان «سقوط السماء.. البهلويون والأيام الأخيرة للإمبراطورية» للكاتب أندرو سكوت كوبر، كشف فيه عن أن «الخمينى» هو السبب فى إخفاء «الصدر» لأنه كان يرى فيه تهديدًا لوصول «الملالى» إلى الحكم واستقرار نظام «ولاية الفقيه».
يأتى ذلك فى الوقت الذى تتهم فيه إيران نظام «القذافى» مسئولية اختفاء «الصدر»، وسبق أن صرح الرائد عبدالمنعم الهونى شريك «القذافى» فى «ثورة الفاتح» أن «الصدر» قتل خلال زيارته الشهيرة إلى ليبيا» ودفن فى منطقة سبها جنوب البلاد.
من جهتها، كشفت شبكة «إم إس إن» الأمريكية تفاصيل الأيام والساعات الأخيرة فى حكم «الشاه»، الذى دام حكمه نحو ٤ عقود، وكانت بلاده تقف فى مفترق طرق، فبعد خروجه و«الدموع تملأ عينيه» حسب رواية الشبكة، قال قبل أن يستقل طائرة من طراز «بوينج ٧٠٧» ذات لون أبيض وأسود، «أنا متعب للغاية»، وكان من المقرر أن يصل إلى أسوان بعد أن استقبل الزوجين الإمبراطوريين المخلوعين الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات، وتوجها بعدها إلى الولايات المتحدة بعد توقف قصير فى دولة أوروبية.
لم يرافق «الشاه» إلى مطار طهران كثيرون، فقط مجموعة حراسة من الجنود، وشخصيات قريبة منه وعدد من الضباط العسكريين ورئيس الوزراء، يحيط بهم المتحدثان فى مجلسى البرلمان. وفى المطار قال «الشاه»، الذى كان يرتدى بدلة زرقاء، للصحفيين: «ما تحتاجه البلاد هو التعاون بين جميع سكانها لإعادة الاقتصاد إلى مساره الطبيعى». وأضافت الإمبراطورة فرح ديبا بصوت مرتعش أنها تؤمن ببلدها، وعندما حلقت طائرتهم فى السماء، قال أحد مساعديه «معركة خاسرة، لكن الحرب لم تنته بعد».
شاه إيران جرب النفى مرتين خلال فترة توليه عرش طهران فى ١٩٤١، الثانية قضت على حكمه، بينما الأولى كانت خلال فترة رئيس الوزراء محمد مصدق ١٩٥٣، قبل أن تتدخل المخابرات الأمريكية «سى آى إيه» والبريطانية «MI6» لخلع مصدق فى عملية مشتركة سميت بـ«عملية أجاكس».
وفور خروج «الشاه» من طهران مهزومًا هو ومسانديه من القوى الدولية، هتف المتظاهرون فى شوارع العاصمة فى الوقت الذى انطلقت فيه أبواق السيارات بالبهجة «الشاه رحل، ويحيا روح الله الخمينى»، ليهنئ من إقامته فى نيوفل-لو-شاتو بالقرب من باريس، آية الله الخمينى الشعب واصفًا خروج «الشاه» بخطوة فى اتجاه النصر، الذى رأى المرشد الأول للثورة أن اكتماله مشروط بالعمل على التخلص من الهيمنة الأجنبية على إيران، داعيًا الشعب الإيرانى والجيش لمنع محاولات تعطيل مسيرة الاقتصاد أو الإضرار به، ليعود روح الله إلى بلاده التى كان نفى منها لمدة ١٥ عامًا.