رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

#حياة_كريمة «2».. الدستور تتجول في أفقر 100 قرية بـ12 محافظة

جريدة الدستور

محمد عوض - إسراء توفيق معوض هويدى- مصطفى علم الدين -إسلام بكرى - صلاح حسنى ياسمين شعيب - محمد قدرى


مع انطلاق العام الجديد، وتحديدًا يوم ٢ يناير الجارى، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة وطنية على مستوى الدولة، لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا خلال ٢٠١٩، داعيًا مؤسسات وأجهزة الدولة إلى تنسيق الجهود مع مؤسسات المجتمع المدنى، لتحقيق الهدف المرجو.
وبدأت مؤسسات الدولة بالتنسيق مع المجتمع المدنى، بالإعداد لتنفيذ المبادرة على أرض الواقع، معتمدة فى ذلك على بيانات ومعلومات وزارتى التضامن الاجتماعى والتخطيط، والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، التى انتهت إلى تحديد ١٠٠ قرية هى الأعلى فقرًا على مستوى الجمهورية، لبدء تطبيق المبادرة فيها بأسرع وقت. «الدستور» زارت هذه القرى للتعرف- على لسان أبنائها- على أبرز احتياجاتها، والأزمات التى تعانيها.



الجيزة
«الواحات» تشكو انقطاع الكهرباء و«أطفيح» تعانى من الصرف الصحى



أعرب أهالى القرى الأكثر فقرًا فى محافظة الجيزة عن سعادتهم بمبادرة الرئيس من أجل حياة كريمة لسكان هذه القرى، آملين فى أن تنجح الأجهزة المحلية والتنفيذية بالمحافظة فى رفع كفاءة الخدمات فى أسرع وقت.
ففى مركز الواحات البحرية، طالب أهالى قرى «الحاز» و«الحارة» و«القصر»، ضمن المبادرة الرئاسية، بسرعة تجديد المرافق والخدمات الرئيسية فى قراهم التى تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية فى قطاعات مهمة مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحى.
وأوضح عبدالحميد السيد، أحد أبناء المركز، أن القرى الثلاث تعانى عدم توافر مياه الشرب، ما يضطر الأهالى للاعتماد على المياه الجوفية بشكل كبير، ما تنتج عنه مشكلات صحية بسبب ما تحمله مياهها من أملاح، بالإضافة إلى الانقطاع المستمر فى الكهرباء خاصة فى فترة الليل، مطالبًا بالعمل على رفع كفاءة منظومة المياه بالمركز، بالإضافة إلى إيجاد حل جذرى لمشكلتى الكهرباء والطرق، التى تعانى كثيرًا من ضعف بنيتها التحتية. أما فى مركز أطفيح، فقال محمد صلاح، أحد أهالى قرية «مسجد موسى»، إن قريته تعانى انقطاع مياه الشرب بشكل شبه دائم، ما يضطر الأهالى لنقلها من القرى المجاورة، كما تعانى غياب خدمات الصرف الصحى وانتشار برك المياه الجوفية التى تؤثر على صحة المواطنين.


قنا
«بهجورة» و«أبوشوشة» و«الحاج سلام».. تهالك كبير للطرق



«تردٍ فى الخدمات وسوء فى حالة الطرق وعدم توافر وظائف وفرص عمل».. بهذه العبارة وصف بعض أهالى محافظة قنا المشهد فى قراهم، التى تضمنتها مبادرة «حياة كريمة» لتحسين الأحوال المعيشية فى الـ١٠٠ قرية الأكثر احتياجًا.
ففى مركز فرشوط، قال محمد محمود، أحد أبناء قرية «الحاج سلام»، إن أغلب أبناء قريته يعانون عدم توافر فرص العمل ونقص المشروعات الخدمية فى المنطقة، مضيفًا: «قريتنا فقيرة جدًا، ورغم أن عدد السكان لا يتجاوز ١٠ آلاف نسمة، إلا أن معظمهم غير متعلم، ونسبة التعليم بينهم لا تزيد على ٤٠٪ فقط، معظمهم من خريجى الدبلومات الفنية، لذا يعمل الجميع فى الزراعة خاصة زراعة القصب، أما الباقون فيعملون باليومية تبعًا لنوعية العمل الموسمية أو المتوافرة».
وأكد أحمد جمال، أحد أهالى قرية «أبوشوشة»، التابعة لمركز أبوتشت، أن ضعف الخدمات وقلة فرص العمل فى قريته، دفعا شباب القرية إلى الهجرة الجماعية إلى المدن الكبرى أو دول الخليج من أجل البحث عن عمل يدر عليهم أى دخل، موضحًا: «ربما نتحول مع الوقت إلى مجتمع من كبار السن ما لم تتدارك الدولة الأوضاع وتعمل على تحسين الخدمات ومكافحة البطالة».
وفى «بهجورة»، التابعة لمركز نجع حمادى، قال محمود عزت، أحد المقيمين فى القرية، إن المنطقة تعانى تهالك البنية التحتية للطرق، نظرًا لكونها لم تحظ بأى تجديد منذ عدة سنوات، كما أنها «تفتقر إلى كل شىء، فلا توجد لدينا مياه شرب نظيفة ولا خدمة صرف صحى ولا طرق، كما أن الكهرباء مقطوعة معظم الوقت، ما يؤثر بشدة على أكثر من ٣٠ ألف مواطن بالقرية».


البحيرة
«سيدنا سليمان».. مدرسة وحيدة و20 عامًا دون وحدة صحية


قرية «سيدنا سليمان» إحدى القرى التابعة لمجلس قرية «أبوبكر الصديق» مركز شرطة غرب النوبارية بمحافظة البحيرة، ربما سقطت من حسابات المسئولين خلال العقود الماضية، لكنها عادت إلى الحياة بعد ما ورد اسمها ضمن الـ١٠٠ قرية الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية، لتحظى بالدعم تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وطالب عصام عبدالوهاب بحر، أحد الأهالى الحكومة بسرعة حل مشكلة التنازع على مقر الوحدة الصحية التى تم بناؤها منذ ٢٠ عامًا ولم يتم افتتاحها حتى الآن، لوجود نزاع بين شركة مساهمة وهيئة التعمير بوزارة الزراعة، حتى أصبح المبنى آيلًا للسقوط قبل افتتاحه.
وقال سلطان محمد السيد، مهندس زراعى، إن القرية تتعرض لإهمال شديد وتدنى مستوى الخدمات المقدمة، من انقطاع مستمر للتيار الكهربائى بالأيام، وكذلك المياه، بجانب ارتفاع نسبة المياه الجوفية التى تهدد المنازل، نتيجة عدم وجود صرف صحى.
وأضاف أن «المياه لا تصل القرية سوى ساعة واحدة فقط بعد منتصف الليل، ويستخدم الأهالى الطلمبات الحبشية الأكثر خطورة، لاختلاطها بمياه الطرنشات وبيارات الصرف الصحى، كما أن القرية محرومة من العديد من الخدمات المتنوعة، ما جعلها تندرج تحت تصنيف القرى الأكثر فقرًا»، مشيرًا إلى أن مدرسة قرية سليمان للتعليم الأساسى هى المدرسة الوحيدة بالقرية ولا يوجد غيرها.


مطروح
«شماس» و«جلالة».. وحدة صحية تخدم 23 نجعًا.. و«الكارو» المواصلة الرئيسية



أشاد أهالى قرية «جلالة»، التابعة لمركز الضبعة بمحافظة مطروح، بإدراج قريتهم ضمن مبادرة «حياة كريمة»، خاصة أن القرية التى يتبعها ٢٣ نجعًا تعانى العديد من الأزمات، ومحرومة من الخدمات الرئيسية مثل الطرق الممهدة ومياه الشرب، فى ظل بعدها عن مطروح بمسافة تزيد على ١٢٠ كيلومترًا، ولكونها تمتد فى عمق الصحراء بأكثر من ١٠ كم.
قال كرم القريضى، أحد أبناء «جلالة»، إن القرية تعانى نقص الخدمات بشكل عام، رغم وجود ٧ آلاف مواطن يقطنون بها، خاصة فى مجال التعليم، إذ لا توجد مدارس ثانوية فى المنطقة، ما يضطر الطلاب للالتحاق بمدارس مركز الضبعة التى تبعد عنهم أكثر من ٣٠ كم.
وأضاف: «الأهالى يعانون أيضًا ضعف الخدمات الصحية، نظرًا لوجود وحدة صحية واحدة فى القرية لخدمة ٢٣ تجمعًا سكنيًا، بعضها يبعد عن القرية بمسافة تزيد على ١٥ كيلومترًا، كما تعانى نقص الأدوية والعلاجات ما يضطر السكان للاعتماد على الأعشاب والوصفات الشعبية».
وأشار إلى معاناة المواطنين أيضًا من ضعف مياه الشرب التى تأتى إلى القرية عبر سيارة مياه «فنطاس» وحيدة، لم تعد تكفى احتياجات المواطنين فى ظل تزايد عددهم، مضيفًا: «المنطقة كلها تفتقر إلى المنشآت الاجتماعية والرياضية والشبابية، حتى إن الجهات المسئولة بالمحافظة أصدرت قرار إزالة لمركز الشباب الوحيد الذى كان يتبع أحد النجوع، نظرًا لحالته السيئة».
ويقول مسعود ميار، أحد أبناء نجع «الرقاعية»، التابع للقرية، إن وسيلة المواصلات الرئيسية فى «جلالة» هى العربة «الكارو»، التى يعتمد عليها الأهالى فى كل تنقلاتهم، خاصة أن المنطقة تعانى من غياب الطرق الممهدة أو إشارات المرور.
ولخص يونس حكيم، أحد أبناء نجع «أولاد ميار»، التابع للقرية، المشهد بقوله: «نعانى بشكل عام من قلة المياه وضعف الخدمة الصحية والتعليمية، ومعظم الأهالى يعملون فى رعى الأغنام ويضطرون لشراء أعلافها بالدين لحين تحسن الأحوال».
وقال أحمد النجدى، رئيس قريه «شماس»، إن عدد سكان القرية يبلغ نحو ٥٢٠٠ نسمة، يعانون من نقص الخدمات، موضحًا: «هناك وحدة صحية واحدة فى القرية الأم تخدم ١٥ تجمعًا، ولا يوجد بها أى متنفس للشباب، إضافة إلى عدم وجود مدرسة للتعليم الإساسى».
وأضاف «النجدى»: «إن أبناء القرية ظلوا يطالبون لمدة ٧ سنوات بإنشاء مركز شباب وملعب خماسى، دون استجابة، وهناك فصل واحد للتعليم المجتمعى. نحن نعيش فى قرية معدومة الخدمات، ويتجاهلها المسئولون».


القليوبية
«كفر شبين».. المدارس ومركز الشباب مهددة بالانهيار فى «بلد الرتب»


«كفر شبين» التابعة لمدينة شبين القناطر، هى القرية الوحيدة من محافظة القليوبية التى ضمتها قائمة «القرى الأكثر فقرًا»، خاصة أن مواطنيها يعانون ضيق الحال ومشاكل بيئية وصحية وتعليمية، ولم يشفع لها أنها أخرجت العديد من الوزراء ورجال المناصب، الذين تربوا على أرضها.
وقال فتحى سالم، أحد أهالى القرية: «نعانى أشد المعاناة من انعدام الخدمات الصحية، وعدم توافر الأطباء داخل المستشفى والوحدة الصحية، فضلًا عن عدم وجود أدوية ومستلزمات طبية، ولجوء المواطنين الغلابة إلى الاقتراض وبيع بعض مستلزمات وأساسات المنزل، للكشف فى العيادات والمستشفيات الخاصة مرتفعة التكاليف، فضلًا عن عدم وجود نقطة إسعاف ومطافئ لإنقاذ الأهالى من الحوادث والكوارث».
وحذر زياد عبدالرحمن، أحد الأهالى، ويعمل مهندسًا، من وقوع كارثة مرتقبة فى مدارس القرية، لسوء حالة الإنشاءات فى مدرسة «كفر شبين الجديدة» على وجه التحديد، ذات العيوب والأخطاء الهندسية، إذ تم بناؤها بالنظام الجديد وبالطوب الأبيض، ولا تحتوى على دورات مياه للطلاب، الذين يتكدسون داخل الفصول الدراسية، إذ يحتوى الفصل الواحد على ما يقرب من ٨٠ طالبًا، ما يصعب عليهم تلقى وفهم المقررات الدراسية.
وأضاف عبدالرحمن سعيد، أحد الأهالى، أن مركز الشباب بالقرية أصبح «خيال مآتة»، نظرًا لعدم وجود أى فعاليات أو أنشطة رياضية، وأن السور الخاص بالمركز آيل للسقوط وينذر بكارثة مرتقبة، يكون ضحاياها مواطنين أبرياء.
من جانبه، قال المهندس مصطفى عباس، السكرتير العام المساعد السابق لمحافظة القليوبية، إن كفر شبين، التى تعانى فى مناحى الحياة المختلفة، تعد من أكثر قرى المحافظة التى خرج من رحمها وزراء ومحافظون.


أسوان
«المنشية الجديدة».. الخدمات غائبة.. والحالة الاقتصادية تحت الصفر


تضم محافظة أسوان ٥ قرى فقيرة ضمن الـ١٠٠ قرية المدرجة على مستوى محافظات الجمهورية، وهى «المنشية الجديدة» و«سبيل العرب» بمركز كوم أمبو، و«المنصورية» فى دراو، فضلًا عن «الدكة» و«دابود» بمركز نصر النوبة.
وفى قرية «المنشية الجديدة»، التى يبلغ عدد سكانها ٣٥ ألفًا و٧٥٠ نسمة، وتصل نسبة الفقر بها ٨١.٧٠٪، التقينا عددًا من أهالى القرية الذين تحدثوا عن أبرز احتياجاتها، ولماذا أدرجت ضمن القرى الأكثر فقرًا، فقال أحمد موسى، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع: «جميع الخدمات غائبة، ولا يوجد أى إعانات من وزارة التضامن الاجتماعى».
وأوضح أن «أبرز المشكلات تتمثل فى الطرق المدمرة المتروكة دون رصف، ولا توجد مدارس للمرحلة الثانوية.
وتابع: «من ضمن مشكلات القرية أيضًا عدم وجود صرف صحى، إذ تم تركيب المواسير تحت الأرض منذ أكثر من ٢٠ سنة وبسبب تجاهل المسئولين تآكلت وأصبحت غير صالحة.
وأشار إلى أن فرص العمل فى القرية منعدمة، والحالة الاقتصادية للأهالى صعبة جدًا، واصفًا إياها بـ«تحت الصفر»، ما يدفع شبابها إلى الهجرة منها إلى بلاد أخرى لمساعدة أهلهم.